وصلت المفوضة العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، نافي بيلاي، اليوم، الإثنين إلى جوبا للتحقيق حول مجازر وقعت أخيراً في إطار النزاع الذي يجتاح جنوب السودان منذ منتصف ديسمبر الماضي، بحسب ما أعلنت بعثة الأممالمتحدة في المكان. ويتوقع أن تستغرق زيارة بيلاي التي يرافقها المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون تجنب الإبادة، أداما دينج، يومين في جنوب السودان وتلتقي خصوصاً رئيس جنوب السودان سيلفا كير ومسؤولين كبارا في سلطات جوبا. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية، أن مجلس الأمن الدولي هدد في 24 إبريل بفرض عقوبات محددة الأهداف ضد المعسكرين بعد الهجوم في منتصف إبريل على قاعدة للأمم المتحدة في بور (شرق) تؤوي لاجئين قتل منهم نحو 50 شخص، ثم المجزرة التي قضى فيها مئات المدنيين في بنتيو "شمال" ونسبتها الأممالمتحدة إلى القوات المواليةلنائب الرئيس السابق، رياك مشار، التي كانت استعادت للتو السيطرة على المدينة. وندد مجلس الأمن ب "الاستهداف المنهجي للمدنيين على أساس عرقي"، وكلف بيلاي بمهمة إجراء تحقيق في جنوب السودان يتركز حول مجزرة بنتيو. وسجل وقوع مجازر وتجاوزات عدة نسبت إلى المعسكرين منذ بداية النزاع الذي أثار الخصومات مجدداً بين أبرز المجموعات في البلد، وهما خصوصا قبيلتا الدينكا والنوير اللتان يتحدر منهما كير ومشار على التوالي. وتعود جذور هذه العداوات في جزء منها إلى الحرب الطويلة التي دارت من 1983 إلى 2005 بين الخرطوم وحركة التمرد الجنوبية التي باتت في السلطة في جنوب السودان، وأدت في يوليو 2011 إلى استقلال جنوب السودان.