كشفت صحيفة "ذا ناشن" الباكستانية، - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء، النقاب عن استخدام جديد لتكنولوجيا من شأنها أن تجعل الفحم مصدر الطاقة النظيفة في المستقبل بعد تزايد التحذيرات من الاحتباس الحراري الناتج عن مصادر الطاقة غير النظيفة. وأشارت الصحيفة إلى أن التكنولوجيا الرئيسية المستخدمة حاليا هي "التغويز" – التي تعني إسالة الفحم وتحويله إلى غاز – بدلا من حرقه لإنتاج الطاقة الأحفورية، حيث يتم تحويله كيميائيا إلى غاز طبيعي اصطناعي. ولفتت إلى أن الفحم يعد المصدر الرئيسي للطاقة في العالم لكونه الأرخص بين مصادر الطاقة الأخرى، وأنه يوفر ربع الطاقة الابتدائية وأكثر من 40 بالمائة من الكهرباء لباكستان، وأن الفحم سيظل المصدر للقيام بذلك لسنوات عديدة قادمة. وعن وكالة أنباء الشرق الأوسط، رصدت الصحيفة أن التحدي هو كيفية تسخير الطاقة الناتجة من الفحم وتحويلها إلى طاقة نظيفة أكثر من ذي قبل، وبينما تعثرت المحاولات العالمية لتطوير تقنية "التقاط الكربون وتخزينه"، تسعى دول عديدة للبحث عن طرق مختلفة لاستغلال احتياطياتها الوفيرة من الفحم. ولفتت إلى أن هذه الدول لا تبدي اهتماما بالمخاوف البيئية، ولكن بدلا من ذلك تتصرف تبعا للظروف الاقتصادية والرغبة في الاستقلال في مجال الطاقة. كما لفتت إلى أن الارتفاعات الأخيرة في أسعار الغاز تشير إلى أن تكنولوجيا "التغويز" تعد أكثر قدرة الآن على البقاء اقتصاديا. وتابعت بالإشارة إلى انخراط الولاياتالمتحدة في هذه التقنية، ولكن الصين سوف تستخدم كافة قدراتها في محاولة لتلبية الطلب المتزايد وتقليل اعتمادها على استيراد الغاز الطبيعي المسال. ونوهت إلى أن الإدارة الوطنية الباكستانية للطاقة في البلاد وضعت خططا لإنتاج 50 مليار متر مكعب من الغاز من الفحم بحلول عام 2020، وهو ما يكفي لتلبية أكثر من 10% من إجمالي الطلب على الغاز في الصين، وأن تغويز الفحم يمكن أن تساعد أيضا في معالجة مشاكل التلوث المحلية التي لديها في الأشهر الأخيرة جلبت أنحاء البلاد إلى طريق مسدود. لكن هناك مشكلتين كبيرتين: الأولى، أن تغويز الفحم ينتج في الواقع ثاني أكسيد الكربون أكثر من حرق الفحم التقليدي، وأن ذلك من شأنه أن ينتج مشكلة أكبر للبيئة، ونقلت الصحيفة عن رئيس أسواق الغاز والفحم والطاقة في وكالة الطاقة الدولية قوله "إن تغويز الفحم جذاب من وجهة نظر الأمن الاقتصادي والطاقة، وأظهرت دراسة أجرتها جامعة ديوك في الولاياتالمتحدة أن الغاز الطبيعي الاصطناعي يبعث غازات دفيئة أكثر بمقدار سبع مرات من الغاز الطبيعي، وتقريبا ضعف إنتاج الكربون الصادر من مصانع الفحم". والمشكلة الثانية هي استخدام المياه، فتغويز الفحم هو واحد من أكثر الأشكال الكثيفة الاستخدام للمياه لإنتاج الطاقة، ودول عديدة بالفعل تعاني من نقص في المياه.