_ كشفت السيدة رقية السادات، ابنة الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، خلال أمسية نظمتها المؤسسة المصرية النوبية للتنمية، مساء أمس الأول، أن والدها قرر التنحى عن الحكم، فى اليوم التالى لتسلم سيناء كاملة، وتطهيرها من الاحتلال الإسرائيلى، لكن القدر لم يمهله لتحقيق ذلك. وأشارت إلى أن السادات تمنى استلام آخر بقعة لأرض مصر فى 24 إبريل 1982، وتعهد بإقامة 7 أيام للاحتفال مع المصريين بعودة الأرض، والتنحى عن الحكم والاكتفاء برئاسة الحزب الوطنى والإقامة بميت "أبوالكوم". وأضافت أن مؤامرة قتل السادات أكبر من الإسلاميين، وأنهم أداة مستخدمة، ولا يجوز التحدث فى الأمر لحين فصل القضاء فيها، ويجب علينا الانتظار، منوهة إلى أن آخر رسالة استلمتها من والدها الرئيس الراحل، قبل ثورة 23 يوليو 1952، كانت بتاريخ 22 يونيو، وكتب لها فيها: "مش هتقدرى تصيفى معايا السنة دى لأنى عندى مهام رسمية فى مصر، هانزل لها"، مشيرة إلى أنه بعد ذلك قامت الثورة. وأكدت أن أسرة السادات كانت ممنوعة من تعلم السياسة، وأنه دائما كان يوصيهم بعدم استغلال اسمه كرئيس، أو الدخول فى معترك السياسة، وأنه عندما تزوج السيدة جيهان عام 1949، كان يرسل لى الخطابات، وكنت أبعث له بخطاباتى وكان بيقول لى "خطك نغابيش فراخ"، وكان بيكتب فى الجوابات "ولادى غجر". واستكملت أن السادات كان دائم التواجد بأماكن معينة، تعرف من خلالها أنه يعتكف لأمر جلل سيحدث، حيث كان دائم التواجد بمنزله بالجيزة، أو الذهاب لقريته "ميت أبوالكوم" وقت اتخاذ القرارات، وأنها كانت تعلم جيدًا عند ذهابه إلى القرية أن هناك أشياءً ستحدث بعدها، كما كان يجلس فى جزيرة الفرسان بالإسماعيلية التابعة لقناة السويس، واستراحة القناطر، التى تتبع رئاسة الجمهورية، واستراحة وزارة الثقافة بالهرم، لكن أسوان كان يعشقها فى الشتاء، لافتة إلى أنه عندما كنا نذهب للتصييف بالمعمورة كان يتركنا ويذهب إلى برج العرب، لأنه كان يفضل أن يجلس بمفرده معظم الوقت، وأنها علمت بعد ذلك أنه كان يستعد للحرب، وأن يوم العيد بالنسبة للسادات هو يوم تسلمه العريش وقناة السويس. وأوضحت أن مفاجأة السادات الإسرائيليين فى نهاية الخطاب بدعاء سيدنا «زكريا»، كان دهاء كبيرا، لأن هذه الجزئية لها حساسية شديدة لديهم، وكشفت عن أن «السادات كان يخطط أن تكون سيناء عبارة عن قرى سكنية، وتحتها مدينة عسكرية متكاملة، لكنه لم ينفذ منها شيئا، وهذا ما فعله حزب الله فى لبنان»، مشيرة إلى أن والدها تبرع بعائدات كتابه "البحث عن الذات" بالكامل لبناء قرية ميت أبوالكوم، حيث بناها بالطوب الأبيض، حيث «يرطب» للفلاحين فى الصيف ويدفيهم فى الشتاء، وقام بعمل الطاقة الشمسية سنة 1980. واستكملت أن السادات كان أبا بما تعنيه الكلمة، حيث كان يقوم بكل واجباته الأسرية تجاه زوجاته وأولاده، دون تفرقة بين زوجته الأولى والثانية، حيث إنه أصر بعد انفصاله من والدتها أن يتكفل بها لأنها تربى أولاده وطالب ذلك من أخواتها الذكور، حيث إن زوجته الأولى لديها 6 أشقاء ذكوراً، وأنه كان يقوم بكافة أعمال الأب تجاه أولاده: "كان يلبسنى هدومى ويسرح لى شعرى"، منوهة إلى أن والدها كانت أغنيته المفضلة التى يغنيها لها قبل نومها هى "سوق الفول جبر.. ربنا رزقنى بأولادى غجر". وواصلت: "لما السادات اتسجن أولاد العائلة قالوا لى أبوكى حرامى فساءت نفسيتى، وبعدها قام باستدعائى لزيارته وقلت له: انت حرامى؟