يبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي غداً الثلاثاء زيارة رسمية الى العاصمة الفرنسية باريس تستغرق يومين، وذلك في المحطة الثانية والأخيرة من جولته الاوروبية التي استهلها اليوم الاثنين بزيارة الى إيطاليا والفاتيكان. و يرافق الرئيس خلال زيارته سامح شكري وزير الخارجية ومنير فخرى عبدالنور وزير الصناعة والتجارة الخارجية ود.أشرف سالمان وزير الاستثمار ود. خالد حنفي وزير التموين والتجارة الداخلية. من المقرر أن يكون في استقبال الرئيس السيسي لدى وصوله مساء الثلاثاء إلى باريس عدد من المسئولين الفرنسيين والسفير إيهاب بدوي سفير مصر لدى فرنسا وأعضاء السفارة المصرية. ويلتقي الرئيس السيسي الأربعاء بمقر الرئاسة بقصر "الإليزيه" بالرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند حيث ستعقد جلسة مباحثات مغلقة بين الرئيسين يعقبها اجتماع موسع يضم وفدى البلدين و ذلك عقب مراسم استقبال رسمية يستعرض خلالها الرئيس حرس الشرف الفرنسي. كما سيلتقى الرئيس السيسي أيضا بوزير الخارجية لوران فابيوس، ووزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه ورئيس الجمعية الوطنية كلود بارتولون وكبار المسئولين لبحث دفع العلاقات المصرية الفرنسية وتبادل الاراء حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. وتتصدر القضايا الإقليمية والملف الاقتصادي والتعاون العسكري والعلاقات الثنائية أجندة اجتماعات الرئيس مع المسئولين الفرنسيين، وكذلك الملفات الإقليمية وعلى رأسها الأوضاع فى ليبيا وسبل دعم الحكومة الليبية لاستعادة الاستقرار والسلام، وجهود مكافحة الإرهاب في المنطقة، والقضية الفلسطينية ودفع عملية السلام، والأوضاع فى سوريا والعراق، والجهود المبذولة لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي والأوضاع فى منطقة القرن الإفريقى. وبحسب مصادر مطلعة، سيستعرض الرئيس السيسي مع المسئولين الفرنسيين تطورات الأوضاع الداخلية في مصر ونجاحها في معركتها وحربها ضد الارهاب. كما سيشدد الرئيس على إلتزام الدولة المصرية بسرعة الانتهاء من الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة الطريق وإنتخاب البرلمان مطلع العام القادم. كما سيبحث الرئيس استكمال البنية الأساسية لمشروع مترو الأنفاق، وعرض خطط الدولة للنهوض بمعدلات النمو الاقتصادي خلال العام القادم، فضلا عن استعراض مناخ الاستثمار الواعد وحاجة مصر إلى تنفيذ مشروعات ضخمة تستوعب الطاقة العاملة المتوفرة لديها خاصة من الشباب. من المقرر أن يستعرض أيضا الإجراءات التي اتخذتها وتعتزم الدولة اتخاذ المزيد منها لتشجيع الاستثمارات الأجنبية وتذليل أية عقبات قائمة وتهيئة المناخ المواتي لها من تأمين كامل وتشريعات تحفظ للمستثمرين حقوقهم وأموالهم. كما يتناول الفرص الاستثمارية المتوفرة فى مصر خلال المرحلة المقبلة خاصة فى مشروع تنمية قناة السويس، إضافة لمناقشة العقبات التى تقف أمام زيادة حجم الصادرات المصرية لأوروبا والتى لا تتناسب حاليا مع القرب الجغرافى والسياسى بين مصر وأوروبا. من المقرر أن يوجه الرئيس السيسى الدعوة للرئيس أولاند وكبار رجال الأعمال ورؤساء الشركات بحضور قمة مصر الاقتصادية خلال شهر مارس القادم فى مدينة شرم الشيخ. كما يعرض الرئيس ايضا علي المسئولين الفرنسيين الاهتمام المصري الكبير بتشجيع السياح الفرنسيين لزيارة مصر