امل علام البدايه الجديدة فقط ... في هذا الزمان هناك من الآباء ينجبون أبناء لتحقيق نشوتهم وإرضاء كبريائهم لا يهتمون بحقوق هذا الإنسان الذي خرج إلى الحياة بذات وشخصية منفصلة يريدونه أن يكون عبدا لهم مسيرا على أهوائهم لا يهتمون بمشاعره ورغباته فمثلا نجد الأم تظهر أبنائها بملابس جميلة و كل زينتهم وذلك لإرضاء رغبتها بالفخر أمام الناس بأبنائها وللأسف أن أبناءها أصبحوا كالحقيبة التي تحملها أو السيارة الفارهة التي تركبها ألسنا نعيش في زمن الماديات ألا تخاف على أبنائها من الحسد. وكذلك عندما يوشك الابن على التخرج والالتحاق بالجامعة فبعضهم من يحددون للابن أو الابنة أي تخصص يختارون لا خيار للأبناء، وحتى لو امتلكوا الخيار فأنظر إلى الأم التي قد التحق أبناؤها بكلية الطب أو الهندسة فهي لا تنفك عن التحدث عنهم لأقاربها وأصدقائها أي أنها فقط أحبت أن يلتحق أبناؤها في تلك الكليات لتفتخر وتتكبر أمام الناس وللأسف ذلك يغرس في الأبناء حب ذاتهم والتكبر وليس حبا في العلم والمهنة وخدمة المجتمع. وعندما يقبل الابن أو الابنة على الزواج فهنا نرى عامل التفرقة بين الجنسين واضحا وفي كثير من الأسر حيث الابن له حرية في الاختيار وخياراته كثيرة ويضع شروطا كيفما شاء أما البنت المسكينة فهي لا تمتلك الخيار يجب عليها أن تقبل بمن وافق عليه والديها سواء منحرف كبير بالسن المهم أن يزوجونها فقط كأنها بلا مشاعر أو رغبات، وبعضهم يرفض كل من يتقدم لابنته ولا يرجع لها بحجة أنها يجب أن تكمل دراستها الجامعية وكأن تلك البنت لا تملك رأي. وتلك بعض من الأمثلة لظلم الآباء ويوجد غيرها الكثير. في الختام نرجو من كل الآباء أن يصبحوا أصدقاء لأبنائهم لا أسيادهم. تفضيل بعض الابناء على الاخر يبذل الآباء والأمهات قصارى جهدهم في ألا يفضل أحد من الأبناء على الآخر ولا يتميز بمعاملة خاصة مهما يكن وضعه الصحي أو النفسي أو الترتيبي بينهم. ولكن قد تميل شعرة الميزان ويفضل على إخوته ولو بطريقة لا شعورية الأمر الذي يزعزع الأمنوالاستقرار في الأسرة، ويشعل نار الغيرة بين الإخوان فتيل الحرب الباردة فيكره كل منهما الآخر ويحاولالنيل منه بصورة أو بأخرى وغالبا ما يكون الابن المفضل هو الاقوى، اذ يضمن السلطة الى جانبه... فاذا نشبت الحرب ولم يحاول الطرف الذي يشعر بالظلم وعدم المساواة الدفاع عن نفسه وتوضيح الأمورلوالديه وفضل الصمت على الكلام فالمصيبة أكبر؛ اذ تتزايد معاناته يوما بعد يوم. وفي هذه الحال أمامه طريقان، الاول الاستسلام والسلبية والضعف فيكبر بشخصية مهزوزة غير واثقة بخطواتها. والثاني ان يتحول الى شيطان متمرد متسلط لا يحترم نفسه ولا الآخرين، يأخذ كل ما يريد بالقوة والبطش ويكبر كارها أخاه الذي استحوذ على رعاية وحب والديه وحرمانه من أبسط حقوقه في الحب والعدل والمساواة. وفي الحقيقة يجب علينا المساواه في علاقاتنا العامة والخاصة لأنهما ركيزة الأمان والاطمئنان والمحبة والاخاء. وفي اعتقادي ان الآباء والأمهات أكثر الناس حرصا على هذا الجانب الانساني بين ابنائهم وبناتهم لانهم يدركون نتائج الاحساس بالظلم بين الابناء وما يتولد عنه من مرارة وتعاسة قد ترافقهم مدى الحياة، أو ربما تقودهم الى الانحراف والاجرام، أو ان يرتكب الابن حماقات في حق والديه تهز الاعماق وتدمر الوجدان وذلك تحت وطأة احساسه بأن ظلما قد وقع عليه، ولا اعتقد ان ظلم الآباء أمر متعمد حتى وان كان هناك ميل واضح لاحد من الأولاد ويميز على إخوته فقد يميل احد الوالدين أو كلاهما بعاطفته للابن البكر كونه بشارة السعادة والتجربة التربوية الأولى. ولكنه شعور ممتزج بالشقاء لانه غير ارادي وربما يولد لديهما احساسا بالذنب وفي الوقت نفسه هو حب لا تراجع فيه ولكن الواجب الأبوي يحتم عليهما توزيع الحب والرعاية بعدالة بالغة بين الابناء حتى في كلمات المدح والثناء البسيطة. وفيما يتعلق بحب الابن الاصغر المتعلق بأمه من أجل الأمن وبحكم الجاذبية الحسية والروحية التي تحكم علاقتهما الحميمة. وهناك بعض الآباء يميلون بعاطفتهم الى الأبناء الذكور دون الاناث لانهم امتداد للنسل والأصل والاسم، ولانهم الاقوى ويجب ان يتمتعوا بحقوق أوفر ليخرجوا الى معركة المسئولية الحياتية وهم متمكنون من ادارة شئونهم.