امل علام ... السيدة الفاضله امل علام ... أرجو مساعدتي بعد أن استعصت علي مشكلتي ولم أجد لها حلا. وثقتي فيكم من بعد الله كبيرة. أنا شاب أبلغ من ابلغ من العمر 34 عاما من دولة عربية لكن أحمل جنسية أحد الدول الأوربية؛ تربطني علاقة عاطفية قوية وعفيفة مع فتاة من بلدي وتقيم بدولة أوروبية أخري غير بلدي الحالي. شاءت الأقدار أن تتحدث فتاتي مع أبيها بأن هناك من سيتقدم إليها؛ وكنا فعلا قد حددنا تاريخا لكي أتقدم لأبيها؛ هاج أبيها واخبرها بأنها مخطوبة منذ صغرها لابن عمها وهو مقيم أيضاً في دولة مجاورة لدولتها. أسقط الأمر في يدنا وأصبحت فتاتي لا شيء لها سوي البكاء وساءت حالتها كثيرا بعد أن شرع والدها في إجراءات الزواج؛ واستقدم ابن عمها ليقيم معهم في البيت لحين يوم الزفاف. تحدثت هي كثيرا مع ابن عمها أخبرته أنها لا تحبه وانه بهذه الطريقة سيدمر حياتها وحياته؛ لكن لا حياة لمن تنادي ؛ فلم يتفهمها ولم يتحدث مع عمه بل قال لها إنه يحبها ولن يتخلي عن هذا الأمر. وعندما اقترب موعد الزفاف اتفقت أنا وهي بأن تحمل جواز سفرها وتسافر لعندي بعد أن لم تستطع أن تأخذ لي موعداً مع والدها وحتى هذه اللحظة لم التق به أو أكلمه. اكتشفت فتاتي أن والدها يحتفظ بكل أوراق العائلة بصندوق لدي أحد البنوك واتصلت هي بإدارة الهجرة لتأمين خروجها لكن باءت كل المحاولات بالفشل. مع العلم أن الزفاف تم خلال 15 يوما من تاريخ تحدثها مع والدها. ليلة الزفاف تحدنا لأكثر من 5 ساعات وكان كل منا يبكي ويصرخ؛ ومن خلال بكاءها وعدتني بأنه مهما حصل فإنها ستطلق في أقرب وقت لكني قلت لها بأن هذا صعب وزوجها لن يعطيها هذا الحق كما أنني أخبرتها بان هذه المحادثة ستكون الأخيرة وأنني سأظل علي حبها ما بقي لي من عمر. بكيت ذلك اليوم كما لم أبك من قبل وساءت حالتي وصحتي النفسية وأخذت أتردد علي عيادة طبيب أمراض نفسية وكنت أتناول بعض العقاقير وأقوم ببعض التمارين الرياضية وذلك حسب متابعة الطبيب لحالتي؛ كما إنني فقدت وظيفتي وانطويت كثيراً علي نفسي وانقطعت عن العالم الخارجي. كنت أدعو الله أن يحفظها ويسعدها ، فقد كانت تستحق حياة جميلة ومميزة ، بعد بعد 6 أشهر من الزفاف أرسلت لي ايميل تسأل فيه عن حالي دون أن تحكي عن وضعها ؛ ولم أكن قد نسيتها ولم أنساها حتى هذه اللحظة. لم أرد علي رسالتها حتى لا أفتح لها جرحاً جديداً رغم أنني ما زلت أفتقدها وأبكي من أجلها ومن ما آلت له حياتي بدونها. بعد 8 أشهر من غيابها سافرت آنا لبلدي وعقدت قراني علي فتاة طيبة ومن أسرة طيبة وكان ذلك بشكل تقليدي وأيضاً نزولاً علي رغبة أهلي وإصرارهم علي بالزواج ، غم أن فكرة الزواج لم تكن أبداً في حساباتي. الآن وبعد مرور سنة من زفافها تلقيت منها مكالمة وقد رددت عليها بلهفة وقبل أن نسلم علي بعضنا بدأت هي تبكي وبكيت أيضاً وكانت من اللحظات الصعبة في حياتي؛ أخبرتني بأن العلاقة بينها وزوجها سيئة جداً وأن كل منهما له غرفته وأنها لا تطيقه رغم أنه طيب ويسعي كثيراً لإرضائها لكنها لم تستطع التكيف بالحياة معه وبأن زوجها قال لها بأنه سيصبر عليها كل العمر؛ لكنها لم تستطع. وسألتني عن وضعي وأخبرتها بأنني قد عقدت قراني لكنها بكت كثيراً وتعبت أكثر وقالت بأنها ستواصل في طلب الطلاق وبأنني لها ولن أكون لغيرها ولن تكون هي لغيري. سيدتي نحن نحب بعضنا بشكل خرافي جدا وهي لم تستطع أن تعيش