النتيجة أولاً : سأقدم ما لدي في البداية: لقد انهمك محمد بديع ورجاله في إخلاء المناصب القيادية الكبرئ وملئها برجال الجماعة وبأنصارها وبشيعتها الظاهرة والباطنة وبالآكلين على كل الموائد؛ فيما ترك بديع ورجاله الدولة تحت رحمة رجال النظام السابق الذين أداروا الأمر وفق قواعد بالغة الحرفية والدهاء؛ مما أدى في معظم الجولات إلى أن يسقط بديع ورجاله وأن يخسروا جُل ما حققوه من مكاسب ومناصب ومجالس، وسيؤدي في القريب العاجل إلى سقوط الإمبراطورية كاملة، وعودتها إلى مرحلة الاستضعاف. أعراض لمرض: بين تاريخ اليوم وبين اشتعال ثورة يناير لم تتغير الجماعة فأي تصرف لها يشبه نقطة الدم التي تحمل كل سمات صاحبها، ولا تفترق نقطة عن أخرى، ولنقرأ ما يلي: 1. 18 من أكتوبر 2012م: قال أيمن الصياد، مستشار الرئيس محمد مرسي، إن حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، يمد الرئيس محمد مرسي بتقارير عدة، مشيرًا إلى عدم معرفته ما إذا كان الرئيس يستند في قراراته إلى آراء فريق مستشاريه فقط أم لا. 2. 25 يناير 2012م: هتاف الثوار في الشوارع "عيش حرية عدالة اجتماعية" نفى عصام العريان وغيره من قيادات الجماعة أية علاقة إيجابية بالثورة، بل اعتبروها استهدافًا لكل مواطن. أسئلة تعرف جوابها: ما سيلي مجموعة من الأسئلة أرجو من جهابذة الجماعة الإجابة عن أحدها: 1. لماذا انهمكت الجماعة في تعيين رؤساء تحرير الصحف القومية؟ 2. كيف تعين الجماعة شخصًا من شيعتها لرئاسة تحرير الجمهورية، وتسرب له خبرًا بمحاكمة طنطاوي وعنان، ثم تقوم باستبعاده بعد نشر هذا الخبر بيوم؟ 3. لماذا تم استبعاد المجلس العسكري وعدم الاستمرار في الإجراءات القانونية؟ 4. كيف يقوم رجال النظام السابق في التحكم بمفاصل الدولة للدرجة التي تجعلهم يتلاعبون ببديع ورجاله؟ 5. كيف يخرج العريان مهددًا المستشار محمود عبد المجيد؟ ولا يستطيع فقهاء الجماعة ان يردوا ببنت شفة على تصريحات الزند والجبالي؟ الخلاصة: إن الجماعة فشلت في أن تنجز ما اعتقده من انتخبها؛ لأنها ركزت على السيطرة والتحكم وليس الإدارة والإنقاذ، ركزت على المواقع المضيئة تاركة مجالات البناء والتنمية، وصدَّرت رجالها للرد على الفضائيات، وشبابها لقذف الثوار بالحجارة، وكلاهما – الرجال والشباب – تعامل بسمات الإخواني إذا ملَك: الغرور والاستخفاف والاستعلاء. كيف سيكون مصير بديع ورجاله؟ لدينا نموذج ينبئ عما سيحدث لها، وهو أزمة النائب العام؛ فعندما انهمك بديع ورجاله في فرض السيطرة على المناصب الكبرى جدا، قام رجال النظام القديم بإعداد الفخ المثالي: تبرئة المتهمين في مذبحة الجمل، ولأن الجماعة تؤمن بالفرد - مرشدًا وفرعونًا وشيطانًا – اتجهت لضرب النائب العام معتقدة أنها ستضرب عصفورين بحجر؛ مظاهرات كشف الحساب، ومدبر البراءة، وهنا كان ينتظرها خفافيش الحرس القديم، متمترسين حول أحد ألوية الفساد، وقادرين على الهجوم بكثافة وحرفية ودهاءن وبخطاب اعتمد على جمع الأشتات المعارضة لبديع ورجاله، ومهيجًا من طالته يد الجماعة بالاستقطاب بعد الإطاحة بالرؤوس الكبيرة، سلافة ذلك ما قاله الزند: "واهمٌ من ظنَّ أن بين القضاة طنطاوي أو عنان" على بديع ورجاله أن يتركوا الدولة الآن، وأن يحاولوا أن يعيشوا مواطنين عاديين فقد أثبتت التجربة أنهم غير مؤهلين للديمقراطية ولا للحكم، فالحكم ليس أوامر وأكاذيب، وعندما يعرف بديع ورجاله كيف تدار البلاد لمصالح العباد فالباب مفتوح.