الكثير منا يسمع عبارات ومصطلحات طبية عديدة ولا يعرف معناها . ولعلي من خلال هذا المقال أتمكن من إلقاء بعض الضوء وتوضيح بعض النقاط المهمة عن مشكلة توسيع الشرايين وكيفية التعامل معها من قبل الطبيب والمريض. تعريف نعني بالأنيوريسم ما يحصل للشريان من انتفاخ دائم له بسبب وجود ضعف بجدار ذلك الشريان ويمكن حصول التوسع أو التمدد أو الانتفاخ في أي مكان في الجسم لكن إزعاجه الطبي يكون أعظم إذا حصل هذا الانتفاخ في شرايين الرأس أو في الشريان الأورطي . أسبابه سوف نلخص أسباب حدوث الانتفاخ أو الأنيوريسم الشرياني في التالي : 1- وجود ضعف في الطبقة العضلية للشريان وقد يكون هذا الضعف خلقياً في جميع أجزاء الطبقة العضلية أو في نقطة معينة منها . ويوجد الأنيوريسم الناتج عن العيوب الخلقية دائماً في الشرايين الواقعة عند قاعدة المخ وتسمى بالأنيوريسم الكبشي وقد تسبب مشاكل مرضية في أي سن لكنها تصيب الأشخاص الذين تجاوزوا الخامسة والستين 2- وجود ضعف بجدار الشريان بسبب التهاب جدار الشريان ولقد كان مرض الزهري يشكل في السابق دوراً مهماً بين الأمراض الشائعة المسببة أما الآن فالإلتهاب العقدي المتعدد للشرايين والتهاب الطبقة المبطنة للقلب ( الشغاف ) المعدي من المسببات لهذا الضعف الذي يحدث نتيجة تلف في جزء من الطبقة العضلية الوسطى للشريان مسببة أنيوريسم كيسي . 3- حدوث تلف تدريجي للطبقة العضلية للشريان نتيجة وجود مرض أو أمراض مزمنة مثل تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم الشرياني ويكون شكل الانتفاخ أو الأنيوريسم مغزلي وقد يحدث الضغط الزائد للدم في أحد الشرايين إضافة إلى التمدد فصل بين طبقات جدار الشريان عن بعضها مسبباً تدفق الدم بين تلك الطبقات مشكلة ما يسمى الأنيوريسم المشطر . الأعراض تختلف الأعراض باختلاف نوع الأنيوريسم وحجمه وموقعه فمثلاً الانتفاخ الكبشي لا يسبب أي أعراض إلى أن ينفجر وقد يكون وجود صداع شديد مفاجئ عند مؤخرة الرأس أو فقدان الوعي العارض الوحيد لهذا الأنيوريسم الكبشي . أما عند وجود انتفاخ في الشريان الأورطي فإن الأعراض تعتمد على القسم المصاب من هذا الشريان ، فلو كان هناك أنيوريسم كيسي أو مغزلي لشريان الأورطي الموجود في الصدر فإن الأعراض الأكثر شيوعاً هي آلام الصدر وبحة الصوت وصعوبة البلع والسعال المتواصل الذي لا يستجيب للعلاج الدوائي . وفي حالة وجود تمزق وفصل بين طبقات الشريان ( الأنيوريسم المشطر ) قد يشعر المريض بألم صدري يشبه آلام الجلطة القلبية وقد يشعر المريض أيضاً بآلام شديدة ما بين لوحي الكتفين من الخلف . أما لو كان الانتفاخ بالجزء الموجود من الشريان الأورطي في البطن فيمكن رؤية كتلة نابضة بالبطن وقد تحدث ضغطاً على العمود الفقري مسببة الآم شديدة بالظهر ونادراً ما يحدث انتفاخ مشطر نتيجة تمزق لطبقات الشريان المنتفخ . المخاطر بإمكان الانتفاخ الشرياني ( الأنيوريسم ) أن يسبب العديد والمتنوع من المشاكل المرضية ، فقد ينفجر ويتمثل الخطر الرئيسي في انفجار الأنيوريسم مع ما يسببه من نزيف داخلي أو تلف موضعي بالأنسجة المجاورة مع انخفاض حاد بضغط الدم الشرياني وقد يؤدي إلى وفاة المصاب ما لم يتم إسعافه بسرعة فائقة ، وحتى لو لم ينفجر الأنيوريسم فقد ينتفخ بدرجة كبيرة محدثاً ضغطاً على الأعضاء والأعصاب المجاورة وحتى على الأوعية الدموية المجاورة الأخرى فتتلفها وقد تعيق جريان الدم بدرجة تؤدي إلى تكون خثرات دموية قد تنفصل وتسير في الدورة الدموية مسببة قصور بالدورة الدموية المخية أو الرئوية أو الكلوية . وقد يسبب التمدد في الشريان الأورطي ضرراً في الصمام الأورطي وبدوره يؤثر على وظيفة البطين الأيسر والقلب عامة . في بعض الأحيان يوجد الانتفاخ الشرياني في أحد شرايين الذراعين أو الساقين وتكون عادة أقل خطراً من الإنتفاخات الكبشية أو إنتفاخات الشريان الأورطي ما يجب عمله الانتفاخ الكبشي يصعب التعرف عليه بدون ظهور أعراض مثل ظهور صداع شديد أو إذا تم اكتشافها بعد حدوث نزيف وفي كلتا الحالتين يتطلب الوضع عمل فحوصات للمخ عن طريق إعطاء صبغة وعمل أشعة مقطعية بالكمبيوتر أو الرنين المغناطيسي وبعدها يتم التدخل الجراحي الذي يعتبر الحل الأمثل . أما إذا لاحظ الشخص ظهور كتلة نابضة بالبطن فعليه استشارة الطبيب على الفور فقد يقوم بعد الفحص السريري بعمل فحص بالموجات فوق الصوتية أو أشعة مقطعية بالكمبيوتر وأشعة صدرية سينية أو أشعة بالرنين المغناطيسي أما في حالات شعور المريض بآلام صدرية تشبه التمزق في المنطقة الأمامية والخلفية للصدر فعليه الذهاب على جناح السرعة للإسعاف لإدخاله المستشفى وعمل اللازم من تشخيص وعلاج لمنع حدوث مأساه خطيرة بسبب تطور الوضع إلى نزيف داخلي خطير . العلاج يجب على كل شخص تجنب عوامل الخطورة المهيئة لتصلب الشرايين مثل التدخين والسمنة وارتفاع الكوليسترول بالدم وعلاج السكري والحكم بضغط الدم الشرياني لمنع حدوث مشاكل بالشرايين عامة والشريان الأورطي والشرايين التاجية القلبية خاصة ، وفي حالة وجود انتفاخ أنيوريسمي فإن الجراحة هي الحل الأمثل خاصة في وجود انفجار شرياني إما بالمخ أو في مناطق أخرى . لكن هناك بعض الاعتبارات التي يأخذها الطبيب الجراح قبل قرار الجراحة وهى حجم الانتفاخ وتأثيره والحالة الصحية للمريض وللشرايين الأخرى نظراً لصعوبة الجراحة وخطورتها . وقد يستعين الطبيب بطرق تقويم مختلفة مثل الرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية أو الفحص بالموجات فوق الصوتية للقلب والأورطي عن طريق القفص الصدري أو عن طريق منظار المرئ.