نشبت مشادة كلامية بين السفير الاثيوبي بالقاهرة، محمود دردير، والإعلامية بفضائية التحرير، رانيا بدوي، مساء الأربعاء، خلال مكالمة هاتفية بصدد سد النهضة. وبدأت المكالمة بأن وجه "دردير" التحية لوزير الري الجديد، معربًا عن أمله في التعاون معه، عندما سألته "رانيا" عن توقعاته لتحقيق التقارب في وجهات النظر بين الجنبين المصري والاثيوبي، فجاوبها السفير "يبدو لي من حديثك مع الوزير أنك تتحدثين بنبرة الخطاب السياسي الذي ولى عهده، نحن الآن لا نختصر العلاقات مع مصر في سد النهضة فقط"، وهو الامر الذي اثار استياء المذيعة. وتابع السفير "الترويج لان سأن النهضة يضر مصالح المصريين ، ويهددهم بالخطر، هو امر لا محل له من المفاوضات الجارية"، وقاطعته المذيعة، لتبدي انزعاجها مما يقوله، متساءلة بلهجة استنكارية عن "تعارض" ما يقوله مع قيام مصر بإرسال الوفود الواحد تلو الاخر واستمرار المفاوضات ، ليصر السفير الاثيوبي على متابعة كلامه دون إجابتها بقوله "نحن سنستكمل بناء سد النهضة، وهو لا يضر بمصالح مصر ولا السودان" – بحسب قوله. وأعادت "رانيا بدوي" سؤالها بصيغة آخرى، حيث قالت "في ضوء حديثك على عدم اضرار السد بمصالح مصر، كيف تقرأ تشكييل اللجان، وذهاب المسؤولين لإثيوبيا؟، هل تتهم الحكومة المصرية بأنها لا تفهم الأمر أم فقط بتضيع وقتها ولا إيه بالظبط؟". وتجاهل السفير الرد ، واعتبر أن نظرة الإعلامية للأمر "نظرة متشائمة للغاية"، وأكد أن ما تم التوصل إليه في المفاوضات حتى اللحظة هو "شئ إيجابي جدًا". ليستطرد "محمود دردير" مؤكدًا أن ترير اللجنة الثلاثية والخبراء الدوليين التي شكلت بمحض إرادة إثيوبيا، اكدت أن السد لا يضر بمصالح الجيران ويفي بالمواصفات العالمية، وتابع متحدثًا عن أهمية السد في مكافحة الفقر بإفريقيا واثيوبيا على الخصوص، وأهميته للنهضة الصناعية التي تقبل عليها اثيوبيا التي تطمح للتحول من الاقتصاد الزراعي إلى الصناعي. وقاطعته المذيعة لتؤكد أن مصر لا تمانع ان تحقق اثيوبيا نهضتها كيفما تر، ولا تتدخل في سياسة إثيوبيا لمكافحة الفقر والتنمية، مضيفة "مصر لديها الاستعداد للتعاون في تشغبل السد أو إدارته ، على أن تكون بالمواصفات القديمة للسد، وليس بما طرأ عليه من تعديلات خلال الإنشاء" مستدل بتغيير سعة السد. واجابها السفير الاثيوبي بأن هذه "المواصفات والإملاءات" – بحسب وصفه، قد تجاوزتها أديس أبابا، و" لا تهمنا"، وأضاف "حلت محلها توصيات اللجنة الثلاثية التي نعمل سويًا لتحقيقها". وأكد السفير أن "قرار مشاركة مصر في إدارة سد النهضة لا يعود إلى إلى إثيوبيا وحدها"، لتبدي "رانيا بدوي استنكارها ثانية "آه يعني موش عاوزينا نديروا معاكم؟"، ليكرر السفير إجابته للمرة الثانية. وسألته المذيعة بشأن تجاوز المفاوضات ل"سعة السد"، و"بقاء السد على تصميمه الحالي"، ليتهما السفير بقوله "أنتِ لا تفهمين عن السدود وتتحدثين بنبرة متعالية، وهذا الأمر لا يغير قيد أنملة في المفاوضات بين البلدين"، لتقاطعه "رانيا" مرة آخرى بقولها "سيادة السفير لقد تجاوزت حدودك معي،ولا يجب أن توصف كلامي، من حقي ان اسأل الاسئلة التي يراها الشعب المصري" رافضة ان تسمح له باستكمال حديثه لتنهي المكالمة.