يأتي فصل الربيع وتزيد معه إمكانية إصابة الأطفال بأمراض الحساسية المختلفة التي يجب على كل أم أن تكون على دراية بأعراضها وكيفية التعرف عليها وعلاجها مع الإدراك الكامل لسبل الوقاية منها. ومن المعروف أن نسبة الإصابة بأمراض الحساسية ترتفع في فصل الربيع على وجه الخصوص بسبب تفتح الزهور والنباتات والأشجار وتطاير حبوب اللقاح, عن طريق الرياح لتدخل العين والأنف والرئة، إلى جانب أن الجسم يحتوي على خلايا مناعية تتأثر بحبوب اللقاح لينتج عنها الهيستامين وهي مادة كيميائية تساعد على تسرب السوائل للأنسجة, مما يؤدي إلى تورم وإفرازات في الأنف، أما العين فيصيبها الاحمرار وتدمع كثيرا. ويؤدي الهيستامين إلى الشعور برغبة في حك العين والشعور بحكة أيضا في الأنف. حساسية الأنف من أكثر أنواع الحساسية شيوعا وانتشارا, ولها بعض الأعراض المعروفة مثل احتقانه أو سيلانه، الشعور بحكة في الأنف، والعطس بطريقة مبالغ فيها وظهور الدوائر السوداء تحت العين إلى جانب الكحة المستمرة. كيف تعرفين ما إذا كان طفلك يعاني حساسية أو مجرد نزلة برد عادية؟ قد تلاحظين على طفلك بعض الأعراض المختلفة مثل سيلان أنفه لعدة أيام، العطس الذي يتطور بعد ذلك لكحة، ولذلك فقد تدفعك الأعراض السابقة إلى اصطحاب طفلك للطبيب. وفي الحقيقة فإنه في بعض الأحيان قد لا يحتاج للذهاب للطبيب وقد لا تحتاج تلك الأعراض إلى علاج بالمضادات الحيوية. إذا كنت تريدين فعلا أن تتأكدي ما إذا كان طفلك يعاني نزلة برد من نوع من أنواع الحساسية، فيجب عليك أن تراقبي ما إذا كانت تلك الأعراض ستستمر ما بين شهر وحتى ثلاثة أشهر, وهو الأمر الوحيد الذي سيحدد ما إذا كان طفلك مصابا بالحساسية أم لا. يجب عليك أن تضعي في اعتبارك أيضا أن كل الأطفال يصابون بنزلات برد قد تستمر مثلا طوال الشتاء، مما قد يعطيك الانطباع أن طفلك يعاني الحساسية. إذا كانت الأعراض التي يعاني منها طفلك بسيطة ولا تؤثر على سير حياته، فإنك لن تحتاجي إلى إعطائه أية أدوية على الإطلاق. بالتأكيد فإن أي أب أو أم يريدان وقاية طفلهما من أي نوع من أنواع الحساسية بدلا من الدخول في متاهة العلاج والأدوية. هناك بعض المسببات للحساسية عند الأطفال مثل بعض أنواع الأطعمة وبعض الحيوانات وحبوب اللقاح المتطايرة في الجو والأتربة, بالإضافة إلى دخان السجائر وبعض أنواع العطور ومبيدات الحشرات. إذا كنت تشكين في أن طفلك يعاني حساسية موسمية بسبب حبوب اللقاح، فعليك اتباع الخطوات التالية: - أبقي طفلك داخل المنزل في الأيام التي تنشط بها الرياح والأتربة وتزداد فيها نسبة حبوب اللقاح المتطايرة في الجو. - لا تسمحي لطفلك باللعب في الحدائق والمزارع التي تنتشر بها الزهور وفروع النباتات الطويلة. - احرصي على أن تكون كل نوافذ وأبواب المنزل مغلقة طوال موسم الحساسية عند طفلك حتى لا تتطاير حبوب اللقاح لداخل المنزل. - احرصي أيضا على الغسيل المتكرر للقبعات والجاكيتات خلال موسم الربيع أو فترة تناثر حبوب اللقاح في الجو. - شجعي طفلك على الاستحمام وغسل شعره لتنظيفه من أي حبوب لقاح قد تكون استقرت على جسمه. - قومي بتركيب فلتر في نظام التكييف المركزي في المنزل حتى يعمل هذا الفلتر على تنقية الهواء. - حددي وقت اللعب لطفلك في الخارج فقط في الصباح الباكر أو في فترة بعد الظهر المتأخرة. - أبقى نوافذ السيارة مغلقة أثناء القيادة ومعك طفلك. يمكن للأم أن تفرق ما بين إذا كان احمرار عين طفلها ناتجا عن عدوى أم هو مجرد حساسية عن طريق بعض العلامات. فمثلا إذا كان سبب احمرار العين البكتيريا تكون هناك مادة خضراء أو صفراء تنزل من العين مع وجود قشرة طوال اليوم على العين, وأحيانا قد يحدث تورم فيها. أما إذا كان سبب احمرار العين فيروس ما، فإنها تكون شديدة الاحمرار مع ظهور قشرة بسيطة عند الاستيقاظ من النوم في العينين. أما إذا كان طفلك يشكو من حساسية فصل الربيع في عينيه، فإن عينيه ستكونان شديدتي الاحمرار مع تزايد نسبة الدموع والشعور برغبة في حك العين. يمكن أيضا مثلا أن تدخل ذرة رمل أو تراب تحت جفن العين مما قد يسبب لها الاحمرار والألم. على الأم أن تعالج حساسية العين أو تورمها عن طريق قطعة قماش أو منشفة مبللة رطبة تقوم بوضعها على العين لمسح أو إزالة أية إفرازات. كما يجب أن تستخدم قطرات محلول ملحي لإزالة أي حبوب, رطبة تقوم بوضعها على العين لمسح أو إزالة أية إفرازات, كما يجب أن تستخدم قطرات محلول ملحي لإزالة أية حبوب لقاح قد تكون قد تجمعت داخل العين. وأحيانا قد تكون حساسية الأنف بسبب عدوى أو بسبب الجيوب الأنفية أو بكتيريا قد تتجمع في الأنف حتى تسبب عدوى. يمكن لبكتيريا الأنف أن تسبب لطفلك صداعا خلف وحول العين أو ألما في اللثة والأسنان العلوية, وقد يؤدي التهاب الجيوب الأنفية عند الأطفال لارتفاع في درجة الحرارة مع الوضع في الاعتبار أن ارتفاع درجة الحرارة يكون عاديا لمدة خمسة أيام إذا كان الطفل يعاني نزلة برد.