رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بدأ يفقد البساط من تحت قدميه في منصب الرئاسة على نحو مبكر للغاية. وبحسب تعليق الصحيفة على موقعها الإلكتروني اليوم، الثلاثاء، فإن الأحداث التي شهدتها الأشهر الأخيرة أثقلت كاهل أوباما وكشفت ما يعانيه من ضعف وما يشوب نظامه السياسي من عيوب. وقالت الصحيفة إن قدمي أوباما فى منصب الرئاسة لن تتوطد من جديد إلا بحدوث حدث خارجى كبير كاضطراب أو وقوع كارثة ما، أو داخلي كتعثر منافسيه في أمريكا عثرة كبرى. ونوهت "الفاينانشيال تايمز" عن أسباب تراجع نفوذ أوباما الذي أعيد انتخابه في 2012 مشيرة إلى إخفاقه في تحقيق أي من الأهداف المتواضعة التي تضمنتها أجندة أعماله؛ سواء على الصعيد الداخلي في موضوعات الهجرة والموازنة والضرائب والاستثمار، أو الخارجي كالخروج من الحروب التي ورثها من النظام السابق والبقاء بمنأى عن حروب جديدة. وقالت الصحيفة إنه لا يمكن تحميل أوباما اللوم على تسمم السياسة الأمريكية وحالة الانقسام العميق التي يشهدها الكونجرس وما ترتب عليها من تبعات ظهرت جليًا عندما طرح أوباما فكرته بالتدخل في سوريا. ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن المدة التي قضاها أوباما في الرئاسة كانت زاخرة بالأحداث، مشيرة إلى أنه تولى مهام منصبه في ظل أسوأ أزمة اقتصادية على مدار ثلاثة أجيال، وأنه عمل على استقرار الاقتصاد الأمريكي وأشرف على إصلاح ملف الرعاية الصحية، وأخرج أمريكا من مستنقعي حربين، وأصدر أمره بقتل أسامة بن لادن. واستطردت "الفاينانشيال تايمز" في سرد إنجازات الرئيس أوباما قائلة إن الرجل نال جائزة نوبل، وأقام العديد من مأدبات العشاء الرسمية ولعب العديد من مباريات الجولف، وغير ذلك، ولكن على الرغم من كل تلك الإنجازات فإن استمرار أوباما في منصب الرئاسة بات مهددًا ما لم تحدث تغيرات رئيسية على نحو الذي تقدم ذكره. واختتمت الصحيفة تعليقها، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، بالقول: إن الآمال الكبرى التي بناها الشعب الأمريكي على المرشح الرئاسي المفوّه باراك أوباما انحدرت من سماء الحلم بإنجازات قادة من أمثال "جورج واشنطن" أو "أبراهام لينكولن" إلى أرض الواقع لرؤساء من أمثال "رذرفورد هايز" وغيره من القادة الذين فشلوا في الارتفاع لمستوى طموحات شعوبهم.