ائتلاف أولياء أمور مصر يشيد بمبادرة "جسمي ملكي لا تلمسه" لحماية الأطفال    مصر تواصل دعم غزة.. دخول 9250 طنًا من المساعدات الإنسانية    الجامعة البريطانية بمصر تشارك في مؤتمر الطاقة الخضراء والاستدامة بأذربيجان    القومي للمرأة ينظم الدورة التدريبية وورشة الأعمال اليدوية لسيدات قرية الزعفرانة    توثيق اختطاف 39 سوريا بينهم قاصرون على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي    نتنياهو: أوشكنا على الانتهاء من المرحلة الأولى لاتفاق غزة.. والثانية أكثر صعوبة    نور الشربيني تحصد بطولة هونغ كونغ للإسكواش    حسام عبدالمجيد: «سيبقي الزمالك دائمًا محارب قوي»    دياباتي يبتعد عن التتش.. خلافات مالية توقف تقدم مفاوضات الأهلي    السجن المؤبد لمتهم بالاتجار فى المواد المخدرة بسوهاج    تموين القليوبية يضبط 700 لتر زيت صويا مجهول المصدر بشبين القناطر    تشييع جثمان "عروس" قتلها زوجها بقرية مشتهر بطوخ    بالأرقام .. وزير الصحة يكشف أنواع الفيروسات التنفسية الأكثر انتشارا    طب الإسكندرية تُطلق قافلة طبية شاملة لخدمة مركز التأهيل المهني بالسيوف    وزير التعليم العالي ومحافظ القاهرة يشهدان بدء تنفيذ مشروع مستشفى جامعة حلوان    صبغ الشعر باللون الأسود: حكم شرعي ورأي الفقهاء حول الاختضاب بالسواد    كمال درويش: أرض أكتوبر المتنفس الحقيقي للزمالك.. والأمور أصبحت مستحيلة على مجلس الإدارة    وزير الاستثمار يبحث مع "بلومبرج جرين" الأمريكية إنشاء مركز إقليمى للأمن الغذائى وتوطين تكنولوجيا الحفظ الزراعى    خالد الجندي: برنامج "دولة التلاوة" أعظم هدية قُدِّمت للمجتمع المصري (فيديو)    منافس بيراميدز المحتمل - وصول بعثة فلامنجو إلى قطر لمواجهة كروز أزول    تلف 400 كتاب بعد غرق قسم الآثار المصرية بمتحف اللوفر، ومطلب خاص للتعويض    مؤسستا ساويرس وعبلة للفنون تجددان شراكتهما لدعم المواهب المصرية الشابة    مى عمر: محمد سامى صاحبى والجمهور بيقف فى ضهرى لما بتحارب    جامعة أسيوط تُكثّف استعداداتها لانطلاق امتحانات الفصل الدراسي الأول    وزير الخارجية: إسرائيل عليها مسئولية بتشغيل كل المعابر الخمس التي تربطها بقطاع غزة    صحة الشيوخ تدعو خالد عبد الغفار لعرض رؤيته في البرامج الصحية    مدبولي: مشروع إحياء حديقتي الحيوان والأورمان يقترب من الافتتاح بعد تقدم كبير في أعمال التطوير    وزير الصحة: H1N1 السلالة الأكثر انتشارا في مصر.. والموقف الوبائي مطمئن    السمنة تحت مجهر صحة الشيوخ.. اللجنة تتبنى خطة لنشر الوعى حول التغذية السليمة    هيئة الرقابة المالية تُلزم صناديق التأمين الحكومية بالاستثمار في الأسهم    المستشار الألماني: إمكانية زيارة نتنياهو إلى بلادنا غير مطروحة حاليا    اختبار 87 متسابقًا بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن بحضور الطاروطي.. صور    هيمنة عسكرية روسية.. الجيش الروسي يتحرك ويستهدف منشآت طاقة أوكرانية    باحث يرصد 10 معلومات عن التنظيم الدولى للإخوان بعد إدراجه على قوائم الإرهاب    روجينا تعلن انطلاق تصوير مسلسل حد أقصى رمضان 2026 .. "بسم الله توكلنا على الله"    واحد من الناس يكشف كواليس أعمال الشريعي الموسيقي وسر خلافه مع الابنودي.. اليوم وغد    الأرصاد تكشف خرائط الأمطار اليوم وتحذر من انخفاض درجات الحرارة في عدد من المحافظات    وزارة التضامن: فريق التدخل السريع تعامل مع 519 بلاغا خلال شهر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 7-12-2025 في محافظة الأقصر    السيطرة على حريق مخزن سجاد وموكيت فى أوسيم    تقرير أردني: الخطيب يكلف عبد الحفيظ لبدء التفاوض مع يزن النعيمات    وزير الري: التحديات المائية لا يمكن التعامل معها عبر الإجراءات الأحادية    «صحح مفاهيمك».. أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة بالمدارس حول احترام كبار السن    ثنائي الأهلي يدعم محمد صلاح ضد مدرب ليفربول: أسطورة كل العصور    حزب العمال البريطانى يمنع المتحولات جنسيا من حضور مؤتمره النسائى فى 2026    البورصة تواصل ارتفاعها بمنتصف التعاملات مدفوعة بمشتريات عربية وأجنبية    نور الشربيني تتوج ببطولة هونج كونج للاسكواش بعد الفوز على لاعبة أمريكا    ضبط 69 مخالفة تموينية متنوعة فى حملة مكبرة بمحافظة الفيوم    رئيس جامعة سوهاج يتحدث عن المبادرة الرئاسية "تمكين" لدعم الطلاب ذوي الهمم    الرقابة المالية تلزم شركات التأمين بسجلات تفصيلية جديدة لضبط السوق    وزير الصحة يستعرض تطوير محور التنمية البشرية ضمن السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية    النقاش مع طفلك والاستماع له.. إنقاذ له من التحرش !!!    الشرع: إقامة إسرائيل منطقة عازلة تهديد للدولة السورية    قطاع الملابس والغزل يبحث مع رابطة مصنّعي الآلات الألمانية التعاون المشترك    محمد عشوب: نتمنى تنفيذ توجيهات الرئيس نحو دراما تُعبّر عن المواطن المصري    الأحد 7 ديسمبر 2025.. استقرار عام بأسعار أعلاف الدواجن مع تفاوت طفيف بين الشركات في أسوان    دعاء الفجر| اللهم ارزقنا نجاحًا في كل أمر    محمد صلاح يفتح النار على الجميع: أشعر بخيبة أمل وقدمت الكثير لليفربول.. أمى لم تكن تعلم أننى لن ألعب.. يريدون إلقائي تحت الحافلة ولا علاقة لي بالمدرب.. ويبدو أن النادي تخلى عنى.. ويعلق على انتقادات كاراجر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ضريح بويا عمر : علاج روحاني أم تعذيب نفسي ؟!


بقلم المستشار / احمد فاروق
يعتقد البعض أن الإصابة بداء الصرع أو الإضطرابات النفسية الحادة وبالتحديد مرض الفصام الذهني (الشيزوفرنيا) يعود إلى حالة مس أو تلبس من الجن أو الشيطان حيث لا يعود كما كان ، وربما كان منشأ هذا الإعتقاد يعود إلى الزعم بفشل محاولات العلاج بالطب النفسي التقليدي نظراً لأن شفاء ذلك النوع من الحالات يحتاج لفترة طويلة من السنوات تفوق قدرة تحمل معارف أو أقارب المريض ولهذا يلجأون إلى عدة طرق منها :
1- الرقية الشرعية
وهي شكل من التداوي بالقرآن الكريم يجريها "شيخ" وتتضمن تلك الممارسة تلاوة آيات قرآنية مختارة ومعينة (في نص الرقية) وشرب الماء الذي قرأت عليه تلك الآيات على نحو ما يفعل الشيخ منير عرب .
2- فك السحر
قد يلجأ أهل المريض إلى بعض من يلقبهم الناس ب "شيخ" حيث يرى بأن المريض مسحور ومن ثم يعدهم بإيجاد "العمل" لفك السحر عنه بأجر أو بدون أجر.
3- اللجوء إلى أضرحة الأولياء الصالحين
هناك من يلتمس الشفاء عند ضريح ولي من أولياء الله الصالحين حيث يزعم بعض الناس بأن لروح الولي الصالح صلة وثيقة مع الرب وبالتالي له واسطة في العلاج أو قدرة على طرد الجن الذي تلبس بالمريض من خلال تسليط جن صالح عليه، هذا وتمارس في الضريح طقوساً معينة وأشكالاً من الأدعية يقوم بها القائمون على ذلك الضريح بهدف شفاء "الممسوسين" كما يزعمون، ولعل الضريح المسمى "بويا عمر" الكائن في المغرب من أشهرها على الإطلاق حيث أصبح ذلك الضريح مكاناً للعلاج من حالات المس مقابل دفع رسوم المعالجة . فمالذي يجري حقيقة داخل ذلك الضريح ؟ ، ربما تساعد الأسطر التالية على إعطاء بعض الإجابات:
من هو "بويا عمر" ؟
يعتبر بويا عمر أشهر أولياء المغرب على الإطلاق، يقع ضريحه على بعد 30 كيلو متر من مدينة قلعة السراغنة في قرية من منطقة مراكش، ولد بويا عمر خلال العقدين الأخيرين من القرن 16 عشر الميلادي وبقي أميّاً إلى أن بلغ الأربعين من عمره حيث شدّ الرحال لتحصيل العلم إلى زاوية (تامكروت) الناصرية التي تقع على ضفاف وادي درعة بجنوب المغرب وتتلمذ على يد مؤسسها محمد بن إبراهيم الأنصاري، تفوق بويا عمر في العلوم عامة وأصول الدين خاصة في وقت وجيز ويقال أنه اكتسب في غضون شهر ما يكتسبه غيره من طلاب العلم بالزاوية الناصرية في أربعين عاماً من الكد والجد ،الشيء الذي جعل محمد بن إبراهيم الأنصاري يورثه دربالته وبعد وفاة هذا الأخير تولى من بعده محمد بن ناصر أمور الزاوية الناصرية.
زاوية لتعليم القرآن يحضرها الإنس والجن
تحصل (بويا عمر) على إجازة تخول له إقامة زاوية خاصة يعلم فيها القرآن للجن والإنس، وقبل ذلك كان قد تسلم مرآة من محمد بن ناصر لها خصائص عدّة من بينها التحكم بالجن وعلاج أمراض كثيرة وبعد عودته من (تامكروت) أنشأ زاوية يجتمع بها الإنس والجن لتعلم كتاب الله وتلاوته.
نبذة عن المكان
مشارف بويا عمر حيث القبة البيضاء ظاهرة عند الضريحإذا كانت هذه هي زيارتك الأولى ل"بويا عمر" فقد ينتابك شعور إرتياب لأنك مقبل على عالم غريب بالنسبة إليك فالصبار والنباتات الشوكية والأحجار تملأ جنبات الطريق ، وأنت منشغل بكل هذا ستتراءى لك من بعيد قبة "السيد" الذي يمسك بزمام الأمور كلها هناك. قبة بيضاء تعلو وتتوسط المباني الطينية والقصديرية. البنية التحتية تبدو منعدمة والأزقة في حالة يرثى لها والسواقي شبه الجافة التي تزود الدوار بالمياه كلها علامات تدل على أن الدوار غارق في البؤس. يطل الباب الرئيسي للضريح على نهر وعند المدخل لافتة كبيرة تحذر من التصوير داخل الضريح. وفي الداخل أعداد هائلة من الزوار والمرضى من مختلف الشرائح والاعمار توافدوا على الضريح من مختلف مناطق المغرب محملين بالعطايا التي يستحثون بها بركة الولي النائم في قبره. وفي فناء الضريح وداخل غرفة ضيقة يتوسطها قبر الولي المغطى بثوب أخضر يتكدس فوق أرضية متسخة.
مالذي يجري في الداخل ؟
نزلاء ضريح بويا عمر لعلاج المستناول الصحفي المغربي ميلود الشلح في جريدة أخبار اليوم ما يحدث في ضريح بويا عمر من خلال قصة رواها على لسان أحد الضحايا وتقرير مفصل حيث وصف الضريح ب "معتقل سري في صورة ضريح أسطوري" ويبدأ التقرير بعنوان فرعي :" أطفال صغار برفقة أمهاتهم الممسوسات بالجن وأمهات انقطعن عن حياتهن الإجتماعية من أجل البقاء مع ذويهم المرضى الذين يمضون عقوباتهم السجنية التي تحكم بها عليهم المحكمة الغيبية تحت قبة ضريح الولي الصالح بويا عمر ، المرض والأمل في العلاج يوحدان هؤلاء حول الضريح والإقامة في حضرة الولي إلى أن يصدر الإذن للمريض بالإنصراف والعودة من حيث أتى." ، ويتحدث التقرير عن أكثر من 1200 نزيل مكبل بالسلاسل يقبعون في زنازين سرية.
- ويضيف ميلود الشلح :"في الداخل تجد مرضى ممسوسين بالجن من كلا الجنسين ومن كل الأعمار ، بعض "الحجاج" يجلسون في صمت مسندين ظهورهم إلى القبر يتوسلون إليه ويقبلونه فيما آخرون (أكثرهم نساء) يطوفون حول الضريح في إتجاه معاكس لعقارب الساعة وبين الفينة والاخرى يطلق أحدهم بكاء طويل النفس يليه صراخ متقطع وحاد لا يعرف سببه ، هذا البكاء والصراخ لن يثير إهتمام أحد من الحجاج إلا إذا كان يزور المكان لأول مرة، العلاج هو الخضوع ل "حكم" الولي الصالح الذي لا يقبل الإستئناف أو النقض والحكم عبارة عن عقوبة حبس لا يعرف مدتها إلا الولي الذي له القرار الأول والأخير في تحديد مدة الإقامات في حضرته".
- طقوس العلاج
نزيلة عند الضريححسب (مصطفى واعراب) الباحث في المعتقدات والسحر في المغرب فإن المقيمين في ضيافة الولي "بويا عمر" صنفان : صنف ينتظر أن تبت المحكمة الكبرى في ملفه مع الجني الذي يتلبسه وقد تطول فترة الإنتظار أو تقصر حسب مشيئة الولي (أي الأحفاد القائمين على الضريح). والصنف الآخر هم أولئك الذين صدر في حقهم حكم يقضي ببقائهم بجوار الضريح لأشهر عديدة أو لسنوات حتى. لكنهم كلا الصنفين يبدآن العلاج بطقس التطهر أولاً الذي يقتضي منهم فور الوصول إلى أن يتناولوا في جوفهم من تراب "السيد" معجوناً بماء النهر المقدس. وعندما يمثل المريض أمام المحكمة الكبرى تتغير نبرات صوته لأنه يتكلم بلسان الجني الذي يسكنه وتبدأ وقائع المحكمة الغيبية بطلب الأحفاد من الجني "التسليم" أو إعلان الخضوع لبويا عمر والعملية في حقيقتها تقوم على صرع الجن ويختص بها أحفاد الولي المعروفون باسم "موالين الإذن" وهم المفوضة لهم دون غيرهم مقارعة الجني ومفاوضته بهدف إخراجه من جسد المريض.
- قصة واقعية: مذكرات عائد من جحيم بويا عمر
نشر ميلود الشلح في موقعه الإلكتروني رواية أحد الضحايا الذين قضى عاماً ونصف في زنزانة جماعية بجوار ضريح الولي الصالح بويا عمر. ومع أنه لم يكن ممسوسا بالجن أو مصابا بخلل عقلي يستدعي نقله إلى حضرة الولي الصالح ليشفيه ب"بركته" إلا أنه نُقل إلى ذلك المكان عقابا له على عقوق والديه وممارسته أفعالا لا ترضي الله ولا العبد كما كتب في مذكراته. وتطرق (م) في مذكراته التي عنونها ب"مأساتي ومعاناتي في بويا عمر" وذيل العنوان بعبارة: "أحكي وأنا بكامل قواي العقلية والنفسية"، إلى جميع أصناف القهر والتعذيب التي تعرض لها خلال "سجنه" في قرية بويا عمر، ولم يفته تدوين مجموعة من التجاوزات التي يقترفها القائمون على الضريح وحراس النزلاء المرضى.
- كتب(م) وهو يقول :"دخلوا عليّ في الليل وغدروني في الفراش ثم كبلوني بسلاسل وأقفال، أركبوني سيارة ومشوا بي مسافة 280 كيلومتر باتجاه القرية المتوحشة (بويا عمر) وصلنا عند الفجر. الظلام يسود المكان. منازل مظلمة وسكانها متوحشون، أدخلني (ع)إلى منزله ثم كبلني بمساعدة نزلاء آخرين من رجلاي ويداي بسلاسل تضم 6 أقفال وربط السلاسل إلى (خُرصة) بداخل غرفة ضيقة ومليئة بالنزلاء المرضى ثم أطفأ الإنارة.عالم مظلم، مليء بضجيج أولائك النزلاء الحمقى ورائحة بولهم وفضلاتهم. إنه عالم مريع وأفظع من فظيع. لم يغمض لي جفن، صدمت وتألمت من هذا المنظر المؤلم وقضيت في ذلك المكان 4 أشهر دون أن أبرحه لرؤية الشمس أو حتى لقضاء حاجتي في المرحاض!، والحمد لله أني لم أجن..، في هذه القرية المظلمة، يبيعون ويشترون في البشر ويعاملونهم أسوأ من العبيد. إنهم مصاصو دماء يجيدون ممارسة جميع المحرمات ويتقنون النفاق والكذب والسرقة والنهب وكل الفواحش.. إنهم يجبرون النزلاء على الإيمان بالولي بويا عمر من دون الله.. يا له من منكر ذاك الذي يسود هناك!".
- كما يروي (م) أنه كان يقتسم زنزانة ضيقة مع 26 نزيلا مختلا عقلياً و3 نزيلات، وقال إن القائم عليهم (ع)وزوجته (ح) يمارسون عليهم شتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي لسبب أو دونه، مشيراً إلى أنهما كانا يتلقيان كل شهر من أولياء المرضى ما بين 500 إلى ألف درهم عن كل نزيل، ويصف (م) المعاملة هناك :"ورغم ذلك لا يطعموننا غير الخبز والشاي صباح مساء ويحرموننا من أبسط الحقوق وهو الحق في الاستحمام"، وأضاف بأنهما "يكذبان على والدي فيقولان له كلما اتصل يسأل عني، أني أريد قتله انتقاما منه لأنه أحضرني إلى هذا المكان، والغرض من ذلك هو ضمان بقائي لديهم، أو بالأحرى للحفاظ على 800 درهم التي يتلقيانها من أبي كل شهر".
- ومن أطرف ما كتبه (م) أن (ع) كان يقسم السيجارة الواحدة على أجزاء ويقدمها للنزلاء المدخنين كل يوم! كما تضمنت المذكرات التي يعتزم صاحبها إصدارها في كتاب، مجموعة من الرسائل التي كتبها (م) لوالديه يستنجدهما للإسراع في نقله من "جحيم بويا عمر" قبل أن يفقد عقله، معترفا بما اقترفه في حقهما وطالبهما بالعفو عنه وسأل المغفرة الله، كما أشار أيضا إلى أنه وجه عدة رسائل استنجاد إلى عدد من المسؤولين بمنطقة العطاوية حيث يوجد الضريح، لكنهم لم يحركوا ساكنا على حد قوله. وختم (م) كتاباته بتوجيه كلمة شكر إلى والديه اللذين استجابا لمطلبه وأنقذا حياته من الموت أو الجنون. ويستعد الشاب (م) الذي سيحتفل بعيد ميلاده ال26 في غضون الأسابيع القادمة، لاختيار شريكة حياته بإشراف والديه الذين لمسا تغيرا كبيرا في تعامله معهما غداة "إطلاق سراحه من جحيم بويا عمر".
مطالبات بإغلاق الضريح-
حفدة بويا عمر يرفعون دعوى قضائية على برنامج "45 دقيقة"
في 2 يناير 2009 نشرت جريدة المساء الإلكترونية المغربية خبراً عن استعداد حفدة بويا عمر لرفع دعوى قضائية ضد برنامج (45 دقيقة ) الذي تبثه القناة الأولى المغربية وذلك بعد تناولت إحدى حلقاته في 19 أكتوبر 2008 تقريراً يذكر فيه استغلال القائمين على الضريح للتبرعات والهبات التي يتلقاها الضريح وستعمالها في غير محلها للاغتناء الشخصي. وذلك لما أسماه أحد المنتسبين إلى «جمعية حفدة الشرفاء» بالضرر الجسيم الذي خلفه البرنامج المذكور. وطالبت الجمعية بتقديم اعتذار مباشر من قبل فيصل العرايشي مدير القناة الأولى. وكان برنامج "45 دقيقة" قد تعرض لمعاناة النزلاء بالضريح ومظاهر الشعوذة ، واستغلال المشرفين عنه للتبرعات ومعارضتهم لمشاريع الإصلاح . وتأسست «جمعية حفدة الشرفاء» في بداية السبعينيات من القرن الماضي ، يذكر أن ضريح "بويا عمر" كان زاوية لتحفيظ كتاب الله ، طبعها الوقار والاحترام والتقدير . ويحتفل في ليلة المولد من كل سنة بحفظة كتاب الله من كل مناطق المغرب .إذ يقودهم ، كما تقول الرواية التاريخية ، مقدم إلى واد مجاور للضريح فيمنحهم بركته ليفتح الله عليهم.
