أتيحت الفرصة أمام بشائر عثمان التي أكملت عامها السادس عشر لشغل منصب رئيس بلدية بلدتها الصغيرة علار شمال مدينة طولكرم لمدة شهرين ستنتهي في الثاني من سبتمبر المقبل لتعود بعدها إلى المدرسة لتكمل الصف الحادي عشر. وتفتخر البلدة التي يقيم فيها نحو ثمانية الآف شخص بأن لديها "أصغر رئيس بلدية في العالم" بينما تؤكد بشائر "بأن اللقب ليس مهما بل العمل والقدرة على خدمة البلدة". وتقرأ أصغر رئيسة بلدية في العالم في مكتبها بتأن ملفا يتعلق بتقسيط اشتراك مياه لأحد المواطنين في بلدة شمال الضفة الغربية لتوقعه وتختمه بختم البلدية قائلة بابتسامة "الآن أصبح ساري المفعول". وتوضح بشائر بأن فكرة استلامها المؤقت لرئاسة البلدية انطلقت من "مجلس الشباب المحلي" الذي ترأسه في البلدة و"بتشجيع كامل من رئيس البلدية المنتخب سفيان شديد". وتجلس الفتاة خلف مكتبها وإلى يمينها علم فلسطين وعلى يسارها ثلاث صور معلقة على الحائط واحدة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والثانية للرئيس محمود عباس فيما تتوسطهما صورة رئيس الوزراء سلام فياض مؤكدة بأنها "سعيدة وفخورة بهذا الدور". وتقول بشائر "آتي إلى مكتبي عند الساعة الثامنة صباحا كل يوم وأقوم بمراجعة عدد من الملفات والتوقيع على بعض الأوراق الرسمية ومناقشة بعض القضايا مع أعضاء المجلس البلدي وكثيرا ما اقوم بزيارات ميدانية لحل بعض المشاكل الطارئة". ومع انتهاء الدوام عند الساعة الثانية بعد الظهر تعود رئيسة البلدية إلى منزل عائلتها مشيرة إلى أنها "كأي طفلة في سني امارس حياتي العادية وامارس بعض الالعاب على الكمبيوتر". وتشير إلى أن موقعها كرئيسة بلدية "ليس شكليا" وأنها "تتمتع بصلاحيات كاملة". ويوافقها على ذلك رئيس البلدية الرسمي سفيان شديد 40 عاما الذي يتولى منصبه منذ 12 عاما. ويقول شديد "الهدف هو تشجيع الشباب واثبات بانهم قادرون على تحمل المسئولية عندما نعطيهم الفرصة". ويضيف "يجب دائما ضخ دماء شابة في كل المؤسسات الفلسطينية بلا استثناء حتى لا تترهل". وتقول بشائر بانها عندما استلمت منصبها لم تكن تعرف شيئا عن طبيعة عملها، "لكنني عملت على الاستفادة قدر الامكان من خبرة وانفتاح رئيس البلدية ومن اعضاء المجلس البلدي الذين تعاونوا معي بشكل تام". ويبدو اهالي البلدة سعداء بترؤس فتاة صغيرة لمجلسهم البلدي ويقول المواطن فهمي عامر "41 عاما" ويعمل في مجال حفر آبار المياه "انها فكرة رائعة يجب ان يأخذ الشباب دورهم". وتتفق معه فايزة ابو سعدة وهي ربة منزل موضحة بان "وصول فتاة بعمر بشائرالى رئاسة البلدية شيء جيد ويجب منحها الفرصة ما دامت مستعدة لذلك". وحول موافقة موظفي البلدية على تولي بشائر رئاسة البلدية يشير مسؤول العلاقات العامة في البلدية محمد شرار 29 عاما بانهم "ايدوا الفكرة ووقفنا الى جانب بشائر من منطلق حق الشباب بالحصول على فرصهم في التوظيف والعمل والقيادة".