أعلنت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، مساء اليوم الأحد، عن قيام شركات بريطانية ببيع مواد كيميائية للنظام السوري، تستخدم في إنتاج غاز السارين السام طوال 6أعوام، خلال الفترة من عام 2004 إلى 2010. وبحسب تقرير الصحيفة، فإن الحكومة البريطانية أصدرت في تلك الفترة الزمنية 5تراخيص، سمحت لشركتين بتصدير مادة فلوريد الصوديوم، التي تستخدم في صناعة غاز السارين لسوريا، وأوضحت أنه لأول مرة أقرّت الحكومة بذلك مساء السبت الماضي في انتهاك للبروتوكول الدولي لتجارة المواد الخطرة. وقالت "ديلي ميل" أن الحديث عن هذه المبيعات يأتي في وقت تتزايد فيه الشكوك بقوة حول تخزين الرئيس السوري، بشار الأسد، ترسانة من الأسلحة الكيميائية التي تسببت في الأزمة الدولية الراهنة. ونقلت الصحيفة عن الشركات البريطانية المعنية قولها إنها سلّمت فلوريد الصوديوم لشركة مستحضرات تجميل سورية، زاعمين أنها "تستخدم لأغراض مشروعة"، إلا أن خبراء في جهاز المخابرات يعتقدون أن نظام الأسد استخدم مثل هذه الشركات لتحويل المواد إلي برنامج للأسلحة الكيميائية الخاص به. في السياق ذاته، اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن سوريا حصلت على واحدة من أكبر مخزونات العالم من الأسلحة الكيميائية، بمساعدة الاتحاد السوفيتى وإيران، إلى جانب موردين أوروبيين وشركات أمريكية، وذلك وفقًا لبرقيات دبلوماسية وسجلات مخابراتية أمريكية مُسربة. وقالت الصحيفة، في تقرير لها الأحد، أن هذه السجلات تظهر أن عائلة الأسد استغلت بعض الثغرات وتراخي استعمال القوة من جانب المجتمع الدولي الذي يولي أهمية أكبر بكثير للحدّ من انتشار الأسلحة النووية، لتنمية برنامجها للأسلحة الكيميائية، وأضافت: "تنامي قدرات سوريا في هذا المجال كان محتوى برقية سرية شديدة اللهجة نقلتها وزارة الخارجية الأمريكية في عهد الوزيرة السابقة هيلاري كلينتون عام 2009، موضحة أن تلك البرقية وجهت للدبلوماسيين للتأكيد على فشل الجهود التي كانت ترمي إلى وقف تدفق الأسلحة الكيميائية إلى سوريا.