، قالى أنا مسجون سياسى علشان أخرج الإنجليزى من بلدى مصر، أنا فداء بلدى". واستطردت: "كان السادات ضعيفًا تجاه 3 أشياء أساسية: الأطفال، كبار السن، الحيوانات، حيث كان بالنسبة للأطفال كان يصعب عليه أن يرى أبناءه يشتكون بأى ألم، وكبار السن قرر لهم "معاش السادات" بسبب أن الآباء عندما يصلون إلى الكِبر يعاملهم أبناءهم بقسوة وحرمان، ولكن بالنسبة للحيوانات كان السادات لديه كلب لا ينام تحت سريره، وعندما مرض السادات جلس الكلب تحت سريره لمدة 3 أيام بدون أكل أو شرب حزنًا على والدى". واعترفت بأن والد جدتها كان سودانيا يدعى "خيرالله" ونزح إلى قرية ميت أبوالكوم وتزوج من السيدة "بمبة" وأنجب السيدة والدة طلعت السادات وتلقب ب "ست البارين" نسبة إلى بر مصر وبر السودان، وأن جدها كان يعمل بالخدمات الطبية وذهب السادات إلى بلد جدتى وهى "دنقلة" فكانت حماية له، ولذلك أتشرف بكونى أنتسب للنوبة والسودان، حيث كان السادات بارا بأمه وكانت تستيقظ مع شروق الفجر يوميا مرتدية "القبقاب" لتتوضأ وتقوم بالدعاء للرئيس الأسبق، وأنه من الطرائف أن جدتها لوالدها عندما قامت الثورة، ومن شدة خوفها على ابنها قالت "شوفتى أبوكى قاعد ينبح فى صوته فى الراديو طول اليوم"، وطبعا كانت لا تعلم أنه صوت مسجل، ولهذا السبب مرضت ب "جلطة" وكان من الضرورى أن جدى يبلغ السادات بحال والدته. وكان وقت الخلافات اللى كانت فى مجلس الثورة عام 1952، فكان يأتى ليطمئن علينا، حيث كان جدى يعمل «باشكاتب» فى المستشفى العام التابعة للجيش بكوبرى القبة، وبعد الثورة طالب السادات من والده بأن يتولى تربية أخواته، وكان يحترم جدى حيث كان لا يستطيع أن يشرب "السيجارة" أو يضع "قدماً على أخرى" إذا كان والده متواجدًا. وأضافت: "عندما تعرض والدى لالتهاب رئوى أو ما شابه حساسية الصدر، من فرط استخدام السجائر بشراهة، عرض عليه الأطباء أن يستخدم السيجار، فلم يتأقلم عليه حتى عرضوا عليه فكرة البايب، الذى كان دائماً فى يده، فتمسك به بعدما ارتاح للتعامل معه". أما عن علاقة السادات بالفن فقالت: "عندما تولى السادات المؤتمر الإسلامى، كان لصيق الصلة بفريد الأطرش، وعشق صوته بالإضافة لصوت أخته أسمهان، وفى المؤتمر الإسلامى أهداه فريد الأطرش "العوامة" التى كان يملكها وكانت أمام العقار الذى يسكن فيه السادات، وذلك ليستخدمها فى المؤتمر الإسلامى". وتلخص أسباب عشقه للنوبة فى أنه: "حضر فى يوم ما، عقد قران لإحدى الأسر النوبية من قرية قسطل، وكان معه حسب الله الكفراوى، وزير الإسكان آنذاك، وكانا شاهدين على عقد القران فى قرية قسطل، التى تعرف الآن بمعبر "قسطل- أشكيت" السودان، ومن الطرائف التى تذكر خلال عقد القرآن أن المأذون طلب من الرئيس بطاقته الشخصية كالمعهود دائماً أثناء كتابة العقد، فقال له الرئيس وقتها اكتب "محمد أنور السادات رقم 1 والمقيم فى القاهرة". وأمر السادات بتسجيل جمعية باسم جمعية السلام الزراعية، بعدما طالبوه بتخصيص أراض زراعية لهم فى النوبة، وبعد ذلك ذهب النوبيون للكفراوى قال لهم "أبوكم اللى كان بيحبكم مات.. مفيش حاجة بعد كده". وعن اللغة النوبية، كان السادات خريج سلاح الإشارة واستخدمها للخداع الاستراتيجى حتى لا يقوم بترجمتها المخابرات الأمريكية والسوفيتية والإسرائيلية آنذاك، وبذلك استطاع أن يخدعهم. وقالت رقية إنها حمدت الله على أن السادات لم يعش كثيرا حتى لا يرى ما حدث بعده من 30 سنة من "تجريف"، على حد تعبيرها، من إهمال فى التعليم والصحة، وكان سيستاء عندما يرى ما وصل إليه حال المصريين لأنه كان دائما يقول «ولادى». وأضافت أن فيلم أيام السادات كان جرأة لأنه تم عمله فى عهد «مبارك»، وأن الفنان أحمد زكى لم ينصف والدى فى الفيلم كما فعل مع الرئيس جمال عبدالناصر، وفوجئت بأن الشباب فى العرض قالوا "إزاى الراجل ده كان بيحكمنا وإحنا منعرفش كده.. إحنا منبهرين بشخصيته".