تعتبر محافظة الشرقية من المحافظات الغنية بالآثار، فالبعض يشير إلى وجود ثلث آثار مصر بها لكن الدولة تركتها فريسة للصوص، يكفي أن وازرة الآثار لم تدرجها ضمن المناطق الأثرية، رغم أنها تحتوي على أكثر من 165 موقعًا أثريا دون غيرها من محافظات الوجه البحري ومن أشهر هذه المناطق: آثار تل بسطة بمدينة الزقازيق، وصان الحجر بمركز الحسينية، وقرية قنتير وتل الضبعة بمركز فاقوس. إهمال الدولة للمواقع الأثرية بالشرقية شجع اللصوص على سرقتها، وليس ما حدث في صان الحجر ببعيد، حيث قام اللصوص بسرقة آثارها وباعوها وأصبحوا من الأثرياء، الغريب في الأمر أن صان الحجر تحتوي على ثلث آثار مصر وتضم عددًا كبيرًا من المقابر للرعامسة، فآثارها تُعد نسخة طبق الأصل من آثار الأقصر، وعلى الرغم من ذلك فهي ليست مُدرجة في البرامج السياحية وأسقطتها وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للآثار من حساباتهما طوال سنوات. وقال مدير منطقة آثار الشرقية هشام عبد المؤمن إن المكان غنيّ بالثروة الأثرية إلا أنه يحتاج إلى مزيد من الرعاية والعناية. وأشار عبد المؤمن إلى أنه بدأ منذ أربع سنوات في مشروع تطوير للمنطقة وهو إنشاء مدخل جديد للمكان ومُتحف للموقع ومسرح ومتحف مكشوف وجراج خاص للسيارات بالإضافة إلى عددٍ من المباني الإدارية. وأضاف أن وجود مركز تدريب للشرطة في قلب منطقة تل بسطة التابع لمحافظتي الشرقية والقليوبية يصيب الأفواج السياحية بالذُعر، بسبب صوت الأعيرة النارية، ورغم وجود قرارات إزالة للمركز ونقله إلى صحراء بلبيس فإنه ما زال حبيس الأدراج. أكد أن سبب ضعف الإقبال السياحي على المحافظة يرجع لقوة منافسيها من الناحية السياحية والتي يأتي في مقدمتهم، الأقصر وأسوان والجيزة، وسقارة، هذا إلى جانب افتقار المحافظة إلى الخدمات السياحية من مياه صالحة للشرب ومواصلات وفنادق على مستوى عالٍ وغيرها من جميع سُبُل الراحة للسائح، مشيرًا إلى أن معظم المناطق الأثرية خصوصا منطقة تل البسطة التي تمتد لتصل إلى 120 موقعًا أثريا لم يتم تنقيبها وذلك لضعف الاعتمادات المالية المخصصة لذلك.