يعاني واحد من بين كل 10 أشخاص من فقد شديد للسمع، يُحدث عطبًا للخلايا العصبية التي تلتقط الإشارة، ولذلك سعى فريق من الباحثين بجامعة شيفيلد، إلى استبدال هذه الخلايا العصبية التي تعرف بالأعصاب العقدية الحلزونية بخلايا جديدة. كما صرّح الباحثون، بأنهم قطعوا شوطًا كبيرًا في علاج الصمم بعد استخدامهم للخلايا الجذعية لاستعادة السمع عند حيوانات المعمل لأول مرة.
وقد تحسّن السمع جزئيًّا، عندما أعيد بناء أعصاب الأذن المسؤولة عن تمرير الأصوات إلى المخ عند حيوان الجربوع، كما ذكرت الدراسة التي نشرت مؤخرًا في جريدة الطبيعة.
والوصول لنفس هذه النتائج عند البشر، سيعني التحول من عدم القدرة على سماع ضوضاء الشارع إلى سماع أي حوار مع آخرين، فإذا ما أردت أن تستمع للمذياع أو لحديث خاص مع صديق فعلى الأذن أن تحول الموجات الصوتية في الهواء لإشارات كهربائية يفهمها المخ، وهذا يحدث داخل الأذن الداخلية حيث تحرك الذبذبات الشعيرات الدقيقة، وهذه الحركة تخلق الإشارة الكهربائية.
وبالرغم من الحماس لفكرة الاستعانة بالخلايا الجذعية لاستعادة الأعصاب في الأذن، إلا أن هذه التقنية لن تفيد الغالبية العظمى التي تعاني من فقد السمع، فمعظم مشاكل السمع تنتج عن عطب في الشعيرات الدقيقة الضئيلة التي تحول التذبذبات الميكانيكية إلى موجات صوتية.
وقد تمكن نفس هذا الفريق البحثي من تحويل خلايا جذعية جنينية إلى نسخ أولية لخلايا شعر، إلا أن محاولة حقن هذه الخلايا في الأذن لاستعادة السمع لن يكون بالأمر السهل، فخلايا الشعيرات هذه تحتاج أن تكون في المكان المحدد وفي الاتجاه الصحيح تمامًا.