لنترك جانبا السياسات والجماعات والجبهات والانتخابات والمناقشات والمشاحنات ولنستحضر قليلا من الإنسانيات والروحانيات… كل بيت يرتكز في أساسه على عدة أعمدة حتى لا ينهار… وكُلنا " بيتُ "…وكلُ له في حياته عدة أعمدة قامت حياته عليها من الطفولة وحتى الكهولة: من أهل وتعليم وعمل وأصدقاء وخبرات وغيره… كلُ حسب شخصيته وبيئته وحياته واجتهاده ورزق الله له… وفي حياتي، عمود ارتكاز أساسي بعد عمود " أمي "… اسمه عمود " عمرو خالد " أول حجر زاوية في هذا العمود كان عام 1999، توصلت إليه عبر وسائط ووسائل متعددة ( شرائط ودروس وبرامج)، جاءني في لحظات صعبة: سن مراهقة مع حجاب آن أوانه ومعه مدرسة راهبات فرنسية…فكيف يمكن لي أن أثبت؟! أريد حجابي وأريد شبابي، فكيف يمكنني أن أجمعهما وأنا أشعر أن غطاء شعري سيغطي سنوات عمري… علمني فأحببت حجابي… علمني فصليت النوافل وقيام الليل والتهجد… علمني فذكرت الله صباحا ومساء… علمني فعرفت معنى حلاوة ذكر الله… علمني فتعلق قلبي بالله… أجاهد نفسي وأتوب واستغفر وأتعفف وأتصدق وأتأمل وأتوكل وأحتسب واجتهد وأعمل وأتعلم وأُعلم وأصبر… علمني فختمت القرآن في رمضان عشر مرات… علمني فتصدقت وتزكيت… علمني كيف أكون من خواص الخواص قولا وعملا وقلبا… علمني كيف أحيا بأسمائه… علمني كيف أعيش على خطى الحبيب… علمني كيف أكون " أُمة "… علمني كيف أفكر وكيف أبدع وكيف أعمل وكيف أتميز… علمني فشكل مراهقتي وشكل شبابي فرسمت مستقبلي… وبعد اثني عشر عاما من التعليم والصنع والبناء والتخطيط والنجاح بفضل الله، قابلت عمودي في أول لقاء مطول خلال لقاء جماهيري كنت أديره وأحضره وكان هو من بين ضيوفي: م.محمد عبدالمنعم الصاوي، الفنان محمد صبحي ود.معتز بالله عبدالفتاح ( إنما الأمم – سبتمبر 2011 – ساقية الصاوي ). وأنا أقف أمامه كنت أشعر بخجل وامتنان البنت التي كبرت فجأة أمام والديها ومعلميها، وبعد مراقبتي وأنا أعمل ألقى لي فجاءة كلمة غيرت حياتي ومستقبلي ورؤيتي لنفسي للمرة الثانية كنت صدقا أتمنى أن أسمعها منه يوما "مينفعش تكوني إلا رقم واحد يا ناريمان"… كلمة لا تغيب عن أذني أبدا وكلما كررها لي شخص أقول له ضاحكة "سبقك بها عمرو خالد"… هزني مرضه المفاجئ…شعرت وكأنه زلزال داخلي…عمود تقف عليه اهتز ولا تعلم كيف يمكنك أن تثبت نفسك أو تساعده… هزني تقصيري مع تذكيري لآخر مكالمة قبل عيد الفطر وهو يسألني عما أفعله في حياتي فأخبرته فأبدى فرحته بي فرد بصوت فرح "إحنا لنا فيكي يا ناريمان" فأجابته قولا لا فعلا " طبعا يا دكتور، ده أنا بعد الله سبحانه وتعالى وأهلي أنا Made by Amr Khaled" هزني تقصيري لأنني لم أسع يوما لأُفعل هذا أو لأرد له الجميل… أنا آسفة يا دكتور…آسفة لأني مفكرتش أرد الجميل أو اعترف بالجميل إلا وأنت مريض… أختم ولازال بداخلي كثير من الامتنان والعرفان… وقبل أنا أختم جاءت أمي لتسألني: "هتكتبي عن إيه انهاردة ؟ " فقلت لها " عمرو خالد : عمود في حياتي " فصمتت ثم ردت " له فضل عليا " لمتابعة الكاتبة عبر صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي: http://www.facebook.com/nariman.nagui https://twitter.com/NarimanNagy