نجح باحثون بريطانيون في استخدام الخلايا الجذعية في إعادة السمع عند الحيوانات لأول مرة، محققين بذلك انجازا هاما في مجال علاج الصمم. حيث تشير دراسة بريطانية نشرت في مجلة "نيتشر" إلى أن العلماء قد تمكنوا من إعادة بناء أعصاب الأذن التي تنقل حاسة السمع إلى الدماغ عند الجرذان. وبالتالي أعدوا السمع، جزئيا، اليها. إلا أن إمكانية استخدام تلك التقنية العلاجية على البشر لا تزال بعيدة. ويمكن تلخيص الفكرة ببساطة في أنه من أجل أن يتحدث الإنسان مع صديق أو يستمع إلى الراديو فإن الأذن يجب أن تحول الأمواج الصوتية في الهواء إلى إشارات كهربائية يمكن للدماغ أن يفهمها. ويحدث كل هذا في أعماق الأذن الداخلية عندما يعمل الاهتزاز على تحريك شعيرات متناهية في الصغر. فهذه الحركة هي التي تخلق الاشارة الكهربائية. إلا أن خلايا العصب التي يجب أن تستقبل الإشارة قد تكون معطلة، وهذا يحصل عند شخص واحد بين كل عشرة أشخاص. وتهدف التقنية الجديدة إلى استبدال خلايا العصب المسماة "خلايا الأعصاب النبضية الحلزونية" بخلايا جديدة. ولتجربة تلك التقنية على الفئرا، استخدم العلماء خلايا جذعية من الخلايا الجينية للإنسان التي يمكن لها أن تتحول إلى أي نوع آخر من الخلايا في جسم الإنسان. حيث أضافوا اليها سائلا كيماويا من أجل تحويلها إلى خلايا مشابهة ل "خلايا الأعصاب النبضية الحلزونية". ثم حقنت هذه الخلايا بدقة متناهية في آذان 18 جرذا. وأسفرت التجربة عن تحسن السمع عن الجرذان بعد عشرة أسابيع وأعيد حوالي 45 في المئة من نطاق السمع لديها بعد انتهاء الدراسة. وإذا ما أصبحت هذه الطريقة علاجا للإنسان فإن تأثيرات العلاج يجب أن تظهر خلال فترة أطول بكثير من ذلك. هناك أيضا بعض التحفظات حول سلامة العلاج بالخلايا الجذعية وكذلك المسائل الأخلاقية المتعلقة به والتي يجب أن تحل. يجدر بالذكر أن الخلايا الجذعية، ويطلق عليها أيضا "الخلايا الأولية"، هي خلايا تتكون منها أعضاء الجسم المختلفة أثناء التطور الجنينى، وينشأ منها جسم الإنسان. ولها القدرة على الانقسام والتكاثر وتجديد نفسها أو ذاتها لتعطى أنواعًا مختلفة من الخلايا المتخصصة، كخلايا العضلات وخلايا الكبد والخلايا العصبية والخلايا الجلدية، وغيرها.