الأخ العزيز خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله ملك المملكة العربية السعودية، لقد استمع أبناء الشعب المصري لبيان جلالتكم الواضح والحازم في دعم مصر شعبا وحكومة في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها وفي مواجهة الإرهاب البغيض الذي اطل بوجهه القبيح علي ارض الكنانة حفظها الله من كل سوء واعز شعبها في مواجهه كيد العابثين بامنها. إن مصر وشعبها العظيم قد عركت عبر تاريخها الطويل والعريق الصعوبات ونعمت بالانتصارات التي تولد من رحم التحديات الجسام دفاعاً عن أمتيها العربية والإسلامية، فكان خير عون وسند في الملمات وفي مواجهة الفتن والضلال والمعتدين الغاشمين. أخي جلالة الملك إن الأوقات العصيبة التي تشهدها الشعوب والأمم هي التي تكشف عن المعادن الحقيقية للقادة والشعوب وتميز الخبيث من الطيب. وفي خضم هذه الأحداث، فقد أكدتم من جديد علي أصالة موقف جلالتكم وشعب وحكومة المملكة الشقيقة، فأبيتم إلا أن تنطقوا بالحق برؤيتكم الثافبة وحكتمكم النافذة حول المخاطر التي تتهدد الأمة العربية والإسلامية، والتي تسعي إلي أن تفت في عضد مصر وتوهن قوتها ظناً منها أنها ستنال بذلك من عزمها أو أن أنها ستخضع إرادتها لمآرب أعداء أمتها. إن العالمين العربي والإسلامي في أشد الحاجة إلي الإنصات للدعوة التي أطلقتموها، ليس من أجل مصر وحدها، وإنما لأن دعوتكم الصائبة للوقوف صفاً واحداً هي انتصار للحق وصون للأمة العربية والإسلامية بل وللعالم من شرور الإرهاب الذي لا يرعي ديناً ولا ذمة. وإذا كانت مصر لا تستغرب مثل هذه المواقف النبيلة لجلالتكم وللمملكة الشقيقة، فإنه لا يسعها إلا أن تؤكد أنها ستواصل التصدي باسمها وباسم أمتها العربية والإسلامية، بل وباسم العالم المتحضر، لقوي الإرهاب التي أماطت اللثام عن وجهها الذميم وأبت إلا أن تروع المواطنين الآمنين وأن تريق دماءهم بدعاوي زائفة ولأغراض لا تمت بصلة إلي الدين أو إلي القيم الإنسانية السامية. وأنتهز هذه المناسبة لأطمئنكم والعالم أجمع بأن مصر عازمة علي التصدي لهذا العدوان الشرس علي امنها واستقرارها، ومن خلفها امتنا العربية والإسلامية، ولن تسمح لمن يرفعون السلاح لترويع أبناء شعبهم ومن أخذهم الغرور والتجبر ليرفعوا أعلام تنظيم القاعدة في القاهرة ويعتدون علي دور العبادة ومنشآت بناها شعب مصر علي مدي عقود بعرق ابنائه، بأن ينالوا من هذا الشعب الأبي الذي وقف وقفة رجل واحد خلف قيادته وانحاز لخريطة طريق تؤمن له إرساء ديمقراطيه تجمع ولا تقصي توحد ولا تفرق وتبني مصر قوية مستقرة ملتزمة بأمن واستقرار أمتيها العربية والإسلامية. أن مصر لن تنسي، وهي تواجه بقوة وحسم هذة الهجمة الإرهابية، من وقف الي جوارها وكان خير سند لها وستكون دائماً وكعهدها قويه في دفاعها عن أشقائنا في كافة ربوع عالمنا العربي الكبير، وستظل مصر والسعودية ركيزتا الاستقرار والامن في المنطقة وفي مقدمة الصفوف للزود عن كرامة وعزة امتنا العظيمة وسيكون النصر دوما حليفنا لأننا دعاه حق وخير والتاريخ خير شاهد علي أننا بإتحادنا وتعاوننا سنخرج بإذن الله منتصرين لامتنا. إن مسيرة شعب مصر لماضية بإذن الله، وسوف يُسطر التاريخ للرجال وللأمم مواقفهم الناصعة في دعمها كما سيزدري بذات القدر مواقف المتخاذلين عن الوقوف إلي جانبها. وأخيرا، أكرر الشكر والعرفان لجلالتكم ولكل أشقائنا من أبناء المملكة العربية السعودية وكافه الدول العربية والاسلامية التي تقف الي جانب ارض الكنانة التي تعدهم بانها لن تخذلهم أبدا ولن تدخر جهدا للزود عن أمتها العربية. مع اسمي التمنيات وعبارات التقدير المستشار/ عدلي منصور رئيس جمهورية مصر العربية