أعلن التلفزيون اليمني الرسمي ان الرئيس علي عبدالله صالح عاد الى صنعاء يوم الجمعة من رحلة علاج في السعودية. سقط عشرات القتلى والجرحى في تصاعد حدة الاشتباكات التي تشهدها العاصمة اليمنية صنعاء منذ العودة المفاجئة للرئيس علي عبد الله صالح من السعودية الجمعة، فيما دعا مجلس التعاون الخليجي الى التوقيع "الفوري" على مبادرته لانهاء الازمة في بلاده. وافاد بيان صادر عن الفرقة المدرعة الاولى المنضمة الى المعارضين لنظام حكم الرئيس صالح بمقتل 32 شخصا من المعتصمين بساحة التغيير وجنود الفرقة المدرعة في هجمات القوات الحكومية المتواصلة منذ يوم الجمعة. واوضح البيان ان 21 قتلوا في القصف والهجمات التي وقعت يوم السبت بينهم 18 من جنود الفرقة جراء سقوط 90 قذيفة على معسكر الفرقة الواقع بجوار ساحة التغيير. وحمل البيان صالح المسئولية المباشرة عما سماه "جرائم قتل المتظاهرين والهجوم المكثف على مواقع الفرقة المدرعة الاولى وحي الحصبة ومنطقة صوفان وأرحب ونهم والمعتصمين بساحة التغيير بصنعاء". دعوة لوقف اطلاق النار وكانت مصادر طبية قالت لبي بي سي إن سبعة عشر شخصا قتلوا في هجوم شنه الجيش اليمني ليل الجمعة/ السبت في محيط ساحة التغيير بصنعاء. كما نقلت وكالة الانباء الفرنسية عن كادر طبي في المستشفى الميداني بساحة التغيير بصنعاء قوله ان "17 شخصا قتلوا وجرح 55 اخرون " في الهجوم. واوضح ان بعض هؤلاء القتلى من المدنيين والبعض الاخر هم جنود تابعين للجنرال المنشق علي محسن الاحمر قائد الفرقة المدرعة الاولى . وتزامن ذلك مع اتساع نطاق الهجوم على منازل الشيخ صادق الاحمر المعارض للنظام واخوانه في حي الحصبه ومنطقة صوفان . وكان الرئيس اليمني قد دعا عند عودته من السعودية الجمعة الى هدنة ووقف اطلاق مشيرا ان ذلك سيتيح الفرصة لاجراء محادثات سلام. ونقلت وكالة الانباء اليمنية الرسمية (سبأ) عن صالح دعوته ايضا الي اخلاء العاصمة اليمنية صنعاء من "كل العناصر المسلحة" وازالة نقاط التفتيش والحواجز على الطرق. وعلى الرغم من اجواء القتال تلك شهدت ساحة التغيير بصنعاء بعد ظهر السبت مظاهرة احتشد فيها المعارضون لنظام صالح ونددوا بما سموه "قتل المتظاهرين" كما طالبوا بمحاكمة الرئيس اليمني ورموز نظامه. دأب المحتجون على الاحتجاج في ساحة التغيير منذ شهر يناير الماضي كما شهدت مدن إب وتعز وذمار والبيضاء وحضرموت والضالع والمهره مظاهرات وتجمعات احتجاجية مماثلة. وقد طالب المعارضون المجتمع الدولي بالتدخل بسرعة لحماية المتظاهرين مشددين في الوقت نفسه على رفض اي تسوية تقدم حصانة للرئيس ورموز نظامه. "ضبط النفس" وابدى المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي في اجتماع استثنائي عقده الجمعة في نيويورك على هامش اجتماعت الجمعية العامة للامم المتحدة عن اسفه لسقوط ضحايا في اعمال العنف في اليمن. ودعى الى "ضبط النفس والالتزام بالوقف التام والفوري لاطلاق النار، وتشكيل لجنة تحقيق في الاحداث الاخيرة التي ادت الى قتل الابرياء". كما اكد على ضرورة التوصل الى "توافق للتنفيذ الفوري والامين للمبادرة الخليجية كما هي وتطلعه الى التوقيع الفوري عليها وتنفيذ الانتقال السلمي للسلطة بما يحفظ امن واستقرار ووحدة اراضي" اليمن و"يحترم ارادة وخيارات شعبه ويلبي طموحاته في التغيير والاصلاح". وكانت الدول الخليجية قد تقدمت بمبادرة لحل الازمة في اليمن تتضمن مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس عن الحكم لنائبه على ان يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة وتنظيم انتخابات رئاسية خلال مدة شهرين.