انقرة (رويترز) - قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يوم الثلاثاء إن حكومته تعتزم سن قانون بشأن الاجهاض في تحرك من المرجح ان يصعد الخلاف بشأن هذه الممارسة التي وصفها الزعيم التركي "بالقتل". واثار اردوغان غضب الجماعات المدافعة عن حقوق المرأة ونواب المعارضة والاعلاميين في مطلع الاسبوع عندما القى خطابين ناريين هاجم فيهما عمليات الاجهاض والولادة القيصرية ووصفها بأنها مؤامرات "سرية" تستهدف وقف نمو الاقتصاد التركي. وقال ان الاجهاض "قتل". وقال اردوغان لمئات من الاشخاص لدى افتتاح مستشفى جديد في اسطنبول "نحن نعد قانونا بشأن الاجهاض وسنسن هذا القانون." والاجهاض قانوني في تركيا منذ 1983 حتى الاسبوع العاشر بعد الحمل. ويريد اردوغان ان تكون تركيا التي يسكنها 75 مليون نسمة من بين اكبر عشر اقتصادات في العالم بحلول 2023 عندما يبلغ عمر الجمهورية التركية مئة عام. وارتفع دخل الفرد لثلاثة امثال في السنوات العشر الاولى له في السلطة. ويدعو اردوغان وهو محافظ دينيا واجتماعيا الاسر الى ان تنجب ثلاثة اطفال على الاقل. وقاطع اردوغان الشهر الماضي رئيس الوزراء الفنلندي خلال مؤتمر صحفي في انقرة ليشير الى ان على الفنلنديين ان ينجبوا ثلاثة اطفال على الاقل. وخلال زيارة لقازاخستان الاسبوع الماضي ابلغ اردوغان رئيس وزرائها ان شعبه يجب ان ينجب خمسة اطفال. كما كرر رئيس الوزراء التركي رفضه للولادات القيصرية قائلا انها ايضا ليست سوى "عملية" للحد من نمو السكان لان النساء اللائي يخترنها قد لا ينجبن اكثر من طفلين. وفي اعقاب التعليقات الاولية لاردوغان اعلن وزير الصحة التركي مطلع الاسبوع عن خطط لمعاقبة المستشفيات التي تقوم بعمليات ولادة قيصرية "غير ضرورية" واصفا اياها بانها غير طبيعية. وتشير ارقام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ان تركيا تحتفظ بمعدل مرتفع للولادات القيصرية تجاوز 40 في المئة من المواليد الاحياء في 2009. ولا تزيد عن هذه النسبة بين دول المنظمة سوى البرازيل والصين. وتوصي منظمة الصحة العالمية بنسبة تصل الى 15 في المئة. كما تعاني تركيا من اعلى معدل لوفيات الاطفال بين دول المنظمة. ورغم تراجع معدلات الاجهاض باضطراد منذ اصبحت هذه الممارسة قانونية عام 1983 فإن كثيرا من الاتراك يختارون ان ينجبوا عددا اقل من الاطفال. ونظمت ناشطات في مجال حقوق المرأة مظاهرة صغيرة خارج مكتب اردوغان في اسطنبول يوم السبت في حين هاجمت اخريات رئيس الوزراء في وسائل الاعلام الاجتماعية. وقال نائب بارز من حزب الشعب الجمهوري وهو اكبر احزاب المعارضة العلمانية ان اردوغان يجب ان "يتوقف عن التدخل في الاختيارات الشخصية للنساء وان يدير شؤون البلاد". (اعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)