_ شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى احتفال مصر بليلة القدر، الذى نظمته وزارة الأوقاف بقاعة مؤتمرات الأزهر، اليوم، الثلاثاء، بحضور إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، ودكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا تواضروس الثانى، بطريرك الكرازة المرقسية، ودكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف. وطالب السيسي، فى كلمته التى ألقاها فى الاحتفال، علماء الدين والمفكرين والمثقفين والإعلاميين والشعب بالمحافظة على الدولة وعدم الدخول فى أى قضايا خلافية تُخرجنا عن القضية الأساسية وهى الدفاع عن الدولة، مشدداً على مهمة رجال الدين ودورهم فى إعلاء ونشر قيم السلام والمحبة والتقدير وحب بعضهم البعض ونبذ الفرقة والتعصب والتشدد. وأضاف أنه عندما تحدث العام الماضى فى ليلة القدر عن تحقيق ثورة دينية لم يكن الهدف اتخاذ إجراءات عنيفة، لكن إحداث ثورة فى الفكر تتناسب مع العصر الذى نعيش فيه وتصحيح صورة الإسلام الحقيقية القائمة على أن الدين المعاملة. وحذر من أن حجم مواجهة الفكر المتشدد والإرهاب ليس كافياً، ووجه حديثه للدكتور أحمد الطيب قائلا: "أنتم مسؤولون عن الخطاب الدينى، وسيسألنى الله عن تصويب الخطاب الدينى، وسأقول إننى قد بلغتكم أمام الأشهاد"، مؤكدا على أنه غير قلق على الشباب من الفكر الإلحادى الذى ظهر مؤخراً لأنهم سيتراجعون عن هذا الفكر، مشدداً على أنه يتخوف عليهم من التشدد ولىّ النصوص القرآنية، وأن الجهد فى هذا الشأن ليس كافياً، ويجب تجديد الفكر الدينى قبل الخطاب الدينى. وأشاد الرئيس برجال القوات المسلحة والشرطة الأوفياء فى القيام بواجبهم من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة. وأكد أن القوات المسلحة ستقف فى مواجهة كل من يحاول إلحاق الضرر بمصر. وحذر من الأخطار التى يتعرض لها الوطن العربى باستهداف وحدته، داعياً المجتمع الدولى والعربى للتكاتف ضد الإرهاب الذى لا دين ولا وطن له والذى يؤكده الأحداث الإرهابية فى بعض الدول، كما دعا الرئيس إلى التفاؤل، حيث إن المرحلة المقبلة ستشهد حصاد المشروعات القومية الكبرى وسيكون باكورتها افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة فى 6 أغسطس المقبل كشريان إضافى للرخاء وتعزيز حركة التجارة الدولية فى العالم لتوفير فرص العمل للشباب. وناشد المصريين إعانته لاستكمال المشروعات، قائلاً: "أعينونى بقوة، وليكن شهر رمضان نقطة بداية لاستقرار وازدهار الوطن"، مطالباً المصريين بالتفاؤل بالخير لمرحلة قادمة، ووعد بأنها ستشهد مشروعات قومية عديدة، مشدداً على دور الشباب واستفادته من تلك المشروعات. إلى هذا شهد الاحتفال تسليم شهادات التقدير والجوائز المالية للفائزين فى مسابقتى القرآن الكريم الدولية الثانية والعشرين والمحلية، فى مختلف أجزاء القرآن الكريم، وعددهم 11 متسابقا من مصر وعدة دول، إضافة إلى تكريم أصغر حافظ للقرآن من ذوى الاحتياجات الخاصة فى مصر، وذلك حرصاً من وزارة الأوقاف على تشجيع حفظة القرآن بمصر والعالم، واستمراراً لدورها الرائد فى هذا المجال. وكرَّم الرئيس السيسى كلاً من محمد رمضان كمال محمود، من مصر، ومحمد عبدالعليم الأطرش، من المغرب، وهما الفائزان فى الفرع الأول من المسابقة العالمية للقرآن فى حفظ القرآن كاملاً مع التجويد والترتيل وفهم القيم الأخلاقية وبيان أسباب النزول، وكانت قيمة الجائزة للأول 100 ألف جنيه والثانى 70 ألف جنيه، وفى الفرع الثانى للمسابقة العالمية لحفظ القرآن كاملاً مع التجويد وأسباب الترتيل وتفسير الجزء التاسع والعشرين وفهم القيم الأخلاقية، تم تكريم فاطمة عبدالحكيم الدويب، من مصر، وجائزتها 60 ألف جنيه، وعبدالله يوسف إسماعيل، من كينيا، وجائزتها 50 ألف جنيه، أما فى الفرع الثالث لحفظ 20 جزءاً من القرآن الكريم متصلة مع التجويد والترتيل والتجويد وبيان أسباب النزول فتم تكريم محمد نهيان كوثر، من بنجلاديش، وجائزته 50 ألف جنيه، وعبدالرحمن أو سيتى موسى، من النيجر، وجائزته 40 ألف جنيه، وفى الفرع الرابع بحفظ القرآن الكريم لثمانية أجزاء متصلة، المتسابق محمد محب الله، من بنجلاديش، وجائزته 35 ألف جنيه، وباه ساجو من الجابون وجائزته 30 ألف جنيه، وفى المسابقة المحلية لحفظ القرآن الكريم تم تكريم آمنة مصطفى زايد حسين، من أسيوط، بجائزة 10 آلاف جنيه، وأحمد جمال السيد، من محافظة الغربية، بجائزة 10 آلاف جنيه، كمكافأة استثنائية لأصغر حافظ من المتسابقين، كما كرم الرئيس فى الاحتفال الطالب أحمد إبراهيم عبدالسلام الوطنى، من الغربية، بجائزة 10 آلاف جنيه، كمكافأة استثنائية لأصغر حافظ للقرآن من ذوى الاحتياجات الخاصة.