قال الشيخ عبد الحليم محمد عبد الحليم، إمام وخطيب مسجد الرزاق بحي الزهور بمحافظة بورسعيد، إن "المتأمل بعين الحقيقة لمبادئ الشريعة يرى أنها صمام الأمان لجميع أمور الحياة، لأنها تقوم على أسس العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، وفى الوقت ذاته تنهى عن الفساد وتوجب التصدى له، وقال تعالى: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون". وأضاف خلال خطبة اليوم الجمعة: "من أشهر السلوكيات الخاطئة المنتشرة "الوساطة"؛ فلا يكاد إنسان يصل إلى حق من الحقوق أو أمر من أموره إلا بواسطة، وهى ظاهرة اجتماعية سيئة عالجها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد أسامة بن زيد أن يشفع في المرأة المخزومية التي سرقت، فقال صلى الله عليه وسلم: أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة ؟، ثم خطب قائلا: إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها". وأكد خطيب مسجد الرزاق، أنه من السلبيات المرفوضة دينيا ومجتمعيا "المحسوبية"، وقد انتشرت هذه الظاهرة حتى أصبح الإنسان لا يستطيع الحصول على حق إلا بها، فكم من حقوق سلبت، وكم من أموال ضيعت بسبب المحسوبية والمحاباة. وأوضح "عبد الحليم" في نهاية خطبته أن الوساطة والمحسوبية وسيلتان لضعف المجتمع بتمكين غير الأكفاء، وتوسيد الأمر إلى غير أهله، كما أنهما يؤديان إلى ضعف الانتماء والحس الوطنى لدى جمع الشباب الذي يرى نفسه قد تخرج من جامعته وجلس في الشارع، بينما تولى غيره وعن غير حق أمرا لا يستحقه، فأى شعور بقيمة الوطن نطالب به هذا الشباب الضائع الُمغتال نفسيا.