خاص كتب أحمد سراج الأكاديمي المعروف زين الدين عبد الهادي رئيس دار الكتب في خطوة يبدو أنها لم تحسب جيدًا قام وزير الثقافة الجديد، بإقالة الأكاديمي البارز زين الدين عبد الهادي من منصبه رئيسًا لدار الكتب والوثائق، وقد تتالت ضد القرار غير المدروس وغير المنطقي ردود أفعال عنيفة، فنظم العاملون في الدار اعتصامًا، وهدد بعضهم بالإضراب عن الطعام يوم الثلاثاء المقبل. فيما ضربت عاصفة احتجاجات المثقفين وجه القرار بقوة؛ مما يبشر بأزمة قد تطيح بالوزير الجديد، فقد رأى الشاعر والإعلامي محمود شرف أنه: لا أعتقد كما يرى بعض الأصدقاء أن السر في عدم تجديد الوزير لزين عبد الهادي يكمن في توجه الدكتور زين السياسي فقط ، أعتقد -يقينا- في أن إنجازات الدكتور زين داخل دار الكتب في هذا الوقت القصير، بالمقارنة مع كل هذه السنوات التي قضاها الوزير نفسه سابقا على رأس دار الكتب بدون أن ينجز نصف ما قدمه الدكتور زين – من أهم الأسباب التي أوغرت صدر الوزير ضد الرجل ... فيما جاء بيان ائتلاف التغيير باتحاد الكتاب بالغ الحدة فقد عنون ب "إنها معركة أمة" وجاء نصه : "بكل ما تستطيع الكلمة أن تحمله من دلالات، نرفض. وبكل ما يستطيع العقل أن يتصوره من طاقة غضب كامنة نعلن انحيازنا الواضح والصريح إلى جانب الأكاديمي الأبرز زين الدين عبد الهادي الذي تعرض لهجوم ممن لا يقدرون معنى أن يكون هناك مثله في مثل هذا الوقت في مثل هذا المكان. إن قيام وزير الثقافة بعدم التجديد للدكتور زين هو حلقة من مسلسل إجهاض الثورة الثقافية؛ فزين لا يمثل نفسه – وإن مثلها فكفى – لكنه يمثل أستاذًا أصر على أن يكون في مقدمة تلاميذه، غير عابئ بمنصب ولا طامع في قربى. إن دعوته التي يكررها بيننا نحن أبناء علمه وموسوعيته وأدبه: " للهم انى اعبدك لاطمعا في جنة ولا خوفا من نار. وانما لذات وجهك الكريم" وهي في الأصل للإمام الشافعي، لهي الدليل الأكبر على أننا نتبع مصباحًا لن يظلمه فقد منصب، ولا ضياع مكان. ليس هذا بيانًا للندب ولا للشجب، إنه لإقرار بالتلمذة وتأكيد على الاتباع، وإن لنا أسئلة لدى الوزير: لماذا كان أول قرار لك هو هذا؟ ألأن الرجل وهو في أصعب الظروف جعل دار الكتب قبلة للجميع وفتح ما أغلقه غيره. لماذا تصر على قرارك رغم اعتراض جميع المخلصين؟ إن كان قرار إقالة الدكتور زين قرارك فتلك مصيبة، وإن لم يكن، فالمصيبة أعظم. السيد الوزير، إن ما بينك وبين أن تترك مقعدك، أقرب مما تتصور فإن كان القرار قرارك فاحزمه، وإن لم يكن فاجزمه، إنها معركة أمة نهضت من رقادها، ولن تترك من أيقظوها، ولن تغفر لمن باعوها، فاختر والسلام". وقد وقع بيان ائتلاف التغيير نخبة من أساتذة مصر ومثقفيها منهم؛ الأستاذ الدكتور محمد فكري الجزار والدكتور هيثم الحاج علي والمدرس المساعد محمد عبد العال والباحث الأكاديمي محمد ماهر بسيوني والشاعر علي عبد الحميد بدر وجاء بيان حركة الائتلاف المصري ليطالب وزير الثقافة أن يحفظ لمصر أحد قياداته الثقافية المبدعة والناجحة وهو الدكتور زين عبدالهادي على قمة هرم دار الكتب والوثائق القومية ونهيب به أن يسهم من أجل مصر بما له من ثقل كوزير للثقافة في إيقاف اشتعال الفتيل الإعلامي وإعادة آلية دار الكتب الواعدة إلى ما كانت عليه ونحن بمطلبنا هذا لا نطالب الوزير بعودة زين عبدالهادي إلى منصبه من أجل حماية الرجال المخلصين في أماكنهم ودعمهم فقط وهي فضيلة افتقدناها كثيرا في حياتنا ولكن أيضا تغليبا للإرادة الشعبية الممثلة في العاملين بالدار التي أفزعها كثيرا غياب قائدها وتوقف مسيرة لم تكد تبدأ حتى تتوقف .. ترى هل سيمتلك الوزير الجديد فضيلة التراجع عن قراره؟ أم سيصبح هذا القرار هو أول وأكبر مسمار في نعش وزارته. Digg Digg