مع نجاح الإجراءات التي اتخذتها الدولة لفرض الأمن بالمناطق الأثرية ودعوة فرنسا إلى توسيع نطاق التحرك أمام السياح من رعاياها ليشمل الأقصر وأسوان. وسيقوم الرئيس اليوم التالي للزيارة بحضور اجتماع المجلس الرئاسى المصرى الفرنسى للأعمال المشترك، وذلك بمقر جمعية أرباب الأعمال الفرنسيين (ميديف) والتى تعد أكبر منظمة أعمال فى فرنسا. ويضم الوفد المصري لمجلس الأعمال المصري الفرنسي برئاسة فؤاد يونس عددا كبيرا من رجال الأعمال المصريين من أعضاء المجلسين منهم محمود القيسى رئيس الغرفة المصرية الفرنسية وعمر مهنا رئيس الغرفة الأمريكية الأسبق وباسل الباز وألفريد اصيل ودينا تاوضروس واحمد حلمى واشرف راشد. وقد أكد فؤاد يونس رئيس الجانب المصرى بمجلس الأعمال المشترك على أهمية زيارة الرئيس السيسي الى باريس، مؤكدا أن فرنسا تعد شريكا إستيراتيجيا هاما لمصر، كما أشار إلى أن المجلس يهدف خلال تلك الزيارة إلى الترويج ودعوة للمشاركة فى مؤتمر مصر للتنمية والأستثمار المزمع عقده فى مارس المقبل بين مجتمع الأعمال الفرنسى وخاصة بين الشركات العملاقة التى تمتلك سمعة وباع كبير فى عدة مجالات من أهمها النقل واللوجيستيات، ومترو الأنفاق، والزراعة والطاقة والطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة النووية. ومن جانبه، أكد باتريك لوكاس الرئيس المشارك للمجلس الرئاسي المصري الفرنسي للأعمال أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الاجتماع الاقتصادي لرجال الإعمال المصريين والفرنسيين خلال زيارته لباريس إنما تعكس الثقة المتبادلة بين البلدين والرغبة المشتركة في مضاعفة التعاون في المجال التجاري و الاستثماري. و وصف لوكاس زيارة الرئيس السيسي و الوفد المرافق له -الذي يضم وزراء و رجال أعمال مصريين- بأنها في غاية الأهمية حيث أنها تأتي بعد بدء عودة الاستقرار لمصر في أعقاب الأحداث التي شهدتها في السنوات الماضية، مؤكدا أن الظروف حاليا مواتية لعقد لقاءات تشارك فيها الأوساط الاقتصادية من الجانبين لعرض الأوضاع الحالية في مصر على مستوى السياسات والإصلاحات. وقال لوكاس إن جمعية أرباب الأعمال الفرنسية (ميديف) تعرب عن بالغ سعادتها و تشرفها باستقبال الرئيس السيسي .. مشيدا بما تعكسه تلك الزيارة من إهتمام مصري بالعلاقات الاقتصادية والتنموية بين مصر وفرنسا، فضلا عن رسالة الثقة التي تحملها لرجال الصناعة والمستثمرين الفرنسيين بشأن الاصلاحات الجارية في مصر. كما شددت الخارجية الفرنسية على لسان متحدثها على أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الى فرنسا المرتقبة تعد فرصة لبحث الرهانات الرئيسية في العلاقات الثنائية بين البلدين. ومن جانبها، فقد وجهت الجبهة الوطنية للمصريين بفرنسا الدعوة الى جميع المصريين المقيمين بدول الجوار الاوروبى للاحتفال بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لفرنسا، تحت شعار "تحيا مصر"، وذلك للتأكيد على تأييدهم لسياسات السلطات المصرية و دعمهم فى حربها ضد الإرهاب. و يشار الى ان حجم التبادل التجاري في عام 2013 بين البلدين 2.5 مليار يورو، منها 1.2 مليار يورو صادرات مصرية لفرنسا في مقابل 1.3 مليار يورو صادرات فرنسية لمصر. وتعد فرنسا سادس اكبر شريك استثماري لمصر على مستوى العالم و الثالث على مستوى أوروبا و يصل اجمالي استثماراتها في مصر 4.3 مليار يورو تقريبا.