افاد ناشطون سوريون بمقتل ما لايقل عن 38 شخصا برصاص الأمن والشبيحة في مناطق مختلفة من سوريا الأربعاء ، فيما تصل طليعة بعثة المراقبين العرب إلي سوريا اليوم الخميس في إطار الجهود المبذولة لحل الأزمة في هذا البلد. وتقول الاممالمتحدة إن اعمال العنف التي شهدتها سورية منذ مارس / آذار الماضي اسفرت الي الآن عن مقتل خمسة آلاف شخص، ولكن جماعات حقوق الانسان تقول إن العدد اكبر بكثير. وتحمل دمشق "عصابات مسلحة تسعي الي زعزعة استقرار البلاد" مسؤولية العنف. تسريع المفاوضات ودعت الدول الغربيةروسيا إلي تسريع المفاوضات حول قرار يتعلق بسوريا في مجلس الأمن الدولي. وقال السفير الألماني لدي الأممالمتحدة بيتر ويتينج أمس الأربعاء إن "الوضع مأسوي وليس أمام مجلس الأمن وقت ليضيعه، ندعو الوفد الروسي إلي تسريع المفاوضات حول مشروعه القرار وإجراء مفاوضات جدية وسريعة". من ناحيتها، قالت سفيرة الولاياتالمتحدة لدي الأممالمتحدة سوزان رايس إن "موقفنا ما يزال نفسه وهو أنه علي مجلس الأمن واجب دفع السلام والأمن وحقوق الإنسان في سوريا". وكانت فرنسا قد اعتبرت أن أعمال العنف التي تشهدها سوريا تشكل ما وصفته بمجزرة علي نطاق غير مسبوق، داعية روسيا إلي تسريع المفاوضات في مجلس الأمن بشأن مشروع القرار الذي تقدمت به. وكانت روسيا قد قدمت في 15 ديسمبر/كانون الأول مشروع قرار حول سوريا، لكنها في الوقت نفسه تعرقل حتي الآن أي قرارات تدين القمع الدموي الذي يقوم به نظام بشار الأسد لحركة الاحتجاج في سوريا. وردا علي هذه الدعوات، أعلنت روسيا عن عقد اجتماع جديد في مجلس الأمن حول مشروع قرارها بشأن سوريا اليوم الخميس. المراقبين العرب ويأتي ذلك في الوقت ، الذي من المقرر فيه وصول طليعة المراقبين العرب الذين قررت الجامعة العربية إرسالهم إلي سوريا للإشراف علي تنفيذ الخطة العربية لحل الأزمة في هذا البلد. وكانت الجامعة العربية قد أعلنت الثلاثاء أن مجموعة أولي من المراقبين العرب ستتوجه إلي سوريا اليوم الخميس تمهيدا لوصول المراقبين المكلفين بالإشراف علي تنفيذ الخطة العربية. وأوضحت الجامعة أن الفريق الأول سيضم مراقبين أمنيين وقانونيين وإداريين وخبراء، ويتوقع أن يليه فريق من الخبراء في حقوق الإنسان. وأشارت أيضا إلي أنه تمت "الموافقة علي تسمية الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفي الدابي من جمهورية السودان رئيسا لبعثة مراقبي الجامعة العربية". أعمال العنف وميدانيا ، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 24 شخصاً قتلوا في سوريا الأربعاء في مواجهات وإطلاق نار في درعا وحمص وريف دمشق واللاذقية وإدلب في مواجهات بين محتجين وقوات أمنية وعسكرية. وأوضح المرصد في بيان له أنه "سقط ثمانية منشقين ومدني واحد و15 من قوات الجيش والأمن وحفظ النظام إضافة إلي عشرات الجرحي من المدنيين داخل منازلهم، كما أصيب كثيرون في مواجهات وإطلاق رصاص من رشاشات ثقيلة ومتوسطة في مدينة داعل بمحافظة درعا في جنوب سوريا". وأشار المرصد أيضا إلي أن "قوات الأمن السورية اقتحمت المسجد العمري في داعل". وكان المرصد قد ذكر أن ما يصل إلي 70 جنديا سوريا منشقا قتلوا يوم الاثنين الماضي في محافظة إدلب وبدوره ، يقول المجلس الوطني السوري المعارض إن 250 شخصا علي الاقل قتلوا في محافظة ادلب الشمالية الغربية الاسبوع الجاري. ومعظم الذين قتلوا في منطقة جبل الزاوية التي تقع علي مسافة 40 كيلومترا جنوب غربي مدينة ادلب كانوا من العسكريين المنشقين. ودعا المجلس الوطني السوري مجلس الامن التابع للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الي التدخل لحماية الشعب السوري والي فرض "مناطق آمنة" في المناطق التي تتعرض لهجمات الجيش السوري. ويقول بعض المحللين إنه لن يكون بامكان النظام السوري الاستمرار بالحكم اذا التزم فعلا بمبادرة الجامعة وسحب جيشه من الشوارع لأنه سيكون من شأن ذلك تشجيع المعارضين علي تكثيف نشاطاتهم.