حياتها الجديدة أو تنساني وأنا بنفس القدر وأكثر ما أعرفه أنها متزوجة من شخص هو قريبها ولن يعطيها حريتها مطلقاً، وأنها تعيش حياة لم تكن خيارها ولا تستطيع الاستمرار فيها، أيضاً أنني ربطت حياتي بفتاة لا أحبها لكن لا ذنب لها ، الصورة الواضحة أن كل منا مرتبط بشخص لا يحبه والوضع أصبح أكثر تعقيداً ، الآن نحن نكلم بعضنا كثيراً ونحكي ونبكي ونأمل؛ أنا أثق في ربي وقدري لكن من حقي حياة أحبها وأسعى إليها. رجاء ساعدوني الاجابه .... غريبة هي نفوس وطبائع البشر الممنوع دائماً مرغوب ، ومالا يتحقق من الأحلام يصبح كابوس يلاحقنا كل حين نتمناه ونلهث لتحقيقه مهما كبدنا ذلك من عناء و مشاق ، فالإنسان لا يشغله ما يملك بل هو مشغول دوماً عن ما يمكله بما لا يملكه ، يبحث عما ضاع منه ولا يلفت لما حصل عليه وما أتاه الله من نعم ، والبعض مستعد لأن يفقد ما اكتسبه في سبيل كسب ما خسره ، هي معادلة شديدة الصعوبة شديدة التعقيد تشبه عقد النفس البشرية ورغباتها وغرابتها في تحقيق المستحيل أحياناً ذلك المستحيل الذي لا زلت تحلم به أنت والحبيبة التي تزوجت وفي ظنك أن طلاقها مستحيل ولازال عندك وعندها الأمل ، هناك حكمة جميلة وإن كانت قديمة تقول " لا تعبر جسراً قبل أن تصل إليه" ،. أنت لا تعلم سر حكمة الله الذي لم يجمعكما معاً ربما لأن الخير في غيرها والخير لها في غيرك ، لكننا لأننا لا نعلم ، لا نرضي ، وربما حين نعلم لا نرضي أيضاً لأن أقلنا جُبل علي الرضا بالقضاء والقناعة بالقدر ، والحلم ليس عيباً ولا نقيصة فكل الأعمال العظيمة بدأت حلم وفكرة ، لكن أن تحلم بما ليس في إمكانك تحقيقه ، هنا يتحول الحلم إلي وهم مدمر ، فأنت تحلم بأن تطلق الحبيبة من زوجها لتتزوجها أنت ، وهل تسير الحياة وفق أهوائنا وهل تجري الأمور بهذه الخفة والبساطة ،لو ذلك كذلك لاتبع كل منا هواه دون ان يابه بأي شيء أو يبالي ، هناك محاذير كثيرة في طريق زواجك منن هذه الفتاة ، لا تتصور أني غير مقدرة لمشاعرك ومشاعرها ومدي ارتبط كل منكما بالآخر ، لكنني أري في طريق وصول كل منكما للآخر أشخاص آخرين لا ذنب لهم في جراح قد لا تندمل . فما ذنب زوجها وما ذنب خطيبتك وما قد ينتج عن ذلك من مشكلات بين عائلات فالزواج ليس اختيار شخصين ، فنحن نعيش في مجتمع ووسط عائلات نزل علي رغباتهم ، حتى وإن لم يتفق ذلك وما نهوي ، فأنت محكوم بالكثير والكثير من عادات وتقاليد وأصول واعتبارات كثيرة ، فهل أنت مستعد لمواجهة كل ذلك والصمود في وجه الرياح العاتية التي قد تأتيك من كل اتجاه لقد اختر لك القدر نصيبك ونصيبها فما بقي غلا ان يرضي كل منكما بقدر الله ويسلم لقضائه ، ودع الأمور تجري بمشيئة الرحمن وبما قدر لها أن تكون فمن يدري، لعل الله يجعل بعد العسر يسراً وبعد الشدة فرجاً . آمن بالنظرية الإلهية الرائعة" وعسي أن تحبوا وعسي أن تكرهوا " ودع الأمر بيد الله واطلب منه أن يقدم لك الخير وأن يعينك علي قدرك ، وارض بما قسم الله لك ، فاطرح التردد والحيرة جانباً وفكر ، بشيء من العقل فلا تدع عواطفك تحيدك عن الطريق السليم ، فلا ذنب لأحد فكل ما جري لكنها مشيئة الله التي جرت بما شاء وقدر ، فلا تضيف إلي التعساء ، أشخاصاً آخرين لا ذنب لهم ... لك منى خالص الامنيات بالتوفيق امل علام . تابعونا على الفيس بوك امل علام اريد حلا https://www.facebook.com/jalrhmn2#!/groups/amel.allam/