أثار رفض السعودية، أمس الخميس، قبول مقعدها في مجلس الأمن الدولي ردود فعل مفاجئة لعدد كبير من الدبلوماسيين في المجلس؛ حيث لم يجدوا سابقة لها في سجلات المجلس، كما أن ترشيح دولة لعضوية المجلس يستغرق سنوات من الاستعداد، وهذا ما يجعل خطوة الرياض مفاجئة، بحسب أحد دبلوماسيي المجلس. واعتبر آخر أنه قد يحصل انتخاب جديد، لكن من الممكن أيضًا إقناع الرياض بتغيير موقفها، والحكومة السعودية أبدت في الأسابيع الأخيرة قلقها الصريح بشأن سوريا والمسألة الفلسطينية. وأعربت الرياض أيضًا عن قلقها من التقارب بين البلدان الغربية الأعضاء في المجلس، خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية وإيران. ويعد رفض السعودية الدخول للمرة الأولى إلى مجلس الأمن الدولي، قرارًا غير مسبوق يهدف إلى الاحتجاج على عجز المجلس عن إيجاد حل، خاصة ما يتعلق بالأزمة السورية. واعتبرت تركيا، التي انتقدت قصور الأممالمتحدة حيال الأزمة السورية، أن رفض المملكة العربية السعودية الدخول إلى مجلس الأمن الدولي يجعل المنظمة الدولية "تفقد من مصداقيتها" بالفعل. ونقلت وكالة أنباء "دوغان" التركية، عن الرئيس التركي عبدالله جول، قوله إن الأممالمتحدة تفقد الكثير من مصداقيتها "وعلى حد علمي أن قرار المملكة العربية السعودية يهدف إلى لفت نظر المجتمع الدولي إلى هذه الحالة، وينبغي احترام قرارها"، معتبرًا أنها تفشل في الرد بفعالية على الأزمات في العالم. بينما انتقدت روسيا قرار السعودية ووصفت الحجج التي قدمت في هذا الإطار في خضم الأزمة السورية بأنها "غريبة جدًا". وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها: "نستغرب هذا القرار غير المسبوق للسعودية، كما أن حجج المملكة تثير الحيرة، إن المآخذ على مجلس الأمن في إطار الأزمة السورية تبدو غريبة جدًا". وأضاف البيان أن المملكة العربية السعودية بقرارها أخرجت نفسها من الجهود المشتركة في إطار مجلس الأمن للحفاظ على السلام والأمن الدوليين.