بقلم : الكاتبة التونسية أميرة الرويقي مدير ورئيس تحرير " البرقية التونسية " : أعلنت وزارة الداخلية انها لم تعط اية رخص للتظاهر لا لراشد الغنوشي رئيس حركة النهضة ولا لغيره وهي تمنع اي تظاهر مهما كان وذلك كما قالت محافظة على الامن والهدوء بتونس ,والاسباب واضحة جدا للعيان اسباب الانفلاتات الامنية ونعلم جيدا من وراءها سيما ان هناك اطرافا مسيسة ادعت ان المقدسات الدينية تم تدنيسها والحال ان ما حدث في قصر العبدلية الذي احتضن معرضا فنيا تشكيليا بمناسب ربيع الفنون لم يحتو على لوحات لا منافية للدين ولا للأخلاق. تلك اذن تعللات اختلقها واتكآ عليها ما يسمى بالسلفيين العاملين لفائدة اطراف سياسية ايضا نعرفها جيدا لا تريد لبلدنا الاستقرار ولا الانسجام والتوافق الشعبي,كيف لا وما ان اتت حكومة الترويكا اثر انتخابات جرت في اكتوبر الماضي من السنة المنقضية, اتت معها الانقسامات بين صفوف شعبنا التونسي الذي كان حتى دكتاتورية بن علي موحدا ، ما ان اتت شهدنا الان انقساما بات واضحا وتجييشا وتسييسا للشعباليست دعوة الغنوشي الى التظاهر اليوم الجمعة كما قال عنها هو (دعوة جمعة الغضب) تجييشا وتحفيزا الى ان تزداد تونس انقسامات ؟؟؟؟ . والحال اننا لم نشهد قط في حياتنا لا انقسامات طائفية لا دينية ولا عرقية, فلطالما كنا شعبا واحدا وموحدا خاصة ان شعبنا التونسي تسع وتسعون بالمائة مسلم ، ولكن رغم ذلك كنا وما نزال ننفتح على العالم ونحترم الاقليات ، واتساءل كعادتي ترى لماذا يدعو راشد الغنوشي الى مثل هذه التظاهرة (التي لم يرخص لها من قبل وزارة الداخلية) ؟هل لتجييش الشعب ضد بعضه.؟هل لمناصرة الدين الاسلامي والذود عنه كما زعم؟وممن سيناصره او يدافع عنه ضد من؟السنا هنا في تونس ومنذ الفتوحات الاسلامية شعبا مسلما؟ ، ام تراها الفتوحات الجديدة اثر ثورة جديدة لم يساهم فيها لا راشد الغنوشي ولا حركة النهضة ولا اي فرد يدعي من الاحزاب انه كان هنا اثناء الثورة واثناء خلع بن علي؟الكل كان اما هاربا او منفيا او مختبئا في بلد من البلدان الغربية كإنجلترا او فرنسا يعيش عيش المترفين ولا يهمه ما كان يعانيه شعبنا التونسي العظيم ، اقول ان شعبنا فقط من قام بالثورة ووحده فقط من واجه الرصاص الحي للمخلوع بن علي ، لذا فكل اسئلتي هذه اوجها رأسا لهؤلاء ؟ ولا انتظر جوابا سيما ان الجواب لن يجدي في شيء خاصة بعد القمع الان للحريات وللإبداع ، الاشخاص الان وحصريا وفي عهد ما يسمى بالرئاسات الثلاثة التي مذ اتت البلاد اشعلت فيها فتيل الانقسامات والتشتت والتعصب الديني ان لم اقل التطرف ، اذن يا راشد الغنوشي يا من لم ترخص لك وزارة الداخلية كي تتظاهر وتجيش الشعب ضد الشعبكما قالها يوما دكتاتورا يمنيا اخر " فاتكم القطار " الثورة لم تقم كي انتم (يا حركة مؤسلمة ) تعتلون ظهورها وتجعلون التونسيين يمسون اعداء بعضهم البعض ، نحن شعب موحد ولطالما كنا كذلك ولنيقسمنا لا ايديولوجيات مؤسلمة مسيسة ولا غيرها. استغرب كثيرا منك هذا الموقف يا شيخ حركة النهضة كيف تتهم التونسيين قائلا بان هؤلاء ليسوا مسلمين هل عينتك الذات الالهية عوضا عنها كي تكفر من تشاء وتجعل هذا او ذاك مسلما ؟ هل هذا هو الاسلام الذي انتم تدعون اليه ؟ وبأية صفة هل بصفتكم حركة ايديولوجية (مسيسة) ام ماذا ؟احيانا الامر يتعداني ولا اجد له تفسيرا منطقيا ، لقد ثرنا ثم اقمنا انتخابات لنرشح من يأتي لكتابة الدستور , فما راعنا الا وهؤلاء المنتخبون لهذه المهمة خرجوا عن السكة المعدة لهم كقطار خرج فاسقط الراكبين في حفرة عميقة مظلمة لانعرف لها قرار ، كلا لن نسمح لتونس ان يتلاعب لا بها ولا بشعبها آيا كان ، الشعب اكيد واع وناضج كفاية حتى يعرف من هم الذين جاؤوا بأغلبية انتخابية فقسموا البلاد وبين من يدعو الي الاصلاح الفعلي؟ تصوروا غريبة الغرائب كلما حدثت اعمال عنف وتخريب والان اصبح قتلا جهارا نهارا تلقي هذه الحكومة المؤقتة ضعفها واخطاءها (الشنيعة) غير المغتفرة مرة على اليسار المتطرف واخرى على اليمين المتطرف ، وهي لا تعلم بان هذين تحديدا لم نر منهما ما رأينا منها، كفوا استهزاءكم بذكاء الشعب التونسي ووعيه ونضجه ووطنيته وحبه لبلاده انها حيل واهية ما تجدتش حتى على المهبول .