من المعلوم ان مقاصد الشريعة خمس اشياء حفظ النفس وحفظ النسل وحفظ المال وحفظ الدين وحفظ العرض وعلماء العصر الحديث زادوا مقصد سادس وهو حفظ البيئة والحفاظ على الماء من اهم مايحافظ على البيئة لاتعرف قيمة الشيء الا إذا فقدته فلايعرف قيمة الماء الا من يعيش في صحراء فالماء هو الحياة وصدق الله اذ يقول ( وجعلنا من الماء كل شيء حى افلايؤمنون ) ولذلك هل فكرت مرة قبل ان تشرب كوب الماء كيف ياتيك الماء نظيفا عذبا وماهى دورة الماء على الارض وحكمة الله في التقدير الدقيق انها عملية دقيقة وحكيمة حيث جعل الله نسبة البحار والمحيطات في الارض ثلاثة ارباع تقريبا والربع اليابس ومن هذه المساحة الضخمة تتبخر المياه إلى طبقات الجو العليا لتنزل الينا مطرا وتدب الحياة على الارض فتخيل الارض بدون مياه .. لقد انعم الله على مصرنا بنهر النيل وقد حذرنا الله منالإفساد في الارض فقال (ولاتفسدوا في الارض بعد اصلاحها ) وللاسف الشديدلم نستمع لهذا التحذير ولوثنا ماء النيل بفعل فاعل بثقافة غريبة دخيلة علينا لايمكن تجدها على سطح الارض . في امة تلوث وتلقى قمامتها ونفايتها في مصدر حياتها وهى المياه لتتحول إلى مصدر للمرض ياسادة جميع الاديان وجميع القوانين الوضعية تحرم وتجرم الاعتداء على البئة وخاصة المياه . لو عدنا بكم إلى التاريخ القديم والمصرى من قبل الميلاد كان يقول انا ادخل الجنة لانى لا الوث ماء النيل فكان من قناعته ان تلويث مياه النيل جريمة وكبيرة تستحق دخول النار بل كانت القوانين تحذر من انبعاث روائح كريهة في البئة المحيطة بك فاين نحن من ذلك ومنا من يلوث ويلقى نفايته وقمامته في النيل وتلقى المصانع نفايتها دون الم من ضمير . وقال لن يقبل الله صلاة ولا عبادات من يلوث مياه النيل ويتسبب في تدمير البيئة ان اى دولة تتمنى نهرا مثل النيل لكى يكون سبب حضارتها ورقيها فكيف ندمر فيه بهذا الشكل وقديما قال هيردوت (مصر هبة النيل ) وتغنى الشعراء بالنيل ولذلك اطالب الرئيس السيسي ان يضع قوانين خاصة للنيل وعقاب رادع لمن يتسبب في تلويثه . القاهرة كانت تسمى باريس الشرق لان نفس المهندس ( هوسمان )الذى خطط باريس هو الذي دعاه الخديو اسماعيل لتخطيط القاهرة وحول نهر النيل ليمر وسط القاهرة كما يمر نهر السين وسط باريس ولكن السؤال الذي يطرح نفسه . هل سلوك المصريين مع نهر النيل مثل سلوك الفرنسيين مع نهر السين الحقيقة المرة ان المواطن الفرنسي يستحيل ان يلقى ورقة أوحتى عقب سيجارة في نهر السين من قناعة ذاتية اما كثير من المصريين يدمر في مصدر حياته حتى اصبحنا من الشعب الاول على الارض مرضي بفيروسات الكبد بسبب التلوث فلابد ان نقتدى بسلوك انسانى يجعل اولى اولوياته الحفاظ على البيئة ومنها المياه الامراض ليست قضاء وقدرا ولا صدفة وانما بسبب سلوك وثقافة . ان اكثر من 63 موضعا في القران يتكلم عن الماء دليلا على اهميته ووجوب الحفاظ عليه . وانظروا معى حينما حدث جفاف للنيل في عهد سيدنا يوسف وتعرضت مصر لسنين القحط السبعة واستطاع سيدنا يوسف ان ينقذ مصر والبلاد المجاورة من الجوع بفضل الحكمة والامانة حيث قال للملك اجعلنى على خزائن الارض انى حفيظ عليم . النيل هو سبب الحضارة والرفاهية في تاريخ مصر القديم والحديث فلابد ان نغير من ثقافتنا إلى سلوك متحضر يحافظ على مصادر نعمته وسبب حياته ( ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابانفسهم )