- أمينة رزق.. نهر متدفق من العطاء ورمز للحنان والطيبة فجر المشاعر وانتزع الدموع - مديحة يسري لقبت بأم الفنانين رغم صغر سنها - شادية مثال للأم المضحية الحنونة في أفلامها وفاتن حمامة أم ارستقراطية في امبراطورية «ميم» - ملامح زوزو ماضي وميمي شكيب الحادة صدمت نموذج الأم المثالية الطيبة في السينما المصرية تقرير سالي مبروك كانت الأم محور أحداث أفلام زمن الفن الجميل فكان يفرد لها مساحات كبيرة إيماناً بدورها وقيمتها في المجتمع وتقديراً لها، فأطلت علينا أمهات هذا الزمن في السينما المصرية بوجوههن وقلوبهن الطيبة ومشاعرهن المثالية النبيلة وعطائهن المتدفق فاستطعن تفجير مشاعر الشجن والتعاطف وانتزاع دموع المشاهدين بسهولة بأدائهن المتميز من خلال أعمالهن الخالدة في ذاكرة السينما المصرية فنجد نماذج مختلفة للأم قدمتها السينما المصرية عبر تاريخها الطويل منها الأم المثالية بطيبتها ودفء ملامحها والتي برعت في تجسيد دورها بتراجيديتها الساحرة عذراء السينما المصرية أمينة رزق أم المصريين ومروراً بالأم الحنون شادية ومديحة يسري أما الأم القاسية والارستقراطية فكان لها مكان بسيطرتها وجبروتها أحياناً وغيرهن من نماذج لأمهات تلك الزمن الجيل والذي نرصده خلال هذا التقرير الذي يذكرنا بأهم وأبرز أمهات السينما المصرية عذراء السينما بداية استطاعت عذراء السينما المصرية وأم المصريين الفنانة العملاقة أمينة رزق أن تفجر مشاعر الجمهور بحنانها المتدفق وأدائها الدرامي ولمحاتها المثالية وقلبها الطيب وكذلك بانفعالاتها التي نقلتها خلال تاريخها الفني الطويل المميز رغم أنها لا تعرف الأمومة في الواقع إلا أنها برعت في تقديم دور الأم المثالية في الزمن الجميل باعتبارها زمنا للحنان وصاحبة خبرة وحكمة أعوام كفاحها الطويل فكانت ملامحها المليئة بالمشاعر الحانية مع مسحة الحزن والشجن سببا في تميزها وبراعتها في تقديم دور الأم المغلوبة علي أمرها والمطيعة لدرجة السذاجة تلك الأم الصامدة التي تقف بصلابة في مواجهة المحن فلا ننسي دورها في فيلم «دعاء الكروان» للكاتب طه حسين والمخرج هنري بركات لتقع فيه أمينة رزق أمام التناقض الكبير الذي تستلزمه العادات والتقاليد نجاة الخطيئة التي اقترفتها ابنتها هنادي وبين عاطفتها الأمومية وكذلك في فيلم «بداية ونهاية» الذي يعتبر علامة مهمة في تاريخ السينما المصرية فمثلت فيه رمز الحنان أمينة رزق دور الأم التي تواجه العواصف لكي تنجي العائلة، كما أنها كانت تريد حلاً في ساحات المحاكم من أجل نفقة لا تحصل عليها أبداً في فيلم أريد حلاً، إلي أن وصلت لمرحلة وقمة النضوج في تقديم دور الأم المثالية في فيلم أرض الأحلام مع فاتن الأحلام، ولا ننسي لها فيلم قنديل أم هاشم وغيره من الأعمال المتميزة حتي فيلمها الأخير في مشهد فيلم «ناصر 56» في صورة وهي تحث جمال عبدالناصر لتأميم القناة فوصلت إلي المجد والأداء التراجيدي مما جعلها أماً لكل المصريين والأم الروحية للجميع وخلاصة التضحية وطيبة والحنان والمثالية في السينما المصرية وليست مثالا للذكر كما يعتقد البعض. مواقف لا تنسي وصارت علي هذا النمط الفنانة فردوس محمد التي نجحت في الاحتفاظ بمكانتها المميزة في قلوبنا وعقولنا بأدوار ومواقف لا تنسي في السينما فاستطاعت رغم شخصيتها القوية التي لا تعرف الخضوع أو الضعف انتزاع