قامت "صحيفة الإندبندنت " البريطانية، في عددها يوم الأربعاء، 13 من يوليو، بابداء انبهارها بعبقرية طفل مصريٍ يبلغ من العُمر 12 عامًا، وذلك في مقالٍ كتبه الصحفي " جون والش " . حيث قال " جون " في مقاله الصحفي، إنه لم يسمع محللًا سياسيًا أكثر بلاغة من الطفل المصري الذي يُدعى " علي أحمد "، حيث أجرى موقع أخبار الوادى مقابله مع الطفل، وقام الطفل بالتحدث علنًا ضد حُكم المجلس العسكري، والرئيس المعزول مرسي، والإخوان المسلمين، حتى الفساد الموروث فى مشروع الدستور الجديد. حتى أن العديد من نشطاء توتير الذين تابعوا الحلقة، أعربوا عن اندهاشهم من حسه السليم والتلقائي. وقال الكاتب أن أحمد ليس سياسيًا ولا ناشطًا ولا محللًا استراتيجيًا، ولا مفكرًا ولا صحفيًا، بل في الحقيقة هو طفل بالمرحلة الإعدادية يبلغ 12 عامًا، لكنه يتمتع بفهمٍ سياسيٍ يفوق عُمره. وأبدى الكاتب شغفه بأنه كان يتمنى حينما بدأ الطفل بالكلام أن يُشاهد وجه المذيعة التي بدأت الحديث معه، فهي أكيد قد ذهبت إليه معتقدة أنه مجرد طفل بريء ولطيف ذو تعابير جادة . لكنها أرادت أن تعرف سر اشتراكه في التظاهرات وحينما سألته عما يفعل هناك، قال لها : "أنا هنا لمنع تحول مصر إلى سلعة يملكها شخص واحد، كذلك للاحتجاج ضد مُصادرة الدستور من قبل حزب واحد، فنحن لم نتخلص من نظامٍ عسكري ليحل محله ثيوقراطية فاشية". ولكن المذيعة قالت له إنها لا تعرف حتى معنى هذا، فأجابها : " أن ذلك يُقال عندما يتم التلاعب بالدين، وفرض القواعد المتشددة باسم الدين، على الرغم من أن الدين لا يأمر بذلك" . وعندما سألته المذيعة : " إذن تعتقد أن البلد لا تتحسن وأنها يجب أن تتغير" .. رد متسائلًا: " تقصدين سياسيًا أم اجتماعيًا ؟ "، ثم دخل في محاضرة عن فشل مرسي الاقتصادي، وغياب العدالة الاجتماعية، وعدم المساواة بين الجنسين فى الدستور. وأكد الكاتب على أن " الطفل علي" كان تفكيره واضحًا ومُدهشًا، ويشك الكاتب في أن يكون هناك عددًا ولو قليل من الأطفال البريطانيين في نفس عمر " علي " ولديهم هذا الفهم الصحيح لمعنى تداخل سياسة الدولة و الدين، أو يستطيعون التعبير عن آرائهم السياسية علنًا أمام الكاميرا. ويُكمل الكاتب " جون " قائلًا : " إنه في الوقت الذي تبحث فيه القوى الغربية عن دبلوماسيين وتكنوقراط وليبراليين بارعين فى السياسة المصرية "، تشعر بالرغبة في أن تقول لهم : " دعوا علي أحمد يُدير البلاد، أو دعوا الذين علموه أن يُفكر بهذه الطريقة". ويضيف الكاتب : " لكن علي لا يملك حزبًا، ولا يُردد نصًا تعلمه من آخرين، بل علي قال أنه يسمع من الناس كثيرًا ويُستخدم عقله .. وقال أيضًا أنه يقرأ الصُحف ويشاهد التلفاز، ويبحث على الإنترنت عن كل ما يريد أن يتعلمه أو يفهمه ".