دعا خبراء الاقتصاد الزراعى إلى ضرورة وضع خريطة استثمارية واضحة لاستصلاح واستزراع الأراضى الجديدة، وطرق تخصيصها، والمنتفعين بها،سواء من الخريجين أو صغار المزارعين أو المستثمرين والحدود القصوى للملكية، وطرق التسعير، وأساليب الانتفاع أو التملك، وتحديد المسئولية عن إقامة البنية القومية والأساسية، وطرق إدارة تلك الأراضى وذلك من خلال التعاونيات الزراعية أو الشركات المساهمة لضمان الاستفادة من استخدام التكنولوجيات الحديثة في الزراعة والاستفادة أيضا من وفورات السعة مع ضرورة انشاء شركات تعمل كبيوت خبرة لتقديم الاستشارات والدراسات والبرامج التدريبية لإدارة المشروعات الزراعية لضمان تحقيق التخصيص الأمثل للموارد الزراعية في المشروعات الجديدة وخاصة مشروع المليون فدان واكساب المستفيدين الخبرات التكنولوجية الحديثة لإدارة واستغلال مشروعاتهم. وشدد الخبراء في التوصيات الختامية للمؤتمر السنوى لجمعية الاقتصاد الزراعى التي صدرت اليوم الجمعة على ضرورة التأكد من توفير مياه الرى الآمنة والمستقرة لمشروع المليون فدان لمدة لاتقل عن مائة عام، مع التركيز على استخدام التراكيب المحصولية المرشدة لاستخدام مياه الرى بحيث يتم وضع تراكيب محصولية للمشروعات الجديدة تتسم بتحقيق أفضل عائد اقتصادى ممكن وفى نفس الوقت تستخدم أدنى قدر ممكن من الموارد المائية الجوفية ولأطول مدى زمنى ممكن للمحافظة على رصيد الأجيال القادمة من المياه الجوفية. وطالب الخبراء بإعطاء القطاع الزراعي أولوية مجتمعية من ناحية نصيبه من الإنفاق الاستثماري الحكومى، وذلك من خلال توجيه أكبر قدر ممكن من الاستثمارات باعتبارها المحدد الرئيسي للتنمية الزراعية، بحيث يتم تخصيص أكبر قدر متاح من الموارد المالية في الموازنة العامة للدولة للقطاع الزراعي والعمل على زيادة الحوافز المقدمة للقطاع الخاص للاستثمار في المجال الزراعي. كما أكدوا على ضرورة اتخاذ كل السبل الكفيلة بتنمية الموارد المائية واستخدام مصادر غير تقليدية لمياه الرى، واستمرار التنسيق بين وزارتى الزراعة والموارد للمائية والرى للعمل بحذر مع قضية استغلال المياه الجوفية عند الحدود الآمنة، والتوسع في استخدام مصادر غير تقليدية للموارد المائية ورفع كفاءة استخدام المياه في نظام الرى السطحى. ونادي المؤتمر بتشجيع تكوين روابط مستخدمى المياه في جميع المناطق الزراعية بالجمهورية لتنظيم وترشيد استخدام مياه الرى بين المزارعين على الترع الفرعية. وتوجيه دور التخطيط التاشيرى نحو العودة إلى تطبيق نظام الدورة الزراعية الثنائية والثلاثية في الإنتاج الزراعى، وتشجيع التجميع الزراعى، وضرورة توجيه قدر أكبر من الاهتمام بالتدريب على التصنيع الزراعى لمنتجات كل قرية، وذلك لتمكين سكان القرى من زيادة دخولهم إلى جانب توفير فرص العمل. وكذلك الاهتمام بالزراعات التعاقدية، وتطوير نظم تسويق المحاصيل لزيادة قدرة المزارعين على النفاذ إلى الأسواق. ولاحظ المؤتمر أثر ارتفاع أسعار الطاقة والأسمدة الكيماوية والأجور الزراعية وإيجارات الأراضي الزراعية في زيادة تكاليف الإنتاج الزراعى مما يستلزم ضرورة قيام الحكومة بتوفير الأسمدة للمزارعين بالمعدلات التي تتناسب مع الاحتياجات الفعلية للمحاصيل المختلفة، وتحديد أسعار ضمان للمحاصيل الزراعية الإستراتيجية، واستلام تلك المحاصيل من المزارعين اختياريًا بأسعار مجزية تمشيا مع الدستور الذي ينص على ضرورة توفير مستلزمات الإنتاج الزراعى بأسعار معتدلة واستلام المحاصيل اختياريا من المزارعين بأسعار مجزية. وحث خبراء الاقتصاد الزراعى في ختام مؤتمرهم السنوى على ضرورة تشجيع شباب الخريجين وصغار المستثمرين على إقامة المشروعات الإنتاجية الناجحة مثل مشروعات الاستزراع السمكي، مع جذب هيئات التمويل لتوفير التمويل اللازم لإنشاء وتشغيل هذه المشروعات. وحل المشكلات البيئية في البحيرات المنتجة للاسماك والاستفادة من الاستثمارات القائمة فيها، وإنشاء موانى جديدة للصيد وزيادة عدد مراكب الصيد، والتوسع في أنشطة الاستزراع السمكي. كما أكدوا على استمرار دور بنك التنمية والائتمان الزراعي كبنك متخصص في توفير الاحتياجات التمويلية للأنشطة الزراعية، وضرورة قيام البنك بتوفير برامج التمويل للإنتاج الزراعى لصغار المزارعين، وللمزارعين في الأراضى المستصلحة الجديدة نظرا للزيادة المضطردة في تكاليف الإنتاج. على أن يتوفر له المزيد من الاستقرار والموارد التمويلية قليلة التكلفة ليتمكن من تقديم الخدمات التمويلية للمنتجين الزراعيين بسعر فائدة يتناسب مع طبيعة الأنشطة الزراعية، وذلك ضمن إطار إعادة هيكلة البنك فنيا وماليا وإداريا، بما يمكنه من تعظيم دوره في خدمة التنمية الزراعية والريفية المستدامة. وناشد المؤتمر الجهات المسئولة بضرورة إعادة هيكلة جهاز الإرشاد الزراعى وتزويده بأعداد مناسبة من شباب الخريجين من كليات الزراعة، مع ضرورة متابعة تدريبهم على الأساليب التكنولوجية الحديثة في الزراعة لنقلها إلى المزارعين. إلى جانب استمرار العمل على حماية الأراضى الزراعية والحفاظ عليها ومنع الاعتداء عليها وصيانتها وتحسينها وتنميتها، وفى نفس الوقت ضرورة الاستمرار في إزالة أي تعديات تمت عليها وتشديد العقوبة على المخالفين أو مصادرة تلك الأراضى التي تم الاعتداء عليها. ودعا المؤتمر إلى ضرورة إعطاء قدر أكبر من الاهتمام لمشروعات تدوير المخلفات الزراعية خاصة فيما يتعلق بأحتياجاتها التكنولوجية والتمويلية. و فيما يتعلق بقضية مشروع سد النهضة اوصى المؤتمر باستمرار المفاوضات الجادة مع الجانب الأثيوبى ضمانا للحفاط على الحقوق التاريخية لمصر قى مياه النيل دون أي اخلال بذلك وفى نفس الوقت التعاون مع كل الدول الأفريقية ومن بينها إثيوبيا في أي مشروعات اقتصادية تعود بالخير على شعوب القارة.