- هيئات ومنظمات حقوقية مغربية تطالب بإغلاق الضريح
نشرت العربية نت عبر موقعها الإلكتروني تقريراً عن الضريح المذكور مؤخراً وستعرض لاحقاً نقريراً مصوراً عنه. وفي التقرير جاء ما يلي:نددت هيئات ومنظمات حقوقية مغربية بالممارسات العنيفة وغير الإنسانية التي تحدث في ضريح "بويا عمر" ، حيث يتم تقييد كلاً من أيادي "ضحايا المس" وأرجلهم بالسلاسل وضربهم وتجويعهم بدعوى "طرد الجن" من أجسادهم. وطالب حقوقيون مغاربة الدولة بإغلاق الضريح من أجل وضع حد لهذه الممارسات التي تعتبر "اعتداء واضحاً على حقوق المواطنين ومساساً خطيرا بحقوق الأشخاص، في حين فسر اختصاصيّ نفسيّ إقبال عائلات المرضى على وضع مرضاهم في الضريح بالرغم مما يحدث بكونه يؤويهم لفترة طويلة، وبالتالي يكفي عائلاتهم عناء تحمل المشاكل التي يتسببون فيها بسبب ميولهم العدوانية ونوبات الصرع الشديد التي تنتابهم. وأعرب عبد السلام أديب، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع الرباط، في حديث للعربية.نت عن تنديده لما يحدث في ضريح "بويا عمر" من انتهاكات صارخة وخروقات سافرة واستغلال للمرضى الذين يزورون الضريح من أجل "التشافي" عوض الذهاب إلى المستشفيات المختصة لعلاجهم من أمراضهم العصبية والعقلية. وقال أديب: "إن هؤلاء المرضى تذهب بهم عائلاتهم ويتركونهم هناك في الضريح، فيتم ربطهم بسلاسل في أياديهم وأرجلهم بدعوى الحد من خطورتهم وفي نفس الوقت الحصول على العلاج ببركة الولي الراقد في الضريح"، معتبراً أن ضربهم وربطهم بالسلاسل يعد اعتداء واضحاً على حقوق المواطنين ومساساً خطيراً بحقوق الأشخاص، وبالتالي وجب التدخل لمنع الممارسات التي تقع في هذا الضريح وإغلاقه أيضاً.
- ومن جانبه، كشف الدكتور خالد الشرقاوي السموني، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، في حديث للعربية.نت عن حدوث حالات وفيات بعض المرضى الذين مكثوا شهوراً وسنوات عديدة داخل الضريح بسبب المعاملة السيئة التي يتلقونها بدعوى إخراج الجن الذي يسكن أجسادهم، مضيفاً أن مرضى آخرين أصيبوا بعاهات مستديمة من جراء الضرب الذي يُمارس عليهم وآثار السلاسل على أيديهم وأرجلهم. واستغرب السموني من صمت السلطات وعدم تدخلها ومن استمرار الضريح في استقبال المرضى وأسرهم رغم كل ما حدث من إصابات وعاهات بدنية وعواقب اجتماعية مؤلمة. وقال السموني: "إن بعض المرضى يأتون إلى الضريح وهم يعانون من مرض نفسي بسيط، لكن بسبب مكوثهم فترة طويلة داخل الضريح يستفحل الداء ويتطور إلى مرض نفسي خطير يصعب معه التدخل العلاجي النفسي فيما بعد".
- وأكد الاختصاصي النفسي الدكتور عبد المجيد كمي في حديث للعربية.نت على أن الضريح صار ملجأ للمرضى الذين يتسمون بالعدوانية والعنف، مما يفسر تقاطر عائلات هؤلاء المرضى على الضريح وقبولهم بما يحدث لهم من ممارسات من قبيل ربطهم بالسلاسل وضربهم وتجويعهم وتخديرهم أيضا في غرف يتكدس فيها عشرة مرضى في ظروف غير مقبولة بدعوى علاجهم علاجا "روحياً".
- وحول رفض بعض عائلات المرضى مطالبات الهيئات الحقوقية إغلاق الضريح، قال كمي: إن الخدمة التي يقدمها الضريح لعائلات المرضى جعلت القائمين عليه يستغلون "نقطة ضعف" هذه الأسر، حيث إن الضريح يؤوي هؤلاء المرضى لفترة طويلة، وبالتالي يكفي عائلاتهم عناء تحمل المشاكل التي يتسببون فيها بسبب نفسياتهم العدوانية أو نوبات الصرع الشديد التي تنتابهم، ويكفيهم وضعهم في الضريح صرف الأموال الكثيرة التي قد يدفعونها لو قرروا معالجة هؤلاء المرضى في مصحات نفسية أو مستشفيات متخصصة على قِلتها بالمغرب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.