أكد عدد من الخبراء ضرورة تنوع مصادرالطاقة لمواجهة نضوب الغاز والنفط . مطالبين بالإتجاه للفحم لتعويض النقص في الغاز الطبيعي مؤكدين أنه الأفضل خاصة في صناعات توليد الكهرباء و الأسمنت في ندوة (الفحم عهد جديد للصناعة والكهرباء) والتي أدارها المهندس خالد أبو بكر ممثل الإتحاد الدولي للغاز . وأكد أبو بكر أن هناك عدة مشاكل تقف ضد التحول إلي الفحم أهمها الشروط البيئية مشيرا إلي ضرورة وضع تشريعات تسهل استخدام الفحم في توليد الطاقة . ومن جهته أكد المهندس محمد شعيب مسؤل قطاع الطاقة بمؤسسة القلعة أن التكامل مع الطاقة الشمسية والرياح سيوفر إنبعاثات الغاز كما أن إستخدام الفحم والإعتماد عليه في منظومة النقل سيزيد من كفاءة السكك الحديدية والإستفادة منها بالإضافة إلي أن تطوير النقل النهري بإستخدام الفحم له مردود إقتصادى جيد . مستغربا من التركيز على إستخدام مواردنا فى الإضاءة وإنارة الشوارع والبيوت مطالبا بالتنوع وإعادة النظر فى الإتجاه لمصادر سهلة ورخيصة ستعزز من دفعنا بالصناعة وترشيد الطاقة وحفظها للأجيال القادمة بدلا من هدرها . مؤكدا أن جميع دول العالم تستخدم الفحم خاصة فى صناعة الأسمنت بالإضافة إلى المخلفات مشيرا إلى وجود مشاكل عديدة فى توفير الطاقة مما يدفعنا للتفكير بجدية فى الإعتماد على الفحم حيث تضمن التكنولوجيا الحديثة سلامته بيئيا والسيطرة على العادم . وقال شعيب أنه يجب السماح لمصانع الأسمنت بإعادة تدوير المخلفات مؤكدا أن الفحم هو الوقود الأمثل لتشغيل مصانع الأسمنت .مشيرا إلى ضرورة أن يكون لمصر رؤية لإستخدام كافة الموارد مع تنوع مصادر الطاقة لتشغيل المصانع وعدم قصرها على الوقود البترولى فقط . وقال أنه لابد أن نبدأ من الآن فى توليد من 4آلآف إلى 5 آلاف ميجا كهربائية من الفحم ليتم خلال 5 سنوات رفع العبء تدريجيا عن محطات الكهرباء . وقال شعيب أن مصر مقبلة على مرحلة فقر مائى ولابد من مواجهة المشاكل بالبحث عن حلول لأن الهروب سيؤدى إلى تفاقمها .مضيفا أن تعويض هذا الفقر يجب تعويضة عن طريق تحلية مياه البحر ولم يعد لدينا رفاهية الرفض أو القبول فى مسألة الطاقة فالمشاكل فى إزدياد ومسألة الإختيار فات أوانها . ولابد من الإتجاه بقوة للفحم فالعالم يستهلك مليار طن فحم سنويا منهم 2 مليون طن فى أوروبا وهم أحرص الناس على حياتهم وسلامتهم بيئيا ولولا ضمانات سلامة البيئة بالأجهزة الحديثة وطرق المعالجة لما سمحوا بذلك .مؤكدا أن إستخدام الفحم فى الكهرباء وصناعة الأسمنت سيحل جزء كبير من أزمة الطاقة ويفتح فرص عمل بإستثمارات كبيرة فى محطات الكهرباء وتجهيز أرصفة فى الموانىء لإستقباله وسينعش حركة السوق . وقال شعيب أن لابد من فتح صفحة جديدة وعهد جديد مع الفحم الذى سيعيد رسم خريطة الطاقة فى مصر ويعزز قدرتنا على الوثب بصناعتنا وتوفير الكهرباء . وأضاف المهندس عبدالله غراب وزير البترول الأسبق أنه يمكن التوسع فى استخدام الفحم من خلال تكنولوجيا الفحم النظيفة والتى تعتمد على استخلاص وتخزين ثانى أكسيد الكربون بعد الحرق بالإضافة إلى تحويل الفحم إلى غاز أو وقود سائل مؤكدا أن استخدام الفحم ليس فكرة جديدة ولكنها موجودة فى جميع الدول خاصة أمريكا وكندا وألمانيا وأوروبا . وأضاف عبد الله غراب أن الفحم آمن خلال حرقه أو تخزينه أو نقله .وقال المهندس فرناس الحكيم خبير صناعة الأسمنت أن الفحم وقود أساسى فى صناعة الأسمنت والتى تمثل 5% من الناتج القومى مشيرا إلى أن الأسمنت هو المحرك الرئيسى لقطاع الإنشاءات فى مصر والتى تمثل 40 % من الناتج القومى المصرى . وأن هناك 24 مصنعا فى مصر يعمل بها 50 ألف عامل بالإضافة إلى 200ألف عامل يعملون بشكل غير مباشر وصناعتهم قائمة على الأسمنت . وقال فرناس الحكيم أن تراجع إنتاج الغاز والمشتقات البترولية دفع الحكومة لتوجيه جزء من الغاز والمازوت لمحطات الكهرباء لتقضى على الإنقطاع المتكررللكهرباء . مما إنعكس ذلك على صناعة الأسمنت وقد إقترحت مصانع الأسمنت إستخدام الفحم كمصر رئيسى للوقود وتقدمت بطلب التراخيص ولو تم الحصول على هذة التراخيص لن يحدثإنقطاع للكهرباء نهائيا بدءا من الصيف القادم . لأنه سيتم توفير كميات الغاز والمازوت من خلال إستخدام مصانع الأسمنت للفحم . وإذا تحولنا للفحم سيتم ضخ 600 مليون دولار لإستكمال التجهيزات والإنشاءات وهذا المبلغ سوف تتحمله شركات الأسمنت بالكامل . كما سيتم توفير فرص عمل وتحريك للإقتصاد بالإضافة إلى أن إستخدام الفحم سيوفر أموال الدعم التى تصل لربع ميزانية البلد ويمكن توجيهة للخدمات ومرافق الدولة وتحسن المعيشة . مؤكدا سلامة إستخدام الفحم بيئيا بعد إبتكار طرق حديثة بتكنولوجيا متطورة تضمن نزول العادم مع المنتج مضيفا أن عملية التحول للفحم تستغرق من سنتين إلى 3 سنوات كما أن الموانىء المصرية جاهزة ولديها القدرة على إستيعاب الفحم والتلوث الذى ينتج عن نقله أقل بكثير من تلوث القمح .