لقد كان الكثير من جموع الشعب المصرى يعتقد خطئا أن جماعة الإخوان المسلمين سوف يسيرون بنهج مخالف لما عايشناه من قمع و قهر خلال العهد البائد … و قد تسرب الينا هذا الاعتقاد من واقع قبوعهم المستمر فى غياهب السجون و غيابات المعتقلات عقدا وراء الأخر و شعورهم المستمر بالقهر و الظلم من نظام سادى حد من حرياتهم و طغى على حقوقهم فى الحياة … ولكن على ما يبدوا أن المسجون تحول الى سجان فقط ليس الا. اختار المصريون رئيسا … تحت وهم الجمهورية الثانية … تلك الجمهورية التى سيتم تأسيسها على العدل و المساواة و الحريات وارساء مبدأ المحاسبة … ويا له من وهم … فلم نرى حتى الان الا ظلما بينا و تفرقة لفصيل عن الاخر و قمعا لحرية التعبير و الاعتراض و رفضا قاطعا لمبدأ الحساب !!! لقد قرأنا كتبا بالعشرات عن مدى تحول الجماعة من أجل مصالحها … ومدى جنوحها للسلطة فى مواجهة الحق … ولكننا لم نر بأعيننا ولم نلق بالا لكلمات الكتب والمجلدات التى تحذرنا مرارا و تكرارا من منحهم الأمان … و إختارهم الشعب المصرى ممثلين له فى برلمان الثورة … وحملهم على أكتافه من أرض "البورش" ليضعهم على كراسى "العرش" ووضع ثقته فيهم … و هذا ما جناه حتى الان … بربرية فى الإعتراض … وهمجية فى النقد … بذاءة فى الحوار … و تدليس للحقائق … طمع فى السلطة … و فشل مروع فى الأداء … خلاف فى الوعود والالتزامات … و تكبر على الحساب … وكل ما قد تتصوره من صفات مذمومة. لمذا اختلف الوضع الحالى عن السابق .. ؟؟ فى السابق لم نر بأعيننا و نلمس بأيدينا … بينما اليوم كادت أعيننا تضيع من ما نراه وما لا نراه من "حجارة و دبش" … فى السابق كان الاختيار بناءا على وعود و امال و طموحات … بينما اليوم الحساب على افعال و ووعود والتزمات لم تنفذ … فى السابق كانت الجماعة تطلب و تتمنى و تحاول …بينما اليوم تأمر و تنهى و تقاتل … وللاسف فأنها تأمر و تنهى وتقاتل من اتى بها ليخدمها . لقد قلت مرارا و تكرارا … لو ارادات الجماعة تغيير مصر للأفضل … لغيروها فى شهر أذا كانوا يرغبون حقا فى الأفضل لمصر … و بشكل فردى بحت … ولكن يمر اليوم تلو الأخر لينغرس فى قلبى وقلوب المصريين أجمعين أن تلك الجماعة لم تأتى الا للسلطة … وللحكم … و للاستئثار بالقرار و النفوذ و المصلحة الشخصية … وهم ما يزالون بعداء كل البعد عن محاولة إظهار اى صالح للبلاد … بينما تظهر بوضوح محاولاتهم المستميتة لاعلاء صالح الجماعة و"قوادها" وما يخدم اهدافها فقط دونا عن باقى افراد الشعب . لقد أثبتت جماعة الإخوان المسلمين انها لن تكون فى يوم من الأيام قلبا لمصر … وأنها ستظل مهما طال الزمن جماعة يشار اليها بالجماعة المحظورة المأجورة . للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك http://facebook.com/sherif.asaad1