يصدر قريبًا عن دار كرمة للنشر والتوزيع كتاب بعنوان "شخصيات حية من الأغاني" للكاتب والروائي محمد المنسي قنديل. ويُقدم قنديل في كتابه شخصيات مختارة من موسوعة أبي فرج الأصفهاني الشهيرة "الأغاني". وفي هذه الصفحات، يتراجع رجال السُّلطة قليلًا ليتقدم الشعراء.. يخفض الفرسان سيوفهم حتى يعلو همس العشاق.. يتوقف صليل السيوف حتى يتواصل إيقاع اللحن والغناء.. عشاق معذبون يعيشون ما بين حرارة اللقيا ومرارة البين، وعندما يسمعون حداء القوافل يلفظون أنفاسهم الأخيرة. كما يقدم بأسلوبه العذب صفوة من الناس، رفعهم جهدهم العقلي عن طبقتهم العادية، بداخلهم بذرة من الطموح القلِق، يتأرجحون بين الأحلام التي يسطرونها في كلمات القصائد، وبين تقاليد الصحراء التي لا ترحم... أناس عبروا بكل صراحة عن مشاعر الهوى المستعر، والشهوة الصريحة، والرغبة في الحياة، فيُعيد لنا جمال أُنس الليالي الخوالي. وتبقى شخصيات "الأغاني" - واقعية كانت أو خيالية - خليطًا من الحب والجنون والرغبة، تحلق عاليًا قبل أن يهبط بها مدى الوهم.. ولعل هذا أحد أسرار إمتاع هذا الكتاب البديع. جدير بالذكر أن محمد المنسي قنديل تخرج في كلية الطب في المنصورة عام 1975. فازت قصصه الأولى بجوائز وهو لا زال طالبًا، اهتم بالتراث العربي وأصدر عنه ثلاثة كتب: "شخصيات حية من الأغاني"، و"وقائع عربية"، و"تفاصيل الشجن في وقائع الزمن". فازت مجموعته القصصية الأولى، "من قتل مريم الصافي"، بجائزة الدولة التشجيعية عام 1988.