كتب عمرو حسين قالت وهي تتألم من الظلم ويعصر التخاذل قلبها أكثر وأكثر... "وختاما أشكر كل من تعاون معنا أو سعى لرفع الظلم عنا أما هؤلاء الذين يشاهدون هذه الجريمة في صمت فأقول لهم لا تزينوا بصمتكم عجزنا لا تشاركوا بسلبيتكم في ظلمنا لا تحملوا بسكوتكم وزرنا ولله نفوض أمرنا وعليه دومًا اتكالنا" لا، ليست هذه كلمات السيدة ليلى سويف أم علاء عبد الفتاح. لا أيضًا فليست هذه كلمات أم مينا دانيال. من قالت هذه الكلمات إذن؟ ربما هي أرملة الشيخ العالم الشهيد عماد عفت؟ لا والله ليست هي أيضًا. من إذن؟ هل هي هذه السيدة التى سحلوها أرضًا وجردوها من ثيابها؟ بالتأكيد هذا هو لسان حالها ولكن لسانها سيعجز عن قول هذه الكلمات. هل هي أم أحد هؤلاء الآلاف الذين حوكموا عسكريًا منذ قيام الثورة؟ للأسف الشديد لا. قالت هذه الكلمات "الزهراء خيرت الشاطر" في مقال لها نشر على موقع أبيها بتاريخ 15 مايو 2010. فقد ظلت تصرخ هي وأسرتها من الظلم الواقع على أبيها لمحاكمته عسكريًا. يومها نصره الكثيرون. أذكر أن أيمن نور الليبرالى الذى لم يكن يومًا من الإخوان المسلمين كتب مقالًا مطولًا وهو موجود إلى الآن على موقع الإخوان بعنوان "مرض الشاطر والزمر وهدية شفاء الرئيس"، في هذا المقال ناشد الرئيس أن يعفو عن خيرت الشاطر مراعاة لظروف مرضه. كم من وقفة وقفها النشطاء من الإخوان وغيرهم على سلم نقابة الصحفيين تضامنًا مع خيرت الشاطر وعصام العريان وعبد الرحمن سعودى وحسن مالك وغيرهم من الإخوان؟ حتى بعد قيام الثورة وبعد تنحى مبارك أذكر أن الميدان كله تجمع في الجمعة التالية للتنحى ورفعت صور الشاطر نصرة له في محنته وطلبًا للحرية له وللمظلومين من المحاكمين عسكريًا من أمثاله. لم يرفع هذه المطالب الإخوان فقط بل رفعها كل من كان في الميدان بما فيهم من ليبراليين ومسيحيين والله على ما أقول شهيد. ونتيجة لهذه النصرة والإلتفاف حول الهدف، فقد تم إطلاق سراح المهندس خيرت الشاطر ورجل الأعمال حسن مالك بعد عدة أيام. في الروايات الدرامية عادة ما يقول الكاتب ومرت السنين وتغيرت الأحوال ونسى المظلوم ما كان فيه من الكرب وإزدهرت أحواله...إلخ إلا أن ذلك كله لم يحدث، فقد مرت تسعة شهور فقط منذ الإفراج عن المهندس خيرت الشاطر إلى الآن. وفي هذه الشهور زج بالآلاف في المحاكمات والسجون العسكرية الظالمة. هل نسيت يا سيدى المهندس خيرت الشاطر؟ أين أنت يا "الزهراء" هلا ذكرتى أباكى بما كنتى تعانين؟ أكثر من عشرة آلاف أم وأخت وإبنة يعانون الآن ما كنتى تعانين؟ هلا أخبرتى أباكى بهذا؟ ألم يهب رسول الله بجيش من الصحابة نصرة لإمرأة مسلمة كشفوا عورتها وتكاثروا عليها وهي لا حول لها ولا قوة؟ ألم يحاصر بنى قينقاع أكثر من أسبوعين حتى أجلاهم من المدينة بالكامل لنصرة هذه المرأة؟ ألم يدع الرسول ثلاثين يومًا على من قتلوا أصحابه ببئر معونة؟ ألم يقل الرسول أنه لو دعى إلى حلف الفضول لأجاب؟ وقال عنه أيضًا "ما أحب أن لي به حمر النعم". وما هو حلف الفضول؟ هو عهد تعاهد عليه كبار قريش ألا يجدوا مظلومًا في مكة إلا ونصروه! ألم يهب المعتصم بجيشه نصرة لإمرأة مسلمة؟ هذا هو الإسلام الذى أعرفه وهذا هو دينى الذى رضيت به. ماذا تنتظرون بعد إغتيال العلماء وسحل وضرب المتظاهرين السلميين وتعرية المسلمات على أعين الناس؟ بل وأبشركم أن كل هذا ما سجلته كاميرات المحمول أثناء الضرب والجرى والكر والفر. وهو قليل من كثير، وما خفي كان أعظم. والله إنى لأعجب أن يصاب بالعمى من أبناء وطنى من يرى... وذو العينين في بيته فاقد البصرِ ... لن أتطرق لمواقف أحزاب وهيئات وأفراد بعينهم ولكنى أؤكد أن من يترك خيرة شباب مصر يواجهون الموت وحدهم بصدور عارية في الشوارع والميادين فهو يشارك بسلبيته وسكوته في الجريمة. فضلًا عمن أعان القاتل بعبارات وبيانات التأييد والمدح. جاء في سنن أبى داود وأحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ما من امرئ يخذُل امرأ مسلمًا في موضع تُنتهك فيه حرمته ويُنتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ يَنصر مسلمًا في موضع يُنتقص فيه من عِرضه، ويُنتهك فيه من حُرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته".