نبع من الحنان وفيض من العطاء لا ينفد ابدا في جميع صورها تجدها الام الصابرة المحبة المعطاءة المضحية بكل نفيس وغال من اجل ابنائها منذ وضعن نطفه في رحمها وحتى يصرن مسؤلون عنها يوما من الايام تجدها الابنة الحنونة والتي تخشى على ابيها وامها من نسمة مارة تجرحهما وتجد دموعها هي السابقة دائما اذا ما اصاب احدهما مكروها تجدها الاخت الكبرى دائما ولو كانت الاصغر تشعر بانها ام لاخوتها مسؤلة عنهم في قلبها دوما المحبة لهم والخوف عليهم تجدها زوجة محبة مطيعه معطاءة مستعدة للتضحية بكل شئ في سبيل اسعاد زوجها تلك هي المرأة في مجتمعنا عظيمة في كل صورها
ليست تلك هي الحقيقة الكاملة فبرغم رقتها ونعومتها وحنانها المتناهي والذي لا تستطيع اقلام وصفه بدقه الا انها قد تتحول الى قطه شرسة اذا ما حرمت من ابسط حقوقها فكما تعطي كل من حولها تقتضي الضرورة ان تأخذ وأن تهبها الظروف بكل من يحيطون بها كل شئ كما تعطي الحب بكل صوره وبكل صفاته تقتضي الضرورة ان شتعر به ان تشعر بأن هناك من يضحي بكل شئ من اجلها أن تجد من هو على استعداد للوقوف جنبا الى جنب معها مساندا ومقويا وحاميا لها تقتضي الضرورة أن تجد من هو على استعداد لآن يهبها السعادة بكل معانيها . السعادة الحقيقية لا السعادة الزائفة التي يختفي بريقها بمجرد اختفاء اسبابها كثيرا ما تلعن المرأة الظروف التي جاءت للدنيا لتجدها امامها قد تلعن ظروف والديها وتتمنى لو لم يلتقيا ليتزوجا وينجباها من البداية قد تلعن الظروف التي وضعت ذلك الشاب الوسيم في طريقها لتقع في حبه رغما عنها فتفاجأ بطعنه في ظهرها دون ان تدري قد تلعن الظروف التي اتت بابن الحلال الذي يرتضيه اهلها لتفاجأ بعد شهر واحد انه لم يكن سوى عريس الغفله كما يسمونه الذي جاء ليقلب حياتها رأسا على عقب ولتصبح حياتها حجيم لا يطاق
هذه الاسباب واكثر قد تجبر أي امرأة على ان تمسك بالسكين وتطعن قلب كل من سولت له نفسه جرح قلبها الرقيق بطبعه وجرح كرامتها العاليه الهامة عند الاغلب منهن بل قد تجبر الظروف امرأة على الثأر والانتقام لجرح غائر في قلبها بسبب مستغل لظروفها بسبب مستغل لضعفها قد تحولها كل هذه الامور لمخلوق غير معروف سماته لا تستطيع سوى الخوف منه والابتعاد عن طريقه قد تتحول جميلة الجميلات والبحر الهادئ الى بركان غضب الى بهر هائج تبتلع امواجه كل شئ في طريقه مهما بلغت قيمته
اوقات كثيرة قد تترك الام وليدها هاربة الى المجهول مضحية بأغلى من لها في الوجود بجزء من قلبها والسبب لن يكون هينا بل لابد من امر جد خطير حدث لتخرج عن شعورها ويصل بها الامر الى هذا الحد لابد ان هناك من اجبرها على ان تكره حتى ابنائها مرات عديدة سمعت من زوجات تنازلن عن حقوقهن كامله من اجل كلمة طلاق اقتربت من بعضهن سمعت الكثير واحدة تقول حريتي اهم وابنائي معي لا تهمني مجرد حقوق لن تمنح قلبي الراحة واخرى تقول اردت الخلاص فحسب ولم انظر الى كل هذه الامور التي لو انتظرتها لطا ل انتظاري كثيرا اغرب ما سمعته لو طلبوا مني التنازل عن ابنائي في سبيل خلاصي وحريتي لتنازلت دون تردد وباستنكاري وجدت اجابة واحدة بأنهم جزء من الرجل الذي جعلني اكره حتى ذاتي فليس بغريب ان اضحي بهم مادامو سبب تعاستي
المرأة الضحية في زماننا هذا ليست سوى ضحية لرجل ضرب عرض الحائط بخطبة الوادع لرسول الامة والذي وصى بالمرأة مرارا بكلمته التي لا تنسى على مر الازمنة رفقا بالقوارير
غفل بعض الرجال طبيعه المرأة اعتبرها وعاء لانجاب اطفاله واستمرار نسل عائلته المصونة اعتبرها اداة ووسيلة للمتعه واشباع عريزة حيوانية ليست اكثر من ذلك
غفل عن حقها عن واجباته نحوها غفل عن اهم شئ عن الحب عن العطاء عن اعطائها الشعور بذاتها متحججا بمشاغل الدنيا ومتطلبات الحياة التي لا تنهتي غفل عن اهم شئ لم يغفله رسول الامة محمد صلى الله عليه وسلم بالرغم من من انشغاله بحال امه باكملها بالرغم من مسؤلية البشرية التي كانت ملقاه على عاتقه
الانحراف اسباب وظواهر المرأة ليست هي الملاك الذي لا يخطئ ولكن خطؤها لا يكون دون اسباب واسباب قوية دفعتها دفعا لارتكاب خطأ في حقها وحق نفسها اهم الاسباب والدوافع التجاهل المتعمد والمستفز من جانب الرجل في حياتها ايا تكن درجه ارتباطه بها حبيب زوج حتى الاب والاخ التجاهل وعدم الاهتمام امر غاية في الخطورة على المرأة التي تبحث فورا عن بديل يملأ حياتها ويعطيها ما افتقدته من اهتمام بها وشعور بأنوثتها والذي لا يعطيها ذلك في الغالب إلا لمصلحه يرتضيها من ورائها مما يدفعها الى الارتماء في اقرب حضن يفتح لها بابه اذا ما انشكفت حقيقة الاخر ومن هنا تتنقل من واحد لاخر بدافع ملأ حياتها الفارغه وتقع في براثن الانحراف دون وعى منها لنجدها مسجلة ضمن مجموعة من الشخصيات الغير مرغوبة في المجتمع وتحمل على عاتقها كل المسؤلية
يقولون دائما فتش عن المرأة في كل جريمة تحدث وأنا اقول فتش عن السبب وراء ما يحدث لكليهما