فيما يلي نص خطاب رئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود . الأخ العزيز خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله ملك المملكة العربية السعودية، لقد استمع أبناء الشعب المصري لبيان جلالتكم الواضح والحازم في دعم مصر شعبا وحكومة في هذه الظروف الدقيقة التى تمر بها وفي مواجهة الإرهاب البغيض الذي اطل بوجهه القبيح علي ارض الكنانة حفظها الله من كل سوء واعز شعبها في مواجهه كيد العابثين بامنها. إن مصر وشعبها العظيم قد عركت عبر تاريخها الطويل والعريق الصعوبات ونعمت بالانتصارات التى تولد من رحم التحديات الجسام دفاعاً عن أمتيها العربية والإسلامية، فكان خير عون وسند فى الملمات وفى مواجهة الفتن والضلال والمعتدين الغاشمين. أخي جلالة الملك إن الأوقات العصيبة التى تشهدها الشعوب والأمم هى التى تكشف عن المعادن الحقيقية للقادة والشعوب وتميز الخبيث من الطيب. وفى خضم هذه الأحداث، فقد أكدتم من جديد على أصالة موقف جلالتكم وشعب وحكومة المملكة الشقيقة، فأبيتم إلا أن تنطقوا بالحق برؤيتكم الثافبة وحكتمكم النافذة حول المخاطر التى تتهدد الأمة العربية والإسلامية، والتى تسعى إلى أن تفت فى عضد مصر وتوهن قوتها ظناً منها أنها ستنال بذلك من عزمها أو أن أنها ستخضع إرادتها لمآرب أعداء أمتها. إن العالمين العربى والإسلامى فى أشد الحاجة إلى الإنصات للدعوة التى أطلقتموها، ليس من أجل مصر وحدها، وإنما لأن دعوتكم الصائبة للوقوف صفاً واحداً هى انتصار للحق وصون للأمة العربية والإسلامية بل وللعالم من شرور الإرهاب الذى لا يرعى ديناً ولا ذمة. وإذا كانت مصر لا تستغرب مثل هذه المواقف النبيلة لجلالتكم وللمملكة الشقيقة، فإنه لا يسعها إلا أن تؤكد أنها ستواصل التصدى باسمها وباسم أمتها العربية والإسلامية، بل وباسم العالم المتحضر، لقوى الإرهاب التى أماطت اللثام عن وجهها الذميم وأبت إلا أن تروع المواطنين الآمنين وأن تريق دماءهم بدعاوى زائفة ولأغراض لا تمت بصلة إلى الدين أو إلى القيم الإنسانية السامية. وأنتهز هذه المناسبة لأطمئنكم والعالم أجمع بأن مصر عازمة علي التصدي لهذا العدوان الشرس علي امنها واستقرارها، ومن خلفها امتنا العربية والإسلامية، ولن تسمح لمن يرفعون السلاح لترويع أبناء شعبهم ومن أخذهم الغرور والتجبر ليرفعوا أعلام تنظيم القاعدة فى القاهرة ويعتدون علي دور العبادة ومنشآت بناها شعب مصر علي مدى عقود بعرق ابنائه، بأن ينالوا من هذا الشعب الأبي الذي وقف وقفة رجل واحد خلف قيادته وانحاز لخريطة طريق تؤمن له إرساء ديمقراطيه تجمع ولا تقصى توحد ولا تفرق وتبني مصر قوية مستقرة ملتزمة بأمن واستقرار أمتيها العربية والإسلامية. أن مصر لن تنسي، وهي تواجه بقوة وحسم هذة الهجمة الإرهابية، من وقف الي جوارها وكان خير سند لها وستكون دائماً وكعهدها قويه في دفاعها عن أشقائنا في كافة ربوع عالمنا العربي الكبير، وستظل مصر والسعودية ركيزتا الاستقرار والامن في المنطقة وفي مقدمة الصفوف للزود عن كرامة وعزة امتنا العظيمة وسيكون النصر دوما حليفنا لأننا دعاه حق وخير والتاريخ خير شاهد علي أننا بإتحادنا وتعاوننا سنخرج بإذن الله منتصرين لامتنا. إن مسيرة شعب مصر لماضية بإذن الله، وسوف يُسطر التاريخ للرجال وللأمم مواقفهم الناصعة فى دعمها كما سيزدرى بذات القدر مواقف المتخاذلين عن الوقوف إلى جانبها. وأخيرا، أكرر الشكر والعرفان لجلالتكم ولكل أشقائنا من أبناء المملكة العربية السعودية وكافه الدول العربية والاسلامية التي تقف الي جانب ارض الكنانة التي تعدهم بانها لن تخذلهم أبدا ولن تدخر جهدا للزود عن أمتها العربية. مع أسمي التمنيات وعبارات التقدير المستشار/ عدلي منصور