الدموع وآهات الشجن من المشاهدين بموهبتها وصدقها في الأداء ولا ننسي دورها كأم شكري سرحان في فيلم «شباب امرأة» فكانت تحرص في أدوارها علي أبنائها. وكانت شادية مثالا للأم المضحية الحنون أيضاً التي اجبرتها الظروف والفقر علي أن تتخلي عن ابنتها وتعمل خادمة في البيت التي توجد فيه ابنتها دون أن تجد الجرأة لإعلامها بأنها أمها الحقيقية وذلك كان من خلال أروع ما قدمته شادية في السينما المصرية في فيلم «لا تسألني من أنا» وكذلك فيلم «المرأة المجهولة» وغيرهما من الأفلام التي لعبت فيها دور الأم وغنت فيها أشهر الأغاني الجميلة. عطاء متدفق كما كانت مديحة يسري أم الفنانين بحنانها وعطائها المتدفق كما يطلقون عليها في هذا الزمن فقد قدمت شخصية الأم في سن صغيرة أهمها كان دورها في فيلم «الخطايا» فكانت أما لعبدالحليم وحسن يوسف ووالدة نبيلة عبيد في فيلم «عريس ماما». أما الأم الضعيفة قليلة الخبرة في الحياة التي تميزت بتلقائيتها في تقديم دور الأم الفنانة الكبيرة كريمة مختار بملامحها الدافئة ومشاعرها الطيبة وسذاجتها وكان من أبرز أعمالها التي قدمت فيها هذا النموذج من الأمهات فيلم «ثمن الحرية المستحيل»، و«نحن لا نزرع الشوك»، و«مضي قطار العمر» و«الحفيد» و«أميرة حبي أنا» وغيرها من الأعمال المتميزة والتي برعت في تقديمها في أفلامها تغيير ملامح وشهدت السينما تغييرا في ملامح الأم التي قدمتها أمينة رزق ومثيلاتها في تقديم نموذج الأم المثالية الطيبة فنجد «تحيا كاريوكا» في دور أم العيال في فيلم «أم العروسة» للمخرج عاطف سالم قدمت دور الأم القوية المختلفة عن الأم العطوف الحانية. أما الأم الارستقراطية في السينما المصرية فقدمتها زينت صدقي نظراً لما توحيه ملامحها وطريقة أدائها من خلال فيلم «ست البيت» و«آثار علي الرمال» كما نجحت علوية جميل في دور الأم الارستقراطية أيضاً المتسلطة الحريصة علي الفوارق الاجتماعية وكان من أبرز أعمالها التي قدمت فيها هذا النموذج من الأم القاسية فيلم «طريق الأمل» و«التلميذة» وغيرهما من الأفلام الرائعة. كما مثلت زوزو ماضي نموذجا آخر صادماً لصورة الأم المعطاءة المضحية الحانية فهي الأم التي تعتبر أبناءها مجرد رصيد في معركتها الشخصية مع الحياة ولا تخرج عن الصورة الانتهازية التي تظهر بها في أعمالها وبرعت في تقديمها ولا ننسي دورها في فيلم «موعد مع السعادة» حيث شهد دورها تحولات من المرأة التي تريد أن توظف ابنتها وتزوجها حتي توفر لها دعماً ماديا وكذلك كانت الفنانة ميمي شكيب، ولكنها ظهرت علي الشاشة الفضية تلك الفترة بمسحة من الكوميديا ورغم أنها قدمت دور الأم في العديد من أعمالها إلا أنها كانت ملامحها وحركات وجهها لم تساعدها علي تجسيد دور الأم الشرقية بسماتها الخاصة وأدائها الصادق. إمبراطورية ميم ولا ننسي في هذا السياق إمبراطورية فاتن حمامة التي تألقت فيها بدور الأم الارستقراطية والتي لا تجد فرصة في نفس الوقت لرعاية شئونها الخاصة فمزجت ببراعة شديدة بين الأم الديمقراطية والأم المضحية الديمقراطية وذلك من خلال فيلمها «امبراطورية ميم». وأخيراً كانت آخر أمهات هذا الزمن الجميل في السينما المصرية «نجلاء فتحي» وأيضا نبيلة عبيد من خلال دورها في فيلم «العذراء والشعر الأبيض» مع شريهان وميرفت أمين التي قدمت دور الأم في فيلم «تزوير في أوراق رسمية».