صادف أمس مرور عشر سنوات على اجتياح موجة "تسونامي" الهائلة بالمحيط الهندي والتي أودت بحياة أكثر من 200 ألف شخص ودمرت المجتمعات الساحلية من إندونيسيا إلى الصومال، ويؤكد كبار المسئولين في الأممالمتحدة أن العالم اليوم أكثر استعدادا لمواجهة هذه الكوارث. وأكدت مارغريتا والستروم، رئيسة مكتب إستراتيجية الأممالمتحدة الدولية للحد من الكوارث في بيان صحفي صدر اليوم بمناسبة الذكرى قائلة "عشر سنوات بعد كارثة تسونامي في المحيط الهندي، اتخذت تدابير هامة لجعل العالم أكثر أمانا ضد الكوارث.. لدينا الآن نظم الإنذار المبكر أكثر كفاءة وإجراءات إخلاء أفضل". وأضافت "هناك أيضا قدر أكبر من الفهم والوعي على الصعيد العالمي للضرر الواسع الذي يمكن أن تلحقه الكوارث بمجتمعاتنا". وذكرت أنه منذ كارثة تسونامي في المحيط الهندي واعتماد إطار عمل هيوغو في عام 2005، كانت هناك تغييرات كبيرة في التفكير العالمي بشأن قضايا الحد من مخاطر الكوارث. وأشار البيان الصحفي إلى أن نظام تحذير تسونامي المحيط الهندي، والذي يوفر الآن التنبيهات من خلال ثلاثة مراكز مراقبة إقليمية -في الهند وإندونيسيا وأستراليا- وعبر شبكة مكونة من 26 مركز معلومات تسونامي وطنيا "يعد تدبيرا رئيسيا منقذا للحياة"، وقد نجح النظام في عام 2012، في نشر تحذيرات مبكرة في غضون ثماني دقائق من وقوع زلزال باندا اتشيه بإندونيسيا. وفي الوقت نفسه، أوضحت السيدة والستروم، أنه يتعين أن تبنى المناطق بطريقة تنطوي على المسئولية وأكثر استدامة، والتأكد من أنها قادرة على تحمل وطأة المخاطر المستقبلية، وكانت لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ، الإسكاب، وحكومة الهند قد أعلنتا عن منح مبلغ مليون دولار لصندوق اللجنة المخصص لمواجهة تسونامي والكوارث في المحيط الهندي ودول جنوب شرق آسيا، وفي بيان صحفي للترحيب بهذه المنحة أعربت شامشاد أختار الأمينة التنفيذية للجنة الإسكاب عن سرورها للعمل مع الحكومة الهندية لتعزيز أنظمة الإنذار المبكر الإقليمية، وضمان تلقى المجتمعات معلومات الإنذار في الوقت المناسب في حال وقوع كارثة. ومن جانبه قال تيد شيبان، مدير برامج صندوق الأممالمتحدة للطفولة، اليونيسف، "لقد كانت هناك دروس مستفادة من عملية الإغاثة خلال كارثة تسونامي غيرت جذريا الطريقة التي نعمل بها"، وأكد في بيان صحفي "لقد تصدرت مساعدة البلدان المتضررة من الكوارث مثل كارثة تسونامي الأولوية لإعادة البناء بشكل أفضل، بناء مدارس ذات مرونة في مواجهة الزلازل، وإدخال مصادر المياه النظيفة وضمان قيام المدارس بإعداد الأطفال لمواجهة حالات الطوارئ وتحسين التدابير القانونية والاجتماعية لحماية الأطفال".. ويشمل برنامج اليونيسف للتعليم في الفلبين، تدريبات الطوارئ في المدارس التي تساعد على إعداد الأطفال لمواجهة الكوارث المحتملة، بما في ذلك الأعاصير التي تضرب البلاد بانتظام، وفي الوقت نفسه، في لاوس ودول أخرى في المنطقة، قامت اليونيسف بتثبيت المضخات اليدوية المقاومة للكوارث في المدارس.