أكد الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر بالدقهلية، أن على الإنسان أن يعلم أن مقاصد الشريعة خمس أشياء وهى حفظ النفس وحفظ النسل وحفظ المال وحفظ الدين وحفظ العرض، مشيرا إلى أن علماء العصر الحديث أضافوا مقصدا سادسا وهو الحفاظ البيئة. جاء ذلك خلال الخطبة التي ألقاها اليوم بعنوان "نعمة المياه والحفاظ عليها"، مضيفا أن الحفاظ على الماء من له أهمية كبرى فنحن لا نعرف قيمة الشيء إلا إذا افتقدناه فلا يعرف قيمة الماء إلا من يعيش في صحراء، فالماء هو الحياة وصدق الله إذ يقول "وجعلنا من الماء كل شيء حى أفلا يؤمنون". وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى أنعم الله على مصرنا بنهر النيل وقد حذرنا الله من الافساد في الأرض فقال "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها" وللأسف الشديد لم نستمع لهذا التحذير ولوثنا ماء النيل بفعل فاعل بثقافة غريبة دخيلة علينا لايمكن تجدها على سطح الأرض. وتعجب من أمة تلوث وتلقى قمامتها ونفاياتها في مصدر حياتها، وهو المياه لتتحول إلى مصدر للمرض وجميع الأديان وجميع القوانين الوضعية تحرم وتجرم الاعتداء على البيئة وخاصة المياه. وأضاف: "لو عدنا إلى التاريخ المصرى القديم كان يقول المصرى القديم " أنا أدخل الجنة لأنى لا ألوث ماء النيل فكان من قناعته أن تلويث مياه النيل جريمة وكبيرة تستحق دخول النار بل كانت القوانين تحذر من انبعاث روائح كريهة في البيئة المحيطة بك فأين نحن من ذلك ومنا من يلوث ويلقى نفايته وقمامته في النيل وتلقى المصانع نفايتها دون الم من ضمير وقال لن يقبل الله صلاة ولا عبادات من يلوث مياه النيل ويتسبب في تدمير البيئة أن أي دولة تتمنى نهرا مثل النيل لكى يكون سبب حضارتها ورقيها فكيف ندمر فيه بهذا الشكل وقديما قال هيردوت (مصر هبة النيل) وتغنى الشعراء بالنيل ولذلك أطالب الرئيس السيسي أن يضع قوانين خاصة للنيل وعقاب رادع لمن يتسبب في تلويثه". وأضاف أن القاهرة كانت تسمى باريس الشرق لأن نفس المهندس (هوسمان) الذي خطط باريس هو الذي دعاه الخديو إسماعيل لتخطيط القاهرة وحول نهر النيل ليمر وسط القاهرة كما يمر نهر السين وسط باريس. وتساءل هل سلوك المصريين مع نهر النيل مثل سلوك الفرنسيين مع نهر السين الحقيقة المرة أن المواطن الفرنسي يستحيل أن يلقى ورقة أو حتى عقب سيجارة في نهر السين من قناعة ذاتية مشيرا إلى أن كثير من المصريين يدمر في مصدر حياته حتى اصبحنا من الشعب الأول على الارض مرضي بفيروسات الكبد بسبب التلوث فلابد أن نقتدى بسلوك انسانى يجعل أولى اولوياته الحفاظ على البيئة ومنها المياه الأمراض ليست قضاء وقدرا ولا صدفة وانما بسبب سلوك وثقافة فهناك أكثر من 63 موضعا في القران يتكلم عن الماء دليلا على أميته ووجوب الحفاظ عليه والنيل هو سبب الحضارة والرفاهية في تاريخ مصر القديم والحديث. وأكد على أنه لابد أن نغير من ثقافتنا إلى سلوك متحضر يحافظ على مصادر نعمته وسبب حياته "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".