وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحديد النسل بأنه نوع من الخيانة، قائلّا: إنه يهدد السلالة القومية، كما عبر عن اعتقاده بضرورة أن ينجب كل زوجين ما لا يقل عن ثلاثة أطفال، كما جاء في صحيفة الإندبندنت البريطانية أمس الخميس. جاء هذا في حفل زفاف نجل حليف أردوغان، رجل الأعمال مصطفى كفيلي، والذي حضره الرئيس التركي مع زوجته، وحث العروسين على إنجاب أربعة أطفال كحد أدنى للمساهمة في نمو الثروة السكانية التركية، والتي شهدت تراجعّا في معدل المواليد خلال السنوات القليلة الماضية. وعلى ما يبدو فإن تعداد السكان الذي بلغ أعلى معدلاته عام 2009، يمثل هاجسّا مستمرّا للرئيس التركي الذي يزعم أن تراجع معدلات النمو السكاني يؤثر بالسلب على الاقتصاد الوطني. وبحسب ما ذكرت مؤسسة "راديكال" التركية للأخبار، فقد قال أردوغان وهو أب لأربعة أبناء: "إنه لا يكفي أن يحظى المرء بابن أو اثنين، فنحن بحاجة إلى الشباب القوي والنشط حتى تصبح بلادنا أكثر قوة وازدهارا". وأضاف "لقد انخرط المعارضون داخل هذا البلد في تحديد النسل لفترات طويلة بهدف تجريف أجيالنا القادمة". ووفقا لبحث أجرته جامعة "هاسيتيب" فقد تأخر سن الإنجاب للمرأة التركية ليصبح من 25 إلى 29 عامّا بدلّا من 20 إلى 24 عامّا، إلا أن 26% من التعداد السكاني تقل أعمارهم عن 15 عامّا، و50% من السكان لا تزيد أعمارهم عن 30 عامّا. وقال أردوغان "إن طفلّا واحدّا يعني الوحدة، وطفلين يمثلان الترابط، وثلاثة يشكلون توازنّا، أما أربعة أبناء فيمثلون السعادة والاكتفاء". جاءت تلك التعليقات لأردوغان بعد ما صرح به الشهر الماضي من ضرورة أن تتمسك المرأة بمرحلة الأمومة، قائلّا: إنه من الصعب شرح ذلك لأنصار حقوق المرأة الذين لا يهتمون بالأمومة ولا يدركون قيمتها. كانت اتهامات قد وجهت للحكومة ذات المرجعية الإسلامية، والتي يصفها معارضوها بالمتشددة، بأنها تسعى لتهميش المبادئ العلمانية للدولة، وأنها تحد من الحريات المدنية للمرأة. وكما عمد أردوغان إلى تجريم الإجهاض نهائيّا في تركيا منذ نحو العامين، فقد قال أيضّا إنه يعارض عمليات التوليد القيصرية واصفّا إياها بأنها تعصف بالحضارات، إلا أنه تم الإبقاء على العشرة أسابيع للحمل كحد أدنى قبل اللجوء للجراحة، وذلك بعد أن تظاهرت عشرات النساء في العاصمة التركية إسطنبول رافعين لافتات "إنها بطوننا، ومن حقنا أن نحصل على العملية القيصرية". من ناحية أخرى، فقد تم وصف أردوغان بأنه يحارب حرية الرأي والتعبير بعد معاقبة 24 صحفيّا بالحبس في وقت سابق من هذا الشهر، ما دفع الصحفيين للتظاهر أمام المقر الرئيسي لجريدة "زمان" التركية مرددين هتافات "لا يمكن أن تخرس الصحافة الحرة".