الشخصيه السوشيوباثيه هى أحد أنواع أضطرابات الشخصيه التى نسمع عنها كثيرا. أحيانا نسمع هذا الأسم يتردد واصفا أشخاص أرتكبوا جرائيم في مسلسلات وأفلام أجنبيه. ليست أضطرابات الشخصيه مشاكل نفسيه مؤقته ولكنها مشاكل وأضطرابات تظهر في سن الطفوله وغالبا ما تكون أعراضها ظهرت منذ هذا السن وسن المراهقه. ولا يجب أعتبار أي سلوكيات ظهرت على شخص لفتره وجيزه أضطرابات في الشخصيه, فأضطرابات الشخصيه أساسها قديم ومتأصل في الأنسان وغالبا ما تظهر علاماتها في سن مبكر وتستمر طيلة حياة الأنسان.
سأحاول تلخيص أهم ملامح الشخصيه السيكوباثيه في الآتي:
أولا: عدم القدره على الأرتباط العاطفي لمدة طويله من الزمن:
حيث لا يستطي الأنسان الأرتباط العاطفي العميق سواء كان من الجنس الأخر أم صديق أو غيره. يكون الأرتباط بهم سطحي وتكون العلاقه غالبا قائمه على الأستغلال أو الأستمتاع. وهذه العلاقات غالبا لا تدوم طويلا ولا ينتج عن هذا الفراق حزن شديد أو طويل. وقلما يستطيع الشخص السوشيوباثي الأحساس بمشاعر وألام الأخرين.
ونجد الكثيرين ممن يعانون من أضطراب الشخصيه السوشيوباثيه لا يشتكون ولكن يشتكي المحيطون بهم والمرتبطين بهم من العائله. هذا لا يعنى أن صاحب هذه الشخصيه لا يعانى بل إن الأصابه بالأكتئاب النفسي والتوتر وأدمان الكحوليات والعقاقير منتشر فيهم.
ونتيجه عدم الأرتباط العاطفي فأن صاحب الشخصيه السوشيوباثيه غالبا ما يتنقل من علاقه عاطفيه لأخرى بسرعه غير متوقعه مخلفا وراءه العديد من القلوب الجريحه أو المحطمه. وتكون العلاقات القويه له في نطاق محدود جدا وبدون أن تخلوا من الأنانيه وحب الذات
ثانيا : الأنانيه وحب الذات الشديدين:
وأقول الشديدين لأنه لا يوجد أحد ليس عنده بعض الأنانيه وحب الذات ولكن بالنسبه لصاحب الشخصيه السوشيوباثيه فأن هذه الأنانيه تظهر بوضوح حيث أنه غالبا لا يفكر أو يعطي أعتبار إلا لنفسه ومصالحه هو فقط. وغالبا ما تصطدم هذه الأنانيه بمصالح الأخرين وأولوياتهم ويكون هذا من أسباب الصدام مع أقرب الناس.
ثالثا: الأندفاع:
غالبا ما لا يفكر صاحب الشخصيه السوشيوباثيه في عواقب أفعاله فلا يتريث في الأندفاع في علاقات أو أعمال قد تكون أجراميه أو مشينه بدون أعتبار عواقبها. هذه الخاصه في الشخصيه السوشيوباثيه غالبا ما تكون أحد عوامل دخوله عالم الأجرام حيث تترجم هذه الصفه الى أعتبارها جراءه وعدم خوف تضع صاحبها في ميزه.
رابعا: عدم القدره على تأجيل أشباع الطلبات والرغباتت الشخصيه:
فصاحب هذه الشخصيه يكون كالطفل المدلل الذي عندما يرغب في شيء يجب تلبيته فورا. فكلنا نمر بهذه المرحله في حياتنا ثم نتعود تأجيل أشباع بعض أحتياجاتنا ورغباتنا للوقت المناسب. قد يدخر أنسان المال ليشترى شيء ما ثم تظهر حاجه أهم وأكثر الحاحا في حياته أو لمن يحب تجعله يؤجل تلبيه حياته مره ثانيه بعد أو أجلها أولا للأدخار. ولكن صاحب الشخصيه السوشيوباثيه يندفع لأشباع حوائجه بدون تفكير كثير في العواقب له ولغيره.
خامسا: عدم وجود ضمير أو واعز أخلاقي:
قلما يحس صاحب الشخصيه السوشيوباثيه بالذنب أو الألم أو الندم عما سببته تصرفاته وسلوكياته من متاعب وآلام للأخرين. وقلما أوقفه عن فعل شيء ما الواعز الأخلاقي أو الدينى. فأذا أعترض أحد الناس طريقه فلن يتردد في أزالته من طريقه بأي وسيله. قد يبدى بعض الأسف والأسى المفتعل بل قد يزرف الدموع ولكن هذا الأسف لا يصل الى قلبه.
ونتيجه عدم وجود أحساس بتأنيب الضمير لدى الشخصيه السوشيوباثيه فنجد أنه لا يوجد ما لا يستطيع عمله لا يوجد ضمير أو واعز أخلاقي ولكنه يتكلم عنهم للأستهلاك المحلى ولأحداث تأثير على الناس فقط.
سادسا: الكذب :
صاحب الشخصيه السوشيوباثيه يكذب ويكذب كثيرا , أحيانا لتحقيق أهدافه وأحيانا لتحسين صورته وأعطاء أنطباع جيد عنه أما الناس.
قد يكذب لتحقيق مكسب مادي بالنصب وقد يكذب لأستهزاء بالناس وقد يكذب حتى لا يعلم الأنسان ما يفعله أو ما يريد أن يفعل. وقد يكذب لأنه لم يعتاد قول الحقيقه. يكذب بسهوله وسلاسه وتلقائيه فلا يظهر عليه أي توتر وهو يكذب بل ويقسم بأغلظ الأيمان بسهوله لؤكد على كذبه.
الكذب عند صاحب هذه الشخصيه هو أسلوب حياه وتفكير. ومن الطبيعي أن لا يتذكر كل كذبه كذبها فسرعان ما ينكشف كذبه وسرعان ما يحاول تغطية كذبه بكذب أكثر مع الأعتزار وربما الدموع.
إن صاحب أو صاحبة هذه الشخصيه قد يكون مجرما عنيفا , أو مدمنا للمخدرات أو سارق ونصاب وقد يكون كثير الأعتداء على الأخرين جسديا.
قد يكون شخص متعدد العلاقات خارج الزواج يغش زوجته أو تغش زوجها كثيرا. ينفق المال بغير حساب لأحتياجاته والتزاماته ولكن لا يهمه مصالح الأخرين التي يدوس عليها بسهوله , وإن أظهر لهم عواطف سطحيه.
قد يكون صاحب هذه الشخصيه رجل أو سيدة أعمال ناجحين أو سياسي لامع لا يأبه بما يفعل أو من يؤذي ليصل لأهدافه من المال أو السلطه. يكذب بلا أدنى صعوبه بل ويكذب ما قال وبلا أدنى حياء.
صاحب الشخصيه السوشيوباثيه تظهر سمات شخصيته في أي دور يلعبه في الحياه , بل قد تكون هذه الشخصيه أحد أسباب نجاحه , لكنها تكون دائما سببا في متاعب الأخرين وآلامهم التي قلما يأبه لهم وإن أبدى بعض الأسف السطحي المؤقت. فصاحب هذه الشخصيه لا يستطيع أن يحب غير نفسه ولا يأسف لغيرها.