صدرت مذكرة الاعتقال بحق البشير في مارس عام 2009 طلب الاتحاد الأوروبي من حكومة مالاوي اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير الملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية على خلفية جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور. ودعت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون ملاوي إلى "احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي عبر الامتثال للمحكمة الجنائية الدولية"، وذلك في إشارة إلى مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية في حق الرئيس البشير. وقالت إن "اخطر الجرائم ذات البعد الدولي من ابادة وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب يجب الا تبقى بلا عقاب ويجب ان تلاحق باجراءات على المستوى الوطني والدولي على حد سواء". و في المقابل اعتبر العبيد مروح المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية دعوة اشتون لاعتقال البشير بأنها "انتهاك لسيادة الدول الافريقية وابتزاز لها". ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المتحدث قوله إن " مطالبة اشتون لدولة ملاوي باعتقال الرئيس البشير تعتبر انتهاكا لسيادة الدول الافريقية وابتزازا لها وخاصة ان السودان عضو في تجمع الكوميسا الاقتصادي وهو تجمع افريقي محض وملاوي دولة ذات سيادة وتتصرف وفق سيادتها". وأضاف المتحدث السوداني "ان مثل هذه الاحاديث تؤكد ما ظللنا نردده بان الذي يجري من الدول الغربية حول المحكمة الجنائية هو محاولة لتسييسس العدالة وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو "نأسف لتوجيه ملاوي دعوة الى الرئيس البشير للمشاركة في قمة السوق المشتركة لافريقيا الشرقية والجنوبية وندعوها الى احترام تعهداتها ازاء المحكمة الجنائية الدولية". وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد وصل إلى العاصمة الملاوية ليلونغوي للمشاركة في القمة السنوية للسوق المشتركة لجنوب وشرق افريقيا (كوميسا). يذكر أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة لاعتقال البشير في مارس/ آذار 2009 على خلفية ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور غربي البلاد، قبل أن تضيف إليها تهمة الإبادة العرقية عام 2010. وتأتي الطلبات الموجهة إلى ملاوي للمساعدة على تطبيق قرار المحكمة باعتبارها من الدول التي صادقت على اتفاقية روما التي اسست المحكمة الجنائية الدولية. وطالبت منظمات غير حكومية مثل هيومن رايتس واتش ومنظمة العفو الدولية باعتقال البشير. لكن رئيس البرلمان الملاوي هنري باندا شيمونتو وعددا من الوزراء استقبلوا الرئيس السوداني على مدرج المطار وسط رقصات تقليدية. وصرح مسؤول في الخارجية الملاوية ان بلاده لن توقف البشير. يذكر أن هذه هي الزيارة الرابعة التي يقوم بها البشير إلى دولة مصادقة على اتفاقية روما لتأسيس المحكمة الجنائية، حيث سبق أن زار كينيا وتشاد وجيبوتي.