توصل خبراء شاركوا في حلقة نقاش نُظمت مؤخراً في دبي وتناولت وضع صناعة العلاقات العامة والاتصال المؤسسي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أن الصناعة بالمنطقة قد بلغت مستوى من النضج يضاهي المستوى العالمي، إلا أنهم أشاروا في الوقت نفسه إلى ضرورة مثابرة هذه الصناعة على العمل للارتقاء إلى مستوى أعلى من الابتكار والإبداع. وعقد خبراء في صناعة الاتصال المؤسسي ومسؤولون كبار بشركات رائدة في الشرق الأوسط، بينها شركة "اتصالات" الإماراتية، وشركة التطوير والاستثمار السياحي وشركة الخليج لصناعة القوارب "جلف كرافت"، حلقة نقاش حملت عنوان "التحول: الوضع الراهن لصناعة العلاقات العامة والاتصال المؤسسي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، والتي نظمتها كل من تراكس، أكبر شبكة متخصصة في مجال العلاقات العامة والاتصال المؤسسي، وتقرير "هولمز"، المرجع العالمي وبوابة المعلومات الموثوقة لصناعة العلاقات العامة والاتصال المؤسسي. وأدار حلقة النقاش بول هولمز، مؤسس مجموعة هولمز، بمشاركة كل من الدكتور أحمد بن علي، نائب رئيس أول للاتصالات والمتحدث الرسمي ل "مجموعة اتصالات" الإماراتية، وباسم تركاوي، مدير أول، إدارة التسويق والاتصالات بشركة التطوير والاستثمار السياحي، وإيروين بامبس، مدير العمليات في شركة "جلف كرافت"، ومحمد بن عايد العايد، الرئيس التنفيذي لشبكة تراكس للعلاقات العامة. وتناولت حلقة النقاش بشكل رئيس أهم القضايا المؤثرة على نمو واستدامة صناعة العلاقات العامة في بيئة الأعمال والبيئة الثقافية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، والتي تشهد نمواً متسارعاً. وكان من أبرز التطورات الإيجابية التي تناولتها حلقة النقاش الاتفاق بشكل عام على أن إدارات ووكالات العلاقات ليس لديها الحاجة لاثبات قيمتها لدى الإدارة العليا، ، وأن مهمة العلاقات العامة قد أصبحت مفهومة على نطاق واسع وينظر إليها على أنها نشاط يتميز بالجدية التامة. وأكد الدكتور أحمد بن علي من "مجموعة اتصالات" على أن "العلاقات العامة أصبحت ضرورة لا غنى عنها في تجسيد هوية ورؤية المؤسسة. من هنا يمكنها أن تلعب دوراً محورياً في الاضطلاع بكافة المسائل المتعلقة بالمؤسسات".وأشار المجتمعون كذلك إلى أن المؤسسات باتت ترغب في مشاركة المتخصصين بالعلاقات العامة في العديد من أنشطتها. وأجمع المشاركون على ضرورة وجود أدوات قياس إضافية بهدف تقييم ثمرة الأداء والتأثير، وذلك على الرغم من نقص الاهتمام لدى العاملين في هذه الصناعة بتطبيق أدوات قياس أكثر فاعلية. واتفق المشاركون في حلقة النقاش على التغيير الجوهري الذي أحدثته وسائل التواصل الاجتماعي في بيئة الاتصال المؤسسي بأكملها، وذلك من ناحية السرعة والأسلوب والنتائج. وأبرز بامبس، مدير العمليات في شركة "جلف كرافت"، قضية امتلاك العلامة التجارية في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، مبيناً أنه لم يحدث من قبل أن "على الرغم من أن العلامة التجارية يتم تقديمها من قبل الشركة، الا ان ملكيتها فعلياً تعود الى الجمهور الذي يكون المحرك الرئيسي لوجودها وانتشارها" وهو ما نشهده الآن على أرض الواقع. وأشار محمد العايد من تراكس إلى مواجهة العاملين في صناعة العلاقات العامة في بيئة الاتصال المؤسسي المتغيرة لخيارات ثلاث– "التكيف أو الهجرة (التغيير) أو الانعزال". وأردف بول هولمز بدروه بالقول إن ممارس العلاقات العامة في عالم اليوم "يتوقع منه أن يفعل كل شيء" وأن ذلك يغير طبيعة الأعمال وطبيعة المهارات المطلوبة للنجاح في هذه الصناعة. وقدم الخبراء عدداً من الملاحظات الجيدة فيما يتعلق بالتساؤل حول مدى تأثير الموقع الجغرافي للمقر الرئيسي بمنطقة الشرق الأوسط على رسالة الشركة إلى العالم وعلى إدراك العالم لها باسم تركاوي إن شركة مثل شركة التطوير والاستثمار السياحي يعهد إليها بمهمة تطوير متاحف على مستوى عالمي مثل متحف اللوفر ومتحف غوغنهام في أبوظبي، ومن المؤكد أن المكانة التي تتمتع بها الإمارات العربية المتحدة على الساحة العالمية قد ساعدت على تسريع عملية الاتصالات المؤسسية، إلا أنها أسهمت من جهة ثانية في إخضاع كافة جهودها للفحص والتمحيص الدقيقين. واتفق المشاركون جميعهم على وجود تمييز واضح بين علامة تجارية "شرق أوسطية" وعلامة تجارية "إماراتية"، اذ أن الأخيرة تفرض على الجماهير توقع ما هو أفضل وما يفوق توقعاتهم. وأشار محمد بن عايد العايد، الرئيس التنفيذي لشركة تراكس، "أن حلقة النقاش هذه تعد واحدة من سلسلة مبادرات متعددة تنفذها تراكس بغرض تطوير صناعة الاتصال المؤسسي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي الأولى من نوعها التي يتم تنظيمها بالإمارات العربية المتحدة في أعقاب منتديات العلاقات العامة التي نظمتها الشركة في كل من المملكة العربية السعودية والكويت وسلطنة عمان ولبنان. لقد سعينا على مدى ال 16 عاماً الماضية على بناء كوادر محلية تتميز بالموهبة في كل بلد من البلدان التي نعمل بها في 13 سوقاً، ويعمل في "تراكس" اليوم أكثر من 200 متخصصاً في مجال العلاقات العامة، تصل نسبة العرب منهم إلى 85%. إن تدريب وتأهيل متخصصين عرب في مجال العلاقات العامة وتزويدهم بالوسائل التي يحتاجونها للعمل في بيئة تنافسية عالمية هو أحد أهدافنا، بل وأحد أهم المزايا التنافسية لدينا في هذه الصناعة التي تشهد نضجاً بوتيرة متسارعة."