قامت القوات النظامية السورية بحملات اعتقال، اليوم الاثنين، في بعض أحياء دمشق، في الوقت نفسه فقد تواصلت الاشتباكات عنيفة في حلب بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطين. وقالت لجات التنسيق المحلية إن 111 شخصا قتلوا في محافظات متفرقة من سوريا الاثنين، بينهم أطفال وسيدات سقطوا في القصف العشوائي. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية في دمشق تنفذ حملة مداهمات في منطقة بساتين الرازي في أحياء المزة نهر عيشة ومنطقة اللوان في حي كفرسوسة في غرب العاصمة، مشيرا إلى أن "الحملة تترافق مع عملية تنكيل باصحاب المحال والمنازل المداهمة". وكان يمكن مشاهدة أعمدة دخان سوداء ترتفع صباحا فوق المزة التي دخلتها القوات السورية الأحد بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلين معارضين استمرت منذ الجمعة وحتى فجر الأحد. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن "القوات المسلحة أعادت الأمن والأمان إلى حي بساتين الرازي في منطقة المزة وطهرته من فلول المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت الأهالي واعتدت عليهم وعلى مساكنهم وعاثت فسادا في أكثر من مكان بالحي". وقالت إن القوات المسلحة ضبطت خلال العملية "قواعد صاروخية مصنعة يدويا إضافة إلى بنادق آلية ورشاش وعدد من العبوات الناسفة وقنابل دفاعية وهجومية ومواد متفجرة وقواذف آر بي جي وقذائف إسرائيلية الصنع وكميات كبيرة من الذخيرة". كما أعلن الإعلام السوري الرسمي دخول قوات النظام إلى منطقة برزة و"تطهيرها من فلول الإرهابيين". وكانت القوات السورية استعادت السيطرة الجمعة على حيي القابون والميدان. وأوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن القوات النظامية "تسيطر في الواقع على الشوارع الرئيسية في الأحياء التي دخلت إليها في العاصمة، بينما لا تزال هناك مواجهات في عدد من حارات الأحياء". وقال الناشط عمر القابوني لوكالة فرانس برس في اتصال عبر "سكايب" أن الجيش النظامي "أعاد السيطرة بشكل كبير على دمشق، في حين ما زال عناصر الجيش يتواجدون داخل المدينة بشكل غير ظاهر"، مشيرا إلى استمرار الاشتباكات في حي القدم في جنوب العاصمة. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن "تعزيزات عسكرية ضخمة" وصلت بعد منتصف الليل إلى محيط أحياء الميدان ونهر عيشة والزاهرة الجديدة في دمشق. وبث ناشطون على شبكة الإنترنت شريط فيديو يظهر أعدادا كبيرة من الجنود بأسلحتهم وخوذاتهم يسيرون في منطقة قال المصور إنها نهر عيشة، مشيرا إلى أنهم "يستعدون لاقتحام نهر عيشة"، مضيفا "ستكون مقبرتكم في الشام". وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن قصف وتعزيزات واقتحامات في بعض قرى ريف دمشق. في مدينة حلب شمالا ذكر المرصد السوري أن "اشتباكات دارت في حي الحميدية بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة. كما تسمع أصوات إطلاق رصاص في أحياء صلاح الدين والصاخور والشعار وشوهدت المروحيات تحلق في سماء المدينة". ولفت المرصد إلى أن أحياء مساكن هنانو والحيدرية والصاخور تشهد حالة نزوح واسعة، مضيفا أن "تظاهرات صباحية خرجت في أحياء السكري والميسر وحلب الجديدة وبستان القصر طالبت بإسقاط النظام". في محافظة حمص (وسط)، اشار المرصد إلى تعرض مدينة الرستن للقصف من القوات النظامية "التي تحاول اقتحام المدينة"، مضيفا أن قصفا يطال أيضا أحياء الخالدية والقرابيص وجورة الشياح وأحياء حمص القديمة في مدينة حمص. وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، أشار المرصد إلى تعرض مدينة معرة النعمان في الريف إلى قصف عنيف، في حين تتعرض بلدة سرمدا للقصف من القوات النظامية المنتشرة في ساحة معبر باب الهوى على الحدود السورية-التركية. وأشار المرصد إلى تعرض بلدات عدة في درعا (جنوب) للقصف، وإلى اشتباكات في مدينة درعا بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين. وتسببت أعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا الأحد بمقتل 123 شخصا هم 67 مدنيا و34 من قوات النظام و22 مقاتلا معارضا.