بابا نويل في مصر!

مالك ياوالدي قاعد ليه على الأرض كده وشكلك مش نايم ومتبهدل!!... وبعدين أنا بشبه عليك!!
- يبدو عليك أنك لا تعرفني... لقد اعتقدت أني معروف في بلدكم... ولكني أجد الناس تنظر لي بتهكم واستغراب شديدين
= إيه اللغة العجيبة دي ياعم....لا عارفك... بس... تايهة عن دماغي "أوكسيم" بالله... استني كده..... أنت أبو منير بتاع الهدايا!!
-أبو منير !!... اسمي بابا نوويل.. ووظيفتي هي إسعاد البشر في رأس السنة
= أيوه أيوه بابا نويل... والله أنا بحبك أووي وكان نفسي تيجي مصر عشان أشوفك وآخد منك هديه وفنضام
-فنضام!! ماذا تقصد!
= قصدي ملبس يعني المهم فكك.. احكيلي بس إيه اللي بهدلك كده يا أبو نويل... اسمحلي أدلعك بقى وكده هاهاها!!
-لقد جئت إلى مصر في هذا العام لكي أسعد المصريين وخاصة الأطفال المصريين... تركت أمريكا هذا العام من أجلكم
= أنت عبيط يا أبو نويل تسيب أمريكا!... احكيلي بس حصل إيه؟!
-لا يوجد شئ... ما حدث هو
= هتقولي لا يوجد شيء "ومفيش" والجو ده وتبتدي ترغي نص ساعة بعدها... أنت لحقت تتعدي من المصرين يا نويل
-دعني اكمل لك ماحدث...نزلت من المطار واستقليت تاكسي أبيض لطيف...وسألته اريد أن اذهب إلى أكثر الأماكن التي تتجمع فيها الأطفال...فقال لي سأخذك إلى ميدان الجيزه وعندما ركبت قام بأغلاق عداد التسعيره...واخبرني أن هذه عادات مصريه في رأس السنه.. وقال لي" كل سنة وأنت طيب يا بركة"... وفي نهاية المشوار طلب مني 300 دولار نظير حساب التوصيل... وبالفعل دفعت... وعندما تحركت قليل وجدت أطفال تجلس تحت الكوبري فذهبت اليهم لكي اعطيهم الهدايا.... واأالعاب... فقامو بجذب حقيبه الهدايا من يدي وتشاجروا سويا وخطفوا الهدايا من بعض... ورفع عليا أحدهم آلة حادة عرفت فيما بعد أنها تسمى مطواة... وقال لي: "أنا مخدت حاكه.. طلع اللي معاك بدل ما أغزك هنا".
وبالفعل أخذ كل ما أملك من هاتف نقال وأموال... وجاءت مجموعة من النساء... وقالوا لي لو لسه معاك زيت وسكر والحاجات اللي كنت بتوزعها دي إحنا ممكن نديك صوتنا....
لم أفهم ماذا يقصدون... ولكني تركتهم... وركبت أحد الأتوبيسات الكبيرة التي تذهب إلى منطقة تسمى إمبابة والمطار لكي أعود إلى بلدي... وفي أثناء سير الأتوبيس توقفنا في نقطة تفتيش... ودخل أحد رجال الشرطة عرفت فيما بعد أن اسمه أمين
= ياعم ده مش اسمه... ده وظيفته أمين شرطة... والمطار ده مش مطار القاهرة الله يخربيتك... المهم كمل
-قال بصوت مرتفع "الشيخ أبو دقن بيضة... ينزلي"....لم أكن أعرف أنه يقصدني... ولكني وضحت له أني لست مصريا ولست شيخا... أنا بابا نويل.. مسيحي يعني وكده
لم يتركني إلا عندما جاء شرطي كبير وقال له اتركه ده بابا نويل يا.. واعتذر لي عندما حدث
وبالفعل عندما ركبت وعندما علم السائق أني لا أملك تمن الأجرة قام بإنزالي هنا في نصف الطريق
=يا عيني يابا نويل.. ده انت اتبهدلت... طب أقدر أساعدك إزاي؟!
- أريد مائة دولار لكي أستقل تاكسي للسفارة حتى يقوموا بإرجاعي بلدي
=إيه ؟! 100 إيه !! طب ثواني يابونويل..
-رايح فين !! لا تتركني أرجوك.
=لا تقلق أبي نويل.... هاجيب طابع بوسطة واجيلك... متتمشيش يا أصلي
-حسنا في انتظارك.
ومازال ينتظر‬.