كتب محمد محمود رفضت وزارة الدفاع السورية فتح خطوط تواصل بين “حزب الله” وشركات تركية تزود دمشق بالتجهيزات اللازمة لاستمرار التصنيع العسكري الثقيل، كما أعربت عن استيائها من طلب للحزب في هذا الخصوص، الأمر الذي يؤكد وجود مخاوف لدى الأخير من تأثر إمداداته العسكرية جراء سقوط النظام السوري. وكشفت مصادر عسكرية سورية رفيعة المستوى ل”السياسة”،امس، أن “حزب الله” طلب من مركز البحوث العلمية التابع لوزارة الدفاع السورية والمسؤول عن التصنيع العسكري الثقيل، التعرف عن كثب على طبيعة العلاقة بين المركز وبين الشركات التركية التي تزوده بالمواد والمعدات المخصصة أصلاً لتصنيع أسلحة للحزب، وفي مقدمها شركة “هيدرومودي” المتخصصة في صناعة المكابس الثقيلة التي تستخدم في تصنيع أجزاء الصواريخ, وشركة “يونيميتال” المتخصصة في تصنيع خطوط إنتاج بتقنية الشمع المفقود “واكس لاين بروجيكت” لتصنيع أجزاء في الصواريخ تحتاج الى دقة بالغة مثل التوربينات في مضخات محركات الصواريخ، حيث تعتبر هذه التقنية أدق من تقنية الانتاج بواسطة ماكينات الخراطة من نوع “سي إن سي” وأقل كلفة منها. وبحسب المصادر، برر الحزب طلبه بمعرفة المسؤولين عن الإنتاج في هاتين الشركتين بالمتطلبات الخاصة به، خاصة وانه يتلقى أغلب الأسلحة المصنعة بواسطة تجهيزاتهما، موضحاً أن ذلك يفتح الباب واسعاً أمام منتجات اضافية يحتاجها تعزيز قدراته العسكرية. وأكد الحزب أنه لا ينوي بأي شكل من الأشكال أن يحل مكان العملاء السوريين الذين يقتنون التجهيزات من تركيا لصالح مركز البحوث، كما طرح، وفقاً للمصادر، “من دون خجل” قضية استمرار تزود المركز بالتجهيزات والمعدات اللازمة من تركيا، على ضوء التدهور السريع في العلاقات بين البلدين. وكشفت المصادر أن “الوقاحة التي أبداها “حزب الله” سواء في مطالبته التعرف على العلاقات بين مركز البحوث والشركات التركية أو بتساؤله عن الخطوات التي ينوي المركز اتخاذها، أزعجت كثيراً المسؤولين عن المركز الذين وجهوا انتقادات شديدة في دوائر مغلقة لحزب الله الذي لم يتوان عن عض اليد التي تمتد إليه وتزوده بكل احتياجاته”. ورغم استياء كبار مسؤوليه, امتنع المركز عن تعكير الأجواء مع الحزب واكتفى بالرد بأنه لا يستطيع الاستجابة لطلبه، بحجة أن العلاقة مع الشركات التركية تدار بواسطة عملاء سوريين وأجانب. أما بالنسبة لاستمرار تزوده بما يحتاجه من معدات وتجهيزات في حال تفاقمت الأوضاع في سورية، فرد المركز بأن الأزمة الحالية “لا تعدو كونها زوبعة في فنجان”، وانه يملك ما يكفي من الطرق لاستمرار التزود بما يحتاجه مهما ساءت الظروف. ولفتت المصادر إلى أن طلب الحزب يشبه بشكل مثير للريبة طلباً إيرانياً قبل حوالي عام، بحجة أن جزءاً من تمويل المركز يتم تلقيه من طهران، إلا أن إدارة المركز رفضت الطلب آنذاك بلباقة استناداً إلى الحجة نفسها التي ردت بها على طلب “حزب الله”. واضافت المصادر الرفيعة ان المركز لا يرغب بأي شكل من الاشكال إدخال أي جهة على خط العلاقة بينه وبين الشركات التركية التي لا ترغب هي الاخرى بأن يظهر الى العلن ان منتجاتها تساهم في تصنيع أسلحة وصواريخ تصل في نهاية المطاف إلى تنظيمات إرهابية مثل “حزب الله”، الأمر الذي قد يؤثر سلباً على علاقات هذه الشركات مع جهات أوروبية، أو يضعها على لائحة الشركات الداعمة للارهاب على الأقل في الدول التي تعتبر “حزب الله” منظمة ارهابية، وفي مقدمها الولاياتالمتحدة. وفي سياق متصل، أشارت المصادر الى ان مركز البحوث العلمية على علاقات وطيدة مع معهد “توبيتاك” التركي، وهو معهد حكومي متخصص في البحث والتطوير العسكري، بما في ذلك المنظومات الستراتيجية ومنظمات توجيه الاسلحة، ويدير مشاريع عدة بينها ذخائر وصواريخ مضادة للدبابات وذخائر للراجمات ولصواريخ ارض – جو، مشيرة الى ان هذا التعاون الستراتيجي بين سورية وتركيا يتناقض مع مواقف أنقرة المعلنة ضد النظام السوري لاستمراره في القمع الدامي للتظاهرات السلمية المطالبة بإسقاطه.