رسالة الى أخى أخى الحبيب أبو يوسف أسعد الله أوقاتك بالخير فى جو من الهدوء وراحه البال نجلس الأن ...أخى الحبيب دائماً وأبداً تتلاقى الكلمات فى حوار جانبى بين ظلال أشجار وقت الأصيل ويطيب الحديث ويطول بين أخوين بالحب تعارفا وبالإحترام تمايزا ؛ وبسكون وهدوء الخواطر أنسجما بحلو الكلام وطلاوة الأفكار فلنبدأ حديثا اليوم بكلمات أحضرت نفسها لخاطرى دون تذكر أونسيان قائلها : حتى سليمان ما تم الخلود له ** والريح تخدمه والبدو والحضر دانت له الأرض والأجناد تحرسه ** فزاره الموت لا عين ولا أثر وتتبارى حروف الكلمات حاضرة واضحة للعيان لإبو العتاهية: لا تَأْمَنِ الموتَ في طَرْف وفي نَفَس ولو تَمَنَعْتَ بالحُجَّابِ والحَرَسِ فما تزالُ سِهَامُ الموتِ نافذةً في جَنبِ مُدَّرعٍ منّا ومُتَّرسِ ما بالُ دينكَ تَرْضَى أن تُدَنِّسَهُ وثوبُك الدهر مَغسولٌ من الدَّنَسِ ترجو النَجاةَ ولم تَسْلُكْ مسَالِكَها إن السفينةَ لا تجرِي على يَبَس وأذكر نفسى بكلمات لشعر مايحضرنى أسم قائلها وأترك الأسماء لشباب أخى ينعم وبالذاكرة تحفظ ما خطة الشيب والزمان بحالى : يا ابن آدم لا تغررك عافية عليك شاملة فالعمر معدود ما أنت إلا كزرع عند خضرته بكل شيء من الأوقات مقصود فإن سلمت من الآفات أجمعها فأنت عند كمال الأمر محصود ويختصر المسافات والأفكار عنى أبيات متفرقة من شعر تمت فما على نقصان دلت وأستظلت ... أستظلت بروح الحكيم قائلها وتتواصلت عبر السنين وأدلت وأصدحت بالعبر لى ولك فما أوريتها ؛ وما ألبستها ظلال السهو عن ذكرها فى المقام والمكان عندك: للموت فينا سهام وهى صائبة .. من فاته اليوم سهم لم يفته غد **** إذا تم أمر بدا نقصه ... ترقب زوالا إذا قيل تم *** وأذكر نفسى وأياك أخى فى طيب الحديث وتوارد الأفكار بينك وبينى لإستحضر كلمات أبو البقاء الرندي:- فلا تنس يوماً تسجَّى على سريرك فوق رقاب النَفَر أترجو البقاء وهذا محال ولله عز وجل البقاء فلو كان للفضل يبقى كريم لما مات من خلقه الأنبياء تموت النفوس وتبقى الشخوص وعند الحساب يكون الجزاء وأسأل والحزن يلف جوانحى عن الدار والديار أبو العتاهية فيرد ولايردنى ولايترك لكلماتى الحيرة والجهل بكلمات دلت على السؤال وأفاض وحكى بالحوار أشعار فهل سمعت عنها أخى ؟؟ وعن أخبارها فى سالف الدهر .. ولما أخى لم تخبرنى عنها ؟؟؟ فهل تذكرنى بها بلطف وتزيد من سرد حكايات أبو العتاهية لى وعنى : سألت الدار تخبرني عن الأحباب ما فعلوا فقالت لي أناخ القوم أياماً وقد رحلوا قلت فأين أطلبهم؟ وأيّ منازلٍ نزلوا فقالت بالقبور وقد لقوا والله ما فعلوا أناسٌ غرّهم أملٌ فبادرهم به الأجل فنوا وبقي على الأيام ما قالوا وما عملوا وأثبت في صحائفهم قبيح الفعل والزلل فلا يستعتبون ولا لهم ملجأ ولا حيل ندامى في قبورهم وما يغني وقد حصلوا ولن أمل أبداً حديثاً لأخى الحبيب والقريب أبو يوسف وأطلت الحديث بكرم منك وكيف لى الملل من حديث أخى وهو لم يذكرنى بعد بكلمات أبن المعتز : خلى الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التقى واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر مايرى ولاتحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى وكلمات عبدالله بن المبارك: رأيت الذنوب تميت القلوب ويتبعها الذلّ إدمانها وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها وهل بدلّ الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها وباعوا النفوس فلم يربحوا ولم تغل في البيع أثمانها لقد رتع القوم في جيفة يبين لذي العقل إنتانها لم ننهى الحديث بعد وأقبل شفق الليل ثالث مجلسنا وبذوق الحديث طالبنا بالإنصراف ومعاودة اللقاء ... لقاء الحب والإخاء فى حديث أخر فى وقت أخر وبكت أشجار بستان الحوار على فراق الأحباب على أمل اللقاء فى حوار جديد ومداولات فكرية بين أخوين ودمتم سالمين أخيك أبو يوسف