أنانية عنيدة ومهملة .. هل أطلق خطيبتي ؟ تحية طيبة وبعد: موضوعي يتلخص أنني اعمل بالكويت منذ حوالي أربع سنوات لم أخذ فيهم إجازة ومنذ حوالي عام طلبت مني والدتي النزول للزواج فرفضت النزول لظروف عملي. ولإصرار والدتي اتصلت بها وطلبت منها أن تفعل ما تراه مناسباً حتى أرضيها. فأبلغتني أنها وجدت لي إنسانة متدينة وعلى خلق وهذه هي التي ترغبها لي زوجة فوافقت بعد أن تحدثت مع الفتاة التي اختارتها لي عن طريق النت وقد تفهمت أن ظروف عملي لاتسمح لي بأن أنزل للخطوبة فوافقت أن تتم الخطوبة وأنا بالكويت وهي في مصر. ثم بعد ذلك بفترة طلبت مني أمي النزول لعقد القران فطلبت منها التأجيل لاستمرار نفس الظروف السابقة فرفضت وحرصاً على إرضائها طلبت منها أن يكون عقد القران بوكاله فوافقت ثم بعد ذلك طلبت مني أن أنزل أو أرسل دعوة لزوجتي لتكون معي بالكويت فطلبت منها بعض الوقت لترتيب ذلك. ثم فجأة توفاها الله ونزلت مصر لكي أراها قبل أن تدفن ولعمل اللازم. وكانت هذه أول مرة أرى فيها زوجتي عن قرب وفي خلال الأسبوع لذي جلسته لاحظت فيها أشياء كثير لم ألحظها من قبل فبدأت من داخلي أشعر أنها لن تكون الزوجة المناسبة لي وكان كل يوم يمر وأنا في مصر يقل حبها في داخلي أكثر نظراً لما لاحظته عليها .أولا لاحظت أنها لا تهتم إلا بنفسها ولا تشعر مما يحدث حولها ثانيا وجدت أنها تعطي أذانها لكل من حولها مستفزة لدرجة كبيرة في ردودها وأسلوبها فمثلاً في الظروف التي استدعت نزولي ظروف موت وحزن ورغم ذلك وأثناء وجودها معنا في هذة الظروف فوجئت أنها تريد الخروج معي للفسحة فاستعجبت منها ونظرت لها بذهول عندما طلبت مني ذلك. لا تحفل اذا كان هناك ضيوف قد جاءاوا من كل مكان لتقديم واجب العزاء وأنه يجب أن أكون موجود لاستقبالهم. بل فوجئت أنها تتطلب مني تركهم والجلوس معها وتلومني أنني لست مهتم بها. وجدت منها أنها أثناء وجودها ترفض المشاركة مع إخوتي في استقبال الضيوف وتقديم واجب العزاء مثل أن تقوم بتقديم القهوة وما شابه بل وجدتها تستكبر ان تفعل ذلك المشكلة الان أني قد رجعت للكويت وهي تتطلب مني الارسال في طلبها. لا اعلم ماذا أفعل أشعر أنها بعيدة كل البعد عن الانسانة التي أتمناها فطباعها لا أرغب بها وأشعر أنها صعبة التفاهم وعندما أطلب منها طلب وترفض وأحاول بشتى الطرق بإقناعها أجدها أنها تحاور بأي طريقة لكي تظل مصصمة على رفضها الآن ماذا أفعل مع العلم أنني لم أدخل بها حتى الآن؟ الاجابه ... إن كانت المسافة بينك وبينها كبيرة إلي هذه الدرجة فماذا عساك أن إلا أن تتركها ولو كانت هيه علي هذه الدرجة من الأنانية وعدم الوعي واللامبالاة ، أو عن كنت تري أنها علي هذه الصفات السيئة فليس من الضروروي أن تبني حياتك علي هذا الكم من الصفات السيئة ،إن كنت لا تري فيها أي صفة حسنة وتنفر من كافة صفاتها وسولكيتها ولا تعجبك تصرفاتها فلماذا تبقي عليها ، وإن كنت لا تري بينك وبينها أي توافق أو تواصل ، فلماذا الاستمرار ? إن كنت تخشي الله فيها الآن وتحسب حساب أن تظلمها فاستمرارك معها ظلم أكبر ، بل إنك لو تركتها الآن فالفرص أمامها ستكون أفضل من لو تزوجتها ثم لم ترضي عنها فتركتها ، وقتها سيكون أمامك خيار من اثنين إما أن تكمل الحياة معها علي مضض وتعيشا العمر تعساء أو تطلق سراحها ووقتها ستكون حقاً قد ظلمتها . أنا أري أن تحاول التفاهم معها الآن ، تتحدث معها لتعرفها أكثر وتعرفك هي أيضاً لتعرف ما تريده منها وما تحبه فيها لتستكشف مزاياها وتقترب منها أكثر ، وتلفت نظرها إلي السلوكيات التي لا ترضاها منها ، وتقرب المسافات بينك وبينها ، فقد تكون نقية بريئة لا تحسب لتصرفاتها حساب ، وقد تكون رعناء هوجاء لا تحب إلا ذاتها ،حكمك النهائي لن يتضح غلا بعد معرفتك بها تماماً ، و قد تكون عندها استعداد للتغير والتعلم والتقدم نحوالأفضل ، وقد تكون عنيدة تريد أن تبقي علي حالها وليذهب الكل إلي الجحيم ، في كل الأحوال يجب ألا يكون حكمك عليها إلا بعد معرفة كافية ، كي تكون خطوتك القادمة خطوة ثابتة واثقة سواء بالاستمرار معها وأنت واثق من حسن اختيارك أوالانفصال وأنت تعلم أنك قد بذلت كل جهدك ولم تقصر تجاهها وأنك حين تتركها فأنت تعلم انك لا تظلمها بل تنقذها من زيجة تخلو من السعادة والتفاهم ، الزواج ليس ارتباط شخصين متماثلين متطابقين ، ولا هو اختيار شريك يشبهنا في كل شيء ، لكنه اختيار آخر تسكن له الروح وترتاح له النفس ونشعر معه بالطمأنينة والدعة .ليس شطراً أن تكون العواطف حارة وجياشة لكن مهم أن تكون النفس مطمأنة والقلب مرتاح . و ليس شرطاً أن يكون الحب بين الطرفين جارفاً بل يكفي أن يكون هناك تواصل وتوافق وانسجام ورؤية للحياة شبه واحدة وتكافؤ وتفاهم علي أشياء كثيرة ، واختلاف أيضاً كل ذلك يؤدي إلي حياة هادئة مستقرة ، إن القضية ليست في اعتراضك الصامت علي خطيبتك وسرد سلبياتها بينك وبين نفسك ، فهل واجهتها بكل ما تقوله عنها أو حتي أشرت إليها من بعيد أو نبهتها أو عاقبتها ، ربما لو فعلت ذلك لتجنبت الكثير من الحيرة التي تعانيها ، ولا تنسي أن فترة الخطبة هي فترة تقارب وتعارف واختبار ، فلو اتفق الطرفان واتحدت وجهتي النظر فخيراً ، وإن لم يحدث بعد المحاولة فالأفضل للطرفين أن يتفرقا وليغن الله كلاً من سعته ، لكن أسوأ ما يمكن أن تفعله هو أن تتزوج وأنت غير مقتنع بمن تختارها زوجة ، لأن أعلي مراحل الرضا والتوافق تكون وقت الخطوبة . ولأنها قد تكون أفضل فترة يحرص فيها كل طرف علي إظهارأحسن ما عنده فهي فترة تعتبر بعد ذلك فترة الذكريات الحلوة التي يتحمل من أجلها الزوجان كل صعوبات الحياة بعد ذلك ، فلو كانت هذه هي فترة الخطوبة بالنسبة لك فماذا بعد الزواج وإن كانت سلوكيات خطيبتك هي أحلي ما عندها الآن ، فماذا بعد ، الزواج الذي هو رحلة عمر وشراكة حياة وليس مجرد نزهة وقتية وهو رحلة عمرطويل وليس رحلة سفر تستغرق عدة ساعات ، ولا يهم وقتها من يكون رفيقك خلال هذه الرحلة ، لذلك لا يحتمل تجارب قد تنجح وقد تفشل ، ومن الأجدي والأفضل ألا تقدم علي خطوة الزواج إلا بعد تأكدك من أن هذه الزوجة هي الأنسب والأصلح لك ، لأن نفورك الواضح منها يعني أن احتمالات الفشل قائمة لا محالة ،طالما لم تعالج أنت الأمر ، وتعرف أين تضع قدميك ، ف إن كنت تراها عنيدة أنانية تلتف حول ذاتها مستفزة لا تفكر إلا في نفسها ولا يهمها إلا ما يحقق لها أهدافها ، فهل تري بعد ذلك أي سبيل للتفاهم معها او الاتقاء معها في منطقة وسط ، القرار لك وحدك أن تستمر أو لا المهم أن يكون عن قناعة ، ودون تعجل ، فلا تظلم نفسك ولا تظلمها ، لا تكلف نفسك مالا تطيقه ولا تحملها فوق ما تحتمل ، فالاختيار السليم من البداية يجنب الجميع خسائر هم بالتأكيد في غني عنها في المستقبل .