لا يحمل السفر، بحد ذاته، على متن الطائرات التابعة لشركات الطيران أي مخاطر صحية على المرأة الحامل أو على الجنين أو على عملية الحمل. ولذا تُؤكد كل من الكلية الأميركية لطب النساء والتوليد والمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية، على أن بإمكان المرأة الحامل بجنين واحد، والتي ليس لديها أي اضطرابات صحية، السفر بأمان على متن الطائرة التجارية، حتى بلوغها الأسبوع 36 من عمر الحمل. ومكمن الإشكاليات الطبية، والتي تدور حولها المناقشات العلمي، هي تأثيرات مقدار الضغط الجوي داخل مقصورة الركاب، ونسبة الأوكسجين التي من الممكن أن تستخلصها الرئتان عند التنفس، ودرجة رطوبة الهواء في المقصورة، وقلة الحركة أثناء الجلوس في المقاعد، وخاصة الضيقة منها في قسم الدرجة السياحية، والإشعاعات الكونية. والضغط الجوي داخل مقصورة الركاب، في الطائرة التجارية، يُعادل ما يتراوح بين إما الوجود في مناطق على ارتفاع 8 ألاف قدم، أي حوالي 2500 متر، فوق سطح البحر، أو الوجود في مناطق بارتفاع حوالي 5 ألاف قدم، أي حوالي 1500 متر، فوق سطح البحر. والاختلاف هذا في مقدار الضغط الجوي مبني على تفاوت تقنيات إنتاج شركات صناعة الطائرات لطائرات ذات بنية هيكلية تتحمل عمل قائد الطائرة على معادلة الضغط الجوي داخل مقصورة الركاب بما يُقارب ما أمكن ذلك المقدار للضغط الجوي عند سطح البحر. ولذا فإن الطراز الحديث لطائرات شركات بوينغ أو إيرباص مثلاً، هي الأفضل في هذا الجانب من الطائرات القديمة. وتأثيرات اختلاف الضغط الجوي، تشمل عدة أمور، منها اختلاف الضغط الواقع على جانبي طبلة الأذن وتسببه بألم الأذن لدى البعض، وتسببه في تمدد الغازات، وخاصة التي في الجهاز الهضمي، ما يتسبب بالاضطرار إلى إخراجها. وتأثيراته أيضاً على الجروح الطبية أو الأجهزة التي بها غازات. لكن الأهم من كل هذا هو تأثيره على كمية الأوكسجين، وليس نسبته للغازات الأخرى في الهواء، الموجودة في الهواء الذي يتنفسه الركاب داخل المقصورة. وبالتالي تأثيره على منْ لديهم بالأصل مشاكل في الرئة أو في دورتها الدموية أو في الدم وهيموغلوبينه، أو في القلب، أو الحوامل وتزويد الجنين بالكميات اللازمة من الأوكسجين. وهنا تشير المصادر الطبية إلى أن الحامل السليمة، وبجنين واحد، لا تتأثر كثيراً بالأمر.، أما في حال الحمل بأكثر من جنين، أو وجود أي أمراض في الدم أو الرئة أو القلب، أو في الحمل نفسه، فإن الحذر واجب واستشارة الطبيب ضرورية. وقلة الحركة أثناء السفر بالطائرة، قد تكون سبباً في إثارة نشوء جلطات الساق أو الفخذ، خاصة مع إما زيادة وزن الجسم خلال مرحلة الحمل، أو قلة تناول السوائل، من ماء وغيره، أثناء الرحلة الجوية. وهو ما يحصل لدى السيدات نتيجة لتحاشيهم تكرار الحاجة للذهاب إلى دورة المياه للتبول. أو حصول جلطات سابقة في الأوردة، مع الحمل أو من دونه، أو بسبب جفاف هواء مقصورة الركاب. ولذا من المهم ممارسة بعض تمارين تحريك العضلات للقدم والساق والفخذ، وتناول السوائل، والمشي في الممرات كل نصف ساعة. ويُمكن لجفاف هواء المقصورة أن يتسبب بجفاف الجهاز التنفسي العلوي، لكن الأهم هو جفاف الجسم. وجفاف الجسم سبب في قلة تزويد الجنين بالدم وفي رفع احتمالات الإصابة بجلطات الأوردة. ولذا فإن من الضروري الاهتمام بشرب السوائل، حتى لو أدى إلى تكرار الحاجة للذهاب إلى دورة المياه للتبول. ولم يثبت علمياً حتى اليوم، كما تُؤكد الإدارة الأميركية المتقدمة الذكر، أن لتعرض الحامل للأشعة الطفيفة في الأجهزة الأمنية لتفتيش الركاب، ضرر على الأجنة. وبالرغم من تأكيدها ذلك إلا أنها تنصح بتفتيش الحامل يدوياً دون تعريضها لأشعة الأجهزة تلك. وأفضل الأماكن لجلوس الحامل هي المقاعد التي على الممر، وفي منطقة الجناح. وعلى الحامل ربط الحزام حول أسفل البطن، بشيء من الراحة. ويجب مراعاة الأنظمة التي تتبناها كل شركة طيران بالنسبة لسفر الحوامل، والتي غالباً ما تتطلب تقريراً طبياً عن حالة الحامل وموعد ولادتها. وتشترط للرحلات الداخلية أن يكون عمر الحمل أقل من 36 أسبوعا، وللرحلات الدولية أقل من 35 أسبوعا. أما بخصوص مضيفة الطيران الحامل، فإن قوانين العمل لدى الكثير من شركات الطيران العالمية، تحضر عليها العمل كمُضيفة بعد تجاوز حملها عمر 20 أسبوعا.