احتجاجات مستمرة في سورية منذ سبعة شهور قال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون إن عدد قتلى الاحتجاجات الحالية في بلاده يفوق التقديرات التي أعلنتها الأممالمتحدة، والتي تفيد بمقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص في سورية منذ منتصف مارس/آذار الماضي. وأشار غليون في تصريحات ل(بي بي سي) إلى أن استمرار ما وصفه بأعمال العنف من جانب السلطات سيدفع البلاد نحو مشارف الحرب الأهلية. وقال إن "تجنب الوصول إلى هذه المرحلة يتطلب عملا دوليا سريعا". وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت في وقت سابق أن 3 آلاف شخص على الأقل قتلوا في سورية منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت نافي بيلاي مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الانسان إن بين القتلى 187 طفلا، وإن 100 شخص على الأقل قتلوا في أعمال العنف خلال الأيام الماضية في سورية. وحذرت بيلاي السلطات السورية من ان " القمع الوحشي" للاحتجاجات يهدد باندلاع حرب أهلية. وقالت "يقع على عاتق كل اعضاء المجتمع الدولي اتخاذ اجراءات حماية بشكل جماعي وحاسم قبل ان يتواصل القمع بدون رحمة ويقود البلاد نحو حرب اهلية فعلية". واعتبرت المفوضية ان العقوبات التي فرضت على دمشق حتى الآن لم تؤد الى تغيير موقف السلطات السورية حتى الان كما قال الناطق باسم بيلاي روبرت كولفيل. وقال كولفيل إن مئات السوريين اعتقلوا وعذبوا أو اختفوا ، واتهم السلطات السورية باستهداف عائلات المعارضين داخل وخارج سورية. واعتبر أن التحركات الدبلوماسية لم تسفر عن شئ حتى الآن وإن القتلى يسقطون يوميا. مظاهرات جاء ذلك بينما أفاد ناشطون سوريون ان 10 مدنيين قتلوا الجمعة عندما اطلق رجال الامن النار لتفريق مظاهرات في عدة مدن سورية حملت اسم "أحرار الجيش". وذكر المرصد أن سبعة أشخاص قتلوا في داعل بريف درعا بينما سقط الثلاثة الآخرون في القدم وسقبا قرب دمشق وعَنَدان قرب حلب. وكانت مناطق عديدة في سوريو قد شهدت مظاهرات واسعة عبّر المشاركون فيها عن دعمهم ل"الجيش السوري الحر" وهو تجمّع للضباط والجنود المنشقين عن الجيش السوري. ويقول الناشطون إنهم اختاروا اسم أحرار الجيش تعبيرا عن الشكر للجنود المنشقين ولحث مزيد من الجنود على الانشقاق. كما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان 36 شخصا بينهم 25 عسكريا قتلوا الخميس في سورية بينما اصيب عشرات بجروح خطيرة. وقال المرصد في بيان له إن عشرة مدنيين بينهم طفل قتلوا في بنش في محافظة ادلب شمال غربي سورية، بينما سقط مدني آخر في مدينة حمص. واضاف ان 15 عسكريا بين ضباط وجنود قتلوا في بنش، بينما قتل تسعة آخرون في مواجهات عنيفة بين جنود ومسلحين في محافظة درعا، وسقط احد رجال الامن في مدينة القصير بريف حمص خلال اشتباكات مع مسلحين. واكد المرصد ان "السلطات السورية اعتقلت امس عشرات من ابناء بنش". في المقابل تنحي السلطات السورية باللائمة على من تصفهم "بالعصابات الإرهابية" وتقول ان تلك العصابات قتلت 1100 من قوات الأمن. قد حظرت السلطات السورية دخول مراسلي معظم وسائل الإعلام الأجنبية مما يجعل التأكد من التقارير صعبا. وفرضت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات على صادرات النفط السورية وبضع شركات وتسعى -بلا جدوى حتى الان- من اجل استصدار قرار من مجلس الأمن بفرض عقوبات على دمشق. وكانت روسيا والصين قد استخدمتا مؤخرا حق النقض في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أوروبي يهدد بإجراءات عقابية ضد سورية إذا لم توقف السلطات"حملة قمع" الاحتجاجات. إلا أن موسكو وبكين حثتا دمشق على الإسراع بإجراء إصلاحات وهو ما فسره محللون بأن صبر الدول الكبرى تجاه سورية بدأ